وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة التي أجراها موقع KHAMENEI.IR مع سماحة الشيخ غازي حنينة:

 

ما هي آليات مواجهة الكيان الصهيوني بشكل عملي؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغُر الميامين.

الحقيقة أن المواجهة مع العدو الصهيوني بدأت يوم جاءت تلك العصابات الصهيونية منذ سبعين عاماً لتطرد شعباً يعيش على أرضه يعيش في وطنه؛ ألا وهو الشعب الفلسطيني، هذه العصابات التي جاءت ذاك اليوم منذ سبعين عاماً، واجهها الفلسطينيون بكل الإمكانيات المتوفرة لديهم يومها، مع قلة العتاد ومع قلة العدد ومع قلة النصير، ولذلك هذا الشعب الفلسطيني ومنذ سبعين عاماً ما نام على ضيم وما ترك حقه وما تخلى عن مواجهة هذا العدو الصهيوني في يوم من الأيام على مدى السنوات السبعين الماضية. في الأربعين أو الخمسين سنة الماضية انطلقت شرارة المقاومة على أرض فلسطين وبدأ الشباب الفلسطيني ينهض.

نحن هذه الأيام نعيش صورة من صور المقاومة لهذا العدو الصهيوني من خلال الانتفاضة الثالثة، من خلال السكين ومن خلال الدهس

 ونحن هذه الأيام نعيش صورة من صور المقاومة لهذا العدو الصهيوني من خلال الانتفاضة الثالثة، من خلال السكين ومن خلال الدهس، هذه الانتفاضة الثالثة والتي يصُح أن نسميها يتيمة، هذه الانتفاضة اليتيمة المظلومة كما وصفها الإمام الخامنئي حفظه الله، ولذلك نحن في اجتماعنا وفي مؤتمرنا هذا الذي دعت إليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنقف مع الشعب الفلسطيني ونقف في خندق واحد مع الشعب الفلسطيني بكل ما توفر لدينا من إمكانيات مادية ومعنوية، إعلامية وسياسية وعسكرية وكل المستلزمات التي يحتاج إليها الفلسطينيون. نحن نعمل بكل جهدنا كقوى وطنية وقوى إسلامية وقوى قومية لمناصرة هذا الشعب الفلسطيني الذي يريد أولاً حق العودة إلى فلسطين وعودة كل الشعب الفلسطيني إلى فلسطين، ومن ثم إقامة دولته من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس، ولذلك نحن بمؤتمرنا هذا نطلق مزيد من إمكانيات الدعم لنصرة هذا الشعب المظلوم ولنصرة هذه القضية المظلومة.

ما هو دور الحكومات والدول العربية والإسلامية في هذا المجال؟

في الحقيقة الدول العربية والإسلامية عموماً إلا ما خلا؛ وبالتحديد ما خلا عندما نتكلم عن دور سورية، عن دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هذه الدول تعتبر دعم الشعب الفلسطيني دعم مبدئي وليس دعم ظرفي، دعم مبدئي بمعنى أنها تُقدم له الدعم المادي واللوجستي والسياسي والإعلامي لأن يصل إلى كامل حقه على أرض فلسطين، أما بقية الدول الأخرى للأسف فهي تناصره وتؤيده وتدعمه دعماً ظرفياً؛ بحيث إن كان هذا الدعم الظرفي يتناسب مع مصالحها ومع ما يُطلب منها دولياً وبالتحديد أمريكياً تدعم، إما إن كان هذا الدعم لا يناسب ظروفها ولا يتناسب مع طلبات ورغبات الإدارة الأمريكية، كانت من كانت هذه الإدارة، نجد أن هذا الدعم يتوقف ويتراجع إلى الوراء.

 

ما هو رأيكم بما نسمعه حالياً عن علاقات خفية وغير خفية بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني؟

لم يعد هنالك شيء خافٍ كما يقال هو تحت الطاولة، كل شيء أصبح فوق الطاولة، في المؤتمر الذي عقد في واشنطن لتوقيع اتفاق بين منظمة التحرير وبين الكيان الصهيوني وكان يومها ملك الأردن الملك حسين حاضر وإسحاق رابين حاضر وياسر عرفات حاضر وحسني مبارك حاضر وكان الرئيس الأمريكي يومها كلينتون، يسأل كلينتون الملك حسين يومها منذ متى تلتقي برابين؟ يقول له منذ عشرين عاماً ! فيرد رابين ويقول لا! منذ واحد وعشرين عاماً نحن نلتقي بالملك حسين.

