بعد الثورة المظفرة للشعب الإيراني كانت لنا خان الشعب الإيراني ذكريات عديدة: يوم ٢٢ بهمن (۱۱ شباط فبرایر، یوم انتصار الثورة الإسلامية)، یوم ۱۵ خرداد(۵ یونیو/ حزیران، یوم انتفاضة الشعب عام 1963)، یوم ۱۷ شهریور(۸ سپتمبر/ آیلول، یوم المجزرة الي ارتکبها نظام الشاه ضد المتظاهرين في طهران)، يوم ١٢ فروردين (1 أبريل/ نيسان، يوم اختيار الشعب الإيراني الجمهورية الإسلاميّة نظاماً للحكم) وأيام أخرى. إلا أن يوم القدس متميز وبارز من بين كلّ تلك الأيام من ناحيتين. الأولى من حيث إن تلك الأيام الأخرى إن كانت متعلقة بالشعب الإيراني، فإن يوم القدس متعلق بالشعب الإيراني وكل الشعوب المسلمة. ففي يوم القدس تشعر كلّ الشعوب المسلمة، بل كلّ شعوب العالم المستضعفة، بالتضامن والتعاطف مع الشعب الإيراني. وايران مستعدة للتضحية باعتبارها رائدة في إحياء يوم القدس وقضيّة فلسطين. على الشعوب الأخرى أن تتقدم إلى الأمام جنباً إلى جنب هذا الشعب الثوري، ومن خلال توظيف تجاربنا، وخطوة بخطوة، ويداً بيد معنا، نحو تحرير الأراضي المحلتة.

والميزة الثانية ليوم القدس هي أن تلك الأيام الأخرى هي أيام ذكرى والتضحيات والإنتصارات السابقة، و أمّا يوم القدس فهو يوم للتصميم والعزم على التضحيات والإنتصارات القادمة. واذا تذكر شعبنا الماضي في تلك الأيام الأخرى، وفي تلك الذكريات الأخرى، فإن شعبنا سيختزن في يوم القدس متطلعاً نحوالغد، الدافع والهمة والتصميم في نفسه، ويتحرك ويفتح الطريق باتجاه المستقبل.