في هذه المراسم التي عمّها النشاط والشوق والتوق لبداية مرحلة العبودية أقام الشباب المؤمنون صلاة المغرب والعشاء بإمامة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي.

وفي خطاب له بالمناسبة اعتبر الإمام الخامنئي أن حفل التكليف هو "حفل التشرّف بولوج ساحة لطف وعناية الإله الكريم" و "اكتساب الجهوزية لتلقي التكليف الإلهي الذي يؤدي إلى بلوغ السعادة" وأضاف قائلا: يجرّب الإنسان خلال مختلف مراحل الحياة أحداثا عديدة تستوجب التصدّي الشجاع لها والحصول على الفخر الدنيوي والعزة الإلهية مرهون بتثبيت الأسس الروحيّة.
مشيرا إلى أهمية "لحظة بلوغ سن التكليف" ذكر قائد الثورة الإسلامية بلزوم معرفة شأن دخول مرحلة البلوغ الروحي واستكمل خطابه قائلا: سر التقدم الفردي والاجتماعي يكمن في الحفاظ على العلاقة بالله عزوجل وإن الخلل الكبير الذي أصيبت به حضارة الغرب الآيلة إلى الزوال هو قطع العلاقة مع الله.
اعتبر سماحته أن أفضل سبل العلاقة بالله عزوجل هي "إقامة الصلاة وقراءة القرآن" وأردف قائلا: الالتفات إلى هذه الحقيقة أن مخاطب الإنسان في الصلاة هو "الله القادر المتعال" تؤدي إلى التوكل، امتلاك الشجاعة والثقة بالنفس، لذلك أقيموا الصلاة في أول وقتها وبحضور قلب وأقيموا علاقة أنس مستمر بالقرآن ومعانيه النورانية الهادية. 

ثم أشار الإمام الخامنئي إلى مساعي العدو المتمثّلة بالنفوذ والهيمنة الاقتصادية، السياسية والثقافية على البلاد واعتبر سماحته أن إحدى أهداف العدو هي اختراق الشباب واليافعين وأضاف قائلا: على الشباب الأعزاء أي أبناء الشعب الإيراني في الحاضر ومدراء مستقبل البلاد إيفاء دور فعال ومؤثر بالحضور الفاعل في التجمعات والتحصّن في وجه مخططات الأعداء.

"التسلّح بالعلم والمواظبة على الدراسة" و "توفير السلامة الجسدية، الفكرية والروحية" كانت من جملة وصايا الإمام الخامنئي للشباب.
أشار سماحته إلى إمكانية توفير السلامة الجسدية عن طريق "الرياضة واتباع نظام غذائي مناسب" وإمكانية اكتساب السلامة الروحية عن طريق "الالتفات إلى الله والصلاة، الدعاء والتوسل وذكر الشهداء" ثم استكمل حديثه قائلا: يجب تأمين السلامة الفكرية عن طريق مطالعة الكتب ومطالعة كتب الكُتّاب والمفكّرين الجيدين الذين يسهمون في تشريع السبل.

أكّد الإمام الخامنئي على أهمية اكتساب العلم وبناء الذات كشرط للحصول على مستقبل أفضل وأضاف سماحته: أعزائي، مستقبل هذا البلد مرهون بكم وأنتم من سيكون عليه إدارة هذه البلاد وتاريخها، لذلك جهّزوا أنفسكم لذلك اليوم عن طريق استغلال الفرص.

كما أوصى قائد الثورة الإسلامية الشباب بالاحتذاء بسيرة الشهداء وقال سماحته: لقد قام شهدائنا الأعزاء في مرحلة شبابهم ببذل أغلى ما يملكون أي أرواحهم بغية الدفاع عن الاستقلال الوطني ومصالح البلاد ودفع شرّ الأعداء وإن مطالعة كتب الدفاع المقدّس العذبة والجذابة سيُعرّف أذهانكم على تلك التضحيات والمواقف الشجاعة.

في ختام حديثه وصّى الإمام الخامنئي الشباب بإجلال أمهاتهم وآبائهم واحترامهم والسعي في تعويض محبتهم.