وخلال هذا اللقاء قال قائد الثورة الإسلامية مشيداً بسمات الشهيدين رجائي وباهنر الشخصية: على الرغم من قصر مدة مسؤوليتهما وعدم إمكانية الحكم بشأن أدائهما التنفيذي، يتم استذكار هذين الشهيدين العزيزين بحسن وإجلال وذلك لما يتسمان به من سمات في شخصيتهم وإدارتهم كالثورية، الإيمان والصدق.
وتابع سماحة الإمام الخامنئي كلمته بتأكيده على ضرورة عمل المسؤولين وبذلهم جهوداً مضاعفة من أجل حل مشكلات البلاد معتبراً اقتصاد البلاد وقضايا الناس المعيشية أكثر قضايا البلاد أهمية.
ورأى الإمام الخامنئي في الحفاظ على المنحى والروح الثورية والدينية في الدبلوماسية أموراً مهمة وأكد سماحته: يتوجب علينا ضمن القضايا الدبلوماسية الافتخار بثورتنا والشعور بالعزة عند عملنا وفق الضوابط الوطنية أي الضوابط النابعة من الثورة كالثبات في وجه الاستكبار، محاربة الظلم ومعارضة نظام الهيمنة.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: الالتزام بالمواقف والتقاليد الثورية يعمل على فرض الشخصية والاحترام على الآخرين، وهذا الأمر لا يتناقض مع ليونة ومناورات وفنون الدبلوماسية. 

كما وجه سماحته بعض التوصيات للحكومة في مجال السياسة الخارجية من ضمنها "فتح مظلة الدبلوماسية لتشمل جميع أقطار العالم" و"عدم التركيز على إقامة علاقات بعدد محدود من البلدان". وأضاف الإمام الخامنئي: في مجال الدبلوماسية يجب العمل بحذاقة، بسرعة وذكاء ومواكبة التطورات اليومية، فلتتصرفوا في المستقبل كما كان ديدنكم حتى الآن وكما صمدتم في وجه الأعداء بفضل من الله.
وتوجه قائد الثورة الإسلامية لأعضاء الحكومة الجديدة ببعض التوصيات كان أولها امتلاك النية الإلهية من أجل خدمة الناس وحل مشكلاتهم؛ والأنس بالقرآن الكريم والدعاء. كما أوصى سماحته بوجوب امتلاك الروحية الجهادية وبذل الجهود المضاعفة التي لا تعرف معنى التعب.
أما التوصية الثالثة التي وجهها الإمام الخامنئي لأعضاء الحكومة فكانت التعاون فيما بين أعضاء الحكومة والعمل بشكل فريق واحد؛ حيث قال سماحته: بالإضافة إلى مسؤولية أعضاء الحكومة المشتركة عن قرارت وإجراءات الحكومة، ينبغي عليهم التعاون فيما بينهم والعمل بشكل فريق واحد.
وفيما يتعلق بتقبُّل الأصوات المعارضة أوصى سماحته بتحمل سماع الأصوات المعارضة وتقبُّل الانتقادات بقوله: عليكم تحمل سماع الأصوات المعارضة وتقبُّل الانتقادات من خلال امتلاك الحلم وسعة الصدر.
كما أوصى الإمام الخامنئي بالتواصل الوثيق مع الناس بهدف فهم حقائق معيشة الناس بشكل أفضل وأعمق. وفي ما يتعلق بهذه النقطة اعتبر سماحته امتلاك قسم قوي للتواصل الشعبي والقيام بزيارة المحافظات من الأشياء الجيدة والمفيدة.
ووجّه قائد الثورة الإسلامية أعضاء الحكومة الجديدة لتقوية الروح الشعبية وتجنب البذخ. كما أوصى سماحته بتقديم يد المساعدة للحركات الشعبية التطوعية سواء الثقافية منها أو الاقتصادية أو الخدمية كالمجموعات الجهادية والثقافية.
وفيما يتعلق باختيار المساعدين ومدراء الأقسام أوصى الإمام الخامنئي بأخذ التدين والثورية والعمل الجهادي والانتاجية بعين الاعتبار عند اختيار هؤلاء الأشخاص، حيث قال سماحته مخاطباً أعضاء الحكومة: "إذا لم يكن مساعدوكم ومديرو الأقسام والمديريات عندكم من أصحاب هذه الصفات فإن الأهداف لن تتحقق".

كما أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة تغيير منحى اقتصاد البلاد من كونه اقتصاداً نفطياً يعتمد على مصدر وحيد للدخل إلى اقتصاد منتج وشعبي، وقال سماحته: يجب علينا تخليص الاقتصاد من النفط، وهذا الهدف هو هدف قابل للتحقيق في ظل الإمكانيات والطاقات والموارد البشرية التي تمتلكها البلاد.