أشار قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي لدى استقباله عصر يوم الأربعاء 2016/12/14  السيد "جوكو ويدودو" رئيس جمهورية اندونيسيا، إلى الطاقات الهائلة التي تمتلكها البلدان، مؤكدا على مضاعفة المبادلات وتعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وقال: إن الجمهورية الاسلامية تعتبر تقدم وعزة اندونيسيا باعتبارها دولة مسلمة وذات عدد كبير من النفوس، مبعث فخر وعزة للأمة الاسلامية.

واعتبر الإمام الخامنئي رؤية الجمهورية الإسلامية الايرانية تجاه اندونيسيا بأنها رؤية مبنية على الأخوة والتعاون، مشيرا إلى التقدم الجيد الذي حققته أندونيسيا على مختلف الأصعدة، وأضاف: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضا تمتلك إمكانيات وفيرة في القطاعات الاقتصادية والثروات الطبيعية والمناجم، ونعتقد أنه على الدول الإسلامية وخلافاً لإرادة الأعداء أن تدعم بعضها البعض وتتجنب الخلافات فيما بينها.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية مستوى المبادلات الاقتصادية بين ايران واندونيسيا بأنه منخفض ولا يتناسب مع الإمكانيات الكثيرة التي يتمتع بها البلدان، وأضاف: يجب من خلال جدول زمني رفع مستوى التبادل الاقتصادي إلى أرقام عالية مثل 20 مليار دولار.

وتطرق سماحته الى الاتفاقيات التي أُبرمت بين البلدين، وقال: يجب من خلال بذل الجهود ترجمة هذه الاتفاقيات عملياً، وبالطبع يوجد هنالك معارضون لهذا التعاون لكن يجب التغلب عليهم بجدية وإرادة صلبة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية  الارتباط والتعاطي بين علماء إيران واندونيسيا أمراً مباركاً سيفضي إلى إقامة تعاون مستمر بين البلدين.

واعتبر الإمام الخامنئي الصراعات الراهنة في منطقة غرب آسيا بأنها مفروضة لتحقيق مآرب أجنبية خبيثة، وثمّن مواقف اندونيسيا تجاه القضية الفلسطينية، وأضاف: إن العديد من هذه الأزمات أُثيرت بهدف نسيان أسوأ أزمة في المنطقة وهي القضية الرئيسية للعالم الاسلامي أي قضية فلسطين، في حين أنه كان ينبغي عدم السماح بنسيان هذه القضية.

وأشاد قائد الثورة الاسلامية المعظم كذلك بشخصية الرئيس الاندونيسي الأسبق "أحمد سوكارنو" ودوره الهام في عقد مؤتمر باندونغ الذي كان الركيزة الأساسية لتأسيس حركة عدم الانحياز، وأضاف: اليوم أيضا فإن المواقف السياسية التي تتخذها اندونيسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية متقاربة في المنظمات الدولية.

وتطرق سماحته إلى الزلزال الذي ضرب اندونيسيا مؤخراً، سائلا الباري تعالى أن يتغمد ضحايا الزلزال بالرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

وفي هذا اللقاء الذي حضره أيضا السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية، أشار السيد "جوكو ويدودو" رئيس جمهورية اندونيسيا إلى أواصر المحبة التي يكنها الشعب الاندونيسي للجمهورية الاسلامية الايرانية، وأوضح أن الهدف من زيارته الحالية تتمثل في تطوير العلاقات الاقتصاية لاسيّما في قطاع الطاقة، لافتا إلى إجرائه محادثات بناءة مع الحكومة الإيرانية للتعاون في مجال الغاز ومصافي التكرير، كما تقرر أن تقوم الشركات الإيرانية بالاستثمار في مجال بناء محطات للكهرباء في أندونيسيا أيضا.

وأشار السيد "جوكو ويدودو" إلى بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين إيران واندونيسيا، وأضاف: إن مستوى الروابط الاقتصادية بين البلدين لا يتناسب وشأن البلدين الإسلاميين الكبيرين، وإن الوصول إلى سقف 20 مليار دولار قابل للتحقيق.

واعتبر الرئيس الاندونيسي أيضا أنه بحث التعاون الثنائي في مجالات السياحة والتبادل العلمي والجامعي، معرباً عن أسفه لعدم الاستقرار والأزمات الناشبة في المنطقة، وقال: نعتقد أنه لو إتحدت الدول الاسلامية فإنها ستتحول إلى قوة اقتصادية كبيرة ومؤثرة.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد السيد "جوكو ويدودو" أن اندونيسيا ملتزمة بقضية فلسطين وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني بشكل جاد وفاعل.