وأشار قائد الثورة الإسلامية في كلمته للحرب الهائلة والمعقّدة التي تشنّها الجبهة المعادية لنظام الجمهورية الإسلامية حيث أوضح سماحته قائلاً: نحن اليوم وسط ساحة حرب عظيمة حيث يقف نظام الجمهورية الإسلامية في أحد طرفيها وتقف جبهة واسعة وقوية تضمّ الأعداء في الطرف المقابل.
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ أجهزة التجسس في الطرف المقابل تشكّل المحور الأساسي في هذه المواجهة وتابع سماحته قائلاً: لقد عجزت أجهزة الجبهة المقابلة الاستخباراتية لحدّ الآن رغم كافة إمكانياتها عن ارتكاب أي حماقة يُعتنى بها في هذه الحرب.
وأردف سماحته: طبعاً فإنّنا سوف نُهزم في هذه الحرب في حال أصابتنا الغفلة وسوف نتلقّى الضّربات إذا ما كنا سُذّجاً في أسلوب تفكيرنا.
وشرح الإمام الخامنئي أبعاد هذه الحرب الاستخباراتيّة المعقّدة حيث قال سماحته: تضمُّ قائمة أعمال هذه الحرب مختلف الأنواع والأساليب، بدءاً من "الاختراق وسرقة المعلومات" مروراً "بتغيير حسابات أصحاب القرار" و "تغيير معتقدات النّاس" وصولاً إلى "زعزعة الأمن المالي والاقتصادي" و"إثارة أعمال شغب أمنيّة".
وتطرّق سماحته إلى الأحداث الأخيرة في سوق العُملات قائلاً: عندما يتمّ التدقيق بشكل أكبر في هذه الأحداث فسوف تتمّ ملاحظة آثار أيدي الأعداء وأجهزتهم الاستخباراتيّة.
وشدّد قائد الثورة الإسلاميّة قائلاً: يجب التصدّي لمخططات الجبهة المقابلة في هذه الحرب ووضع برنامج هجومي إضافة للقيام بمهمة الدفاع من أجل إلحاق الهزيمة بالأعداء بحيث يُحدد جهازنا الاستخباراتي قواعد اللعبة.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ التخطيط على المدى البعيد مع استشراف أحداث المستقبل والتحليل الدقيق للمعلومات يُشكّل إحدى سبل مواجهة المؤسسة الاستخباراتية داخل البلاد لمخططات الجبهة المقابلة.
وتابع سماحته كلامه حول سُبل مواجهة الجبهة المعادية موضحاً أنّ أخذ قضيّة تغلغل واختراق [العدو] على محمل الجدّ يُعدّ واحداً من سبل المواجهة وتابع سماحته قائلاً: يجب أن يكون الشخص الذي يسعى لأن يتكفّل بحمل أمانة البلاد والنّاس على عاتقه في نظام الجمهوريّة الإسلاميّة جديراً بهذه المسؤولية؛ لذلك يجب أن يتمّ التبليغ عن أقلّ شكّ وارتياب فيما يتعلق بجدارة الأشخاص وإنّ أجهزة الدولة مكلفةٌ بالتصرّف بناءً على رأي وزارة الأمن حيال هذه القضايا.

وفي معرض إشارة سماحته إلى تأسيس وزارة الأمن في الجمهورية الإسلامية عقب انتصار الثورة الإسلامية قال الإمام الخامنئي: لقد كانت المؤسسة الأمنيّة الاستخباراتيّة سليمة وخالصة منذ تأسيسها ولا زالت كذلك حتّى اليوم وقد تخطّت الامتحانات بصورة جيّدة.
وشدّد الإمام الخامنئي على أنّ كلّ فرد من أفراد وزارة الأمن نشأ من صُلب الثورة الإسلامية وهو ابن الإمام الخميني وابن الثورة الإسلاميّة وأردف سماحته قائلاً: بناء على ذلك يجب أن تكون وزارة الأمن وكافّة موظفيها ثوريّة مئة بالمئة وأن تسير على نهج الثّورة.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ وزارة الأمن تابعة لسياسات النظام في الجمهورية الإسلامية حيث قال سماحته: الأجهزة الاستخباراتية في جميع أنحاء العالم تابعة لسياسات الأنظمة الحاكمة على البلدان.
كما أكّد سماحته على أنّ الإمام الخميني حدّد إطار سياسات نظام الجمهوريّة الإسلاميّة وأنّ هذا الإطار قد نشأ انطلاقاً من وصيّته وكلماته رضوان الله عليه وأردف قائلاً: في هذا الإطار يكون القائد جزءاً من النظام وهو ليس النظام في حدّ ذاته.
وأكّد الإمام الخامنئي على أنّ أيّ تحزّبات في وزارة الأمن تُعدّ ذنباً وأوضح سماحته: في وزارة الأمن حزبٌ واحد هو حزب الثورة الإسلاميّة.
وحثّ قائد الثورة الإسلاميّة كافّة أقسام وزارة الأمن بمطالعة وصيّة الإمام الخميني وكلماته وتابع قائلاً: يجب أن تكون كافّة أقسام وهيكليّة الوزارة على معرفة بأسس وأصول الثورة الإسلامية بشكل كامل وأن تعمل بشكل ثوري ضمن هذا الإطار.
كما أشار سماحته إلى موضوع "مكافحة الفساد" بقوله: يجب أن يؤخذ موضوع مكافحة الفساد على محمل الجدّ حتماً وأن يتمّ التصدّي لشرايينه الأساسيّة لأنّ الفساد يؤدّي إلى انهيار روحي ونفسي يُصيب الأفراد والمجتمع.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ الفساد نابعٌ في كثير من الأحيان من روحيّة الجشع والأرستقراطيّة والبرجوازية وأردف سماحته: إنّ تأكيد إمامنا العظيم مرّات ومرّات على التزام المسؤولين سلوك ونمط عيش رجال الدين وامتلاