لقد نهض الشعب الفلسطيني اليوم وعاد إلى وعيه. إنّ نفس الخطاب الذي وجهه القرآن في ذلك اليوم إلى بني إسرائيل الذين كانوا في حالة كفاح کبیر ضد الطغيان، هذا الخطاب نفسه موجه اليوم إلى المسلمين الفلسطينيين، وهو: « إِنْ أَحْسَنْتُمْ‏ أَحْسَنْتُمْ‏ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها». إن أحسنتم، وان جاهدتم في سبيل الله، وان عملتم بأمر الله، وان عملتم أیّها المسلمون الفلسطينيون، أيّها المسلمون العرب ويا مسلمي العالم! إن عملتم بهذه الواجبات في طريق محاربة أعداء الإنسانيّة وأعداء الدين والحقيقة، فسوف تكونون بذلك قد أحسنتم لأنفسکم.

في ذلك اليوم الذي تظهر فيه قوة إسلاميّة عظيمة في هذه المنطقة، وتستطيع هذه القوة أن توجه صفعة قوية إلى أفواه القوى الكبرى المعتدية الشرقية والغربية، فسوف لن ترى الشعوب الإسلاميّة بعد ذلك وجه الإستضعاف والعوز، والفقر والجوع. لاحظوا ماذا يفعله الفقر والأمية والجهل في البلدان الإسلاميّة. هنالك عشرات الملايين من المسلمين يعيشون في هذه البلدان في هذه المنطقة الواسعة، إلا أنه لا تتوفر فيها أي من مستلزمات الحياة الإنسانيّة الكريمة لهذه الشعوب. لماذا؟ لأن القوى الكبرى رأت مصلحتها في أن تمارس الضغوط دوماً على هذه الشعوب، وتجعلها تعيش في نار الإختلافات والنفاق دائماً، كي تستطيع تأمين مصالحها، وأن تشغلها بنفسها، وبقضاياها الداخلية حتى لا تحقق وحدة عالمية عظيمة. واسرائيل الخائنة هي عميلة الإمبريالية وقاعدتها في هذه المنطقة.