قد تكون واحدة من أفضل خطابات الإمام الخامنئي التي لم تنتشر في أيّة وسيلة إعلامية خطاب سماحته في هذه الجلسة. في بداية الخطاب يؤكّد قائد الثورة الإسلاميّة "لقد ألّف الله بين قلوبنا"
ثم يقول سماحته: "محرّم على الأبواب. يهمّني كثيراً أن لا تُراق في باكستان خلال شهر محرّم المقبل دماء الشيعة والسنّة نتيجة هذا التعصّب الأعمى، يجب أن لا يُراق دم شخص واحد حتّى ..."
ثمّ يتحدّث الإمام الخامنئي حول نظام الحكم الإسلامي ويستخدم تعبير "يدخلون في دين الله أفواجا" عند توصيفه لفترة بدايات الثورة وهو مبحث شيّقٌ للغاية:
"منذ بدايات الثورة، لم نسعَ لإعلاء راية الشّيعة فقط، لقد رفعنا عالياً راية الإسلام كي يجتمع الجميع حول بعضهم البعض. تتمّ اليوم طباعة العديد من الكتب المعادية للشيعة والتي تحرّف تاريخ التشيّع بكثرة، ليس الأمر كما كان الحال عليه في العصر القديم وليست هناك طباعة سيّئة للكتب كما كان الحال عليه في باكستان، بل تُطبع نماذج حديثة وجاذبة. نحن أيضاً بإمكاننا الرّد عليهم، ولدينا القدرة على ذلك. لكنّنا لا نرى ذلك صلاحاً في ذلك الأمر، ولا نقوم به. في فترة الشباب عندما كنت أعتلي المنبر بين صلاتي المغرب والعشاء، كانت مهمّتي نقل المعارف الإسلاميّة العميقة. منذ تلك الفترة كنتُ أشدّد على الوحدة. طبعاً كثيرون كانوا يتّهمونني بأنني سُنّي الهوى، لكنّني كنت أقول بأن لا وقت لديّ لأجيب على هذه الاتهامات.

 

*مقاطع من كتاب ذكريات سفر الإمام الخامنئي إلى محافظة سيستان وبلوشستان في شهر آذار من العام ٢٠٠٣