وفي ما يلي مقتطفاتٌ من الكلمة التي ألقاها سماحته خلال هذا اللقاء:

 

... نموذجٌ من ذلك مسيراتُ الأربعين العظيمة هذه، فهذه ظاهرة حقاً، إنها ظاهرة إلهية، ظاهرة معنوية، وهي حقاً (ظاهرة) غير قابلة للوصف، وهي مثل كثير من هذه الظواهر الإلهية المهمة لا تقبل التفسير بصورة دقيقة، بمعنى أنه لا يمكن تحليل هذا الحدث، أنْ تسير هذه الحشود المليونية العظيمة هكذا، وتتحقق وتتكون في غضون سنوات هذه الظاهرة. نعم، في الماضي كانت هناك أيضاً مسيرات، ولكن لم تكن بهذا الشكل. ولدينا معلوماتنا واطلاعنا، وكان طلبة العلوم الدينية يذهبون من النجف إلى كربلاء في أيام مختلفة ـ سواء في الأربعين أو في غير الأربعين ـ وفي خصوص الأربعين أو بعض الأوقات الأخرى كانت هناك جموع غفيرة تسير إلى كربلاء من مختلف أماكن العراق،

الحشود المليونية في الأربعين دليلٌ على ذروة التفكير في النضال في سبيل الله وفي سبيل الإسلام.

ولكن هذه الحشود المليونية من مختلف أنحاء العالم، عدة ملايين من إيران والملايين من العراق نفسه ومن بلدان أخرى، هذه الحركة العظيمة، على الرغم من التهديدات الإرهابية التي كانت موجودة دائماً وتوجد اليوم أيضاً، هذه ظاهرة عظيمة واستثنائية، وهي على جانب كبير من الأهمية. إنها دليل على ذروة التفكير في النضال في سبيل الله وفي سبيل الإسلام والجاهزية العامة الشاملة في هذا الطريق، ونتمنى أن يمُنَّ الله تعالى بالبركة على هذه التحركات ويبارك للناس.

نحن هنا طبعاً بمناسبة ذكر مسيرات الأربعين، ندعو ونتمنى قبول هذه الحركة والمسيرة لجميع الذين شاركوا فيها، ونجد لزاماً علينا أن نشكر الحكومة العراقية التي وفرت الوسائل واللوازم لتحقق هذا الأمر. ونرى من اللازم أن نتقدم بالشكر الحقيقي والقلبي لشعب العراق العزيز الذي وجد أن من واجبه في هذه الأيام ـ في هذا الأسبوع أو أكثر ـ استقبال السائرين وزوار أبي عبد الله (عليه السلام) بهذا الإخلاص والفرح، ونسأل الله تعالى لهم خير الجزاء.

نرى من اللازم أن نتقدم بالشكر الحقيقي والقلبي لشعب العراق العزيز الذي وجد أن من واجبه في هذه الأيام استقبال السائرين وزوار أبي عبد الله (ع) بهذا الإخلاص والفرح.

ومن اللازم أن نتقدم بالشكر للشباب العراقي المناضل من الحشد الشعبي وسائر الذين شاركوا في الحفاظ على أمن هذه المراسم واستطاعوا توفير الأمن للزوار. ونتقدم بالشكر لجميع مسؤولي عتبات النجف وسيدنا أبي عبد الله (عليه السلام) في كربلاء وسيدنا أبي الفضل في كربلاء الذين وفروا الأرضية والوسائل للناس. ونتمنى أن يمُنّ الله تعالى بالبركة واللطف والحماية عليهم، وعلى هذه الحركة العظيمة وعلى كل القائمين عليها والعاملين فيها ليستطيعوا مواصلتها إن شاء الله على أحسن وجه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.