الآن صورة التعاون والتوافق والتطابق والتطبيع بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة العدو الصهيوني أصبح واضحاً ليس خفياً

 يعني الآن صورة التعاون والتوافق والتطابق والتطبيع بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة العدو الصهيوني أصبح واضحاً ليس خفياً، التعاون بين حكومة دولة قطر وحكومة العدو الصهيوني لم يعد خافياً وغيرها وغيرها من دول العالم العربي وللأسف والتي سمت نفسها بدول الإعتدال، ولذلك نحن نقول أن هذه الدول -مهما كان شأنها ومهما كان عددها- ستسقط على مسرح القضية الفلسطينية كما سقط غيرها من قبل من حكومات ومن إمارات ومن ممالك ومن جمهوريات ومن دويلات سقطت كلها؛ لأن مسرح القضية الفلسطينية لن يبقى عليه بإذن الله عزَّ وجلَّ إلا الشرفاء، إلا المقاومون المبدئيون الذين يقاتلون العدو الصهيوني من أجل استرداد كامل الحق الفلسطيني من البحر إلى النهر.

 

أخيراً سمعنا عن زيارة وفد صهيوني للمملكة البحرينية وعن قيام هذا الوفد بانتهاك بعض المقدسات الإسلامية وقيام المنظمين للاحتفال بالرقص مع الإسرائيليين. ما رأي سماحتكم بما حدث؟

أداء مملكة البحرين أو حكومة مملكة البحرين ليس مستهجناً؛ إذ أن أداء هذه المملكة هو أداء تابع وأداء مستسلم لحكومة المملكة العربية السعودية، فما تمليه حكومة المملكة العربية السعودية على البحرين يمضي ويُنفَّذ، ولذلك أن تستقبل حكومة مملكة البحرين وفداً صهيونياً يؤدي بعض الممارسات التي تستفز مشاعر المؤمنين المسلمين من أمة محمد (ص) هذا أمر لا نستغربه أبداً،

أداء مملكة البحرين هو أداء تابع وأداء مستسلم لحكومة المملكة العربية السعودية، فما تمليه حكومة المملكة العربية السعودية على البحرين يمضي ويُنفَّذ

 إذ أن هذه المنظومة التي تسمى دول الخليج الفارسي يعني هي منظومة واحدة تقودها المملكة العربية السعودية نحو غاية ونحو نهاية يُراد لها أن تكون التفاهم والتعاون والتطبيع مع العدو الصهيوني وتكريس العدو الصهيوني؛ كما كان تكريس العدو الصهيوني يوم احتل الصهاينة أرض فلسطين منذ سبعين عاماً فكان حكم آل سعود لمدة هذه السبعين سنة أو الثمانين سنة! الأحفاد اليوم يُقدِّمون التطبيع ويُقدِّمون التعاون مع العدو الصهيوني لحُكم بلاد الحجاز وبلاد نجد لمدة مئة سنة أخرى كما كان جدهم الأول عبد العزيز.

 

كما تعلمون لا يريد الشعب البحريني سوى المطالب المشروعة والحقوق الطبيعية كالحرية لكنه يواجه القمع والانتهاكات المتنوعة ما رأي سماحة الشيخ غازي حنينة بما يحدث؟

حكومة المملكة العربية السعودية هي آخر دولة تُقر وتُنفذ مبادئ حقوق الإنسان وتعترف بشيء اسمه حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الفكر وحرية الاعتقاد، لو كان هذا الأمر يتعرض له مواطن أمريكي على أرضها لجاءت الأوامر لتنفذ بأقصى سرعة بأن هذا المواطن على أرض المملكة يجب أن تُصان حريته وأن تُصان حقوق الإنسان له، أما أن تكون حقوق الإنسان وحرية الرأي وحرية التعبير لأي مواطن عربي وبالأخص لشعب البحرين ولأهل البحرين فهذا ما تضرب به حكومة المملكة العربية السعودية عرض الحائط.

 

تواجه الثورة البحرينية صمتاً دولياً وصمتاً إعلامياً مريباً ما هو السبب برأيكم؟

السبب معروف لأن الغالبية العظمى من وسائل الإعلام في العالم العربي، من فضائيات، من صحف، من مجلات، من مواقع إلكترونية هي مدفوعة الأجر من ميزانية المملكة العربية السعودية، وبالتالي يتم التعتيم على هذه القضية المُحقّة، إلا ما خلا بعض القنوات الفضائية وبعض الصحف وبعض المجلات وبعض المواقع الإلكترونية الحرة التي لا تُباع ولا تشترى من أي سلطة كانت.

 

سؤالنا الأخير لسماحتكم كيف تقيِّمون مستقبل الثورة والحراك الشعبي البحريني؟

أنا اعتبر أنه ما دام الأخوة في البحرين يسلكون خط السلمية، بأي شكل من الأشكال سينتهي الأمر لصالحهم وستتغير المعطيات السياسية الإقليمية الدولية لينال شعب البحرين حقه أسوة بكثير من شعوب العالم.

 

في نهاية هذا اللقاء يتقدم موقع KHAMENEI.IR  بجزيل الشكر لعضو جبهة العمل الإسلامي سماحة الشيخ غازي حنينة على ما خصصه لنا من وقته لإجراء هذا اللقاء، وحتى اللقاء به في مقابلات أخرى نتمنى له دوام الصحة والموفقية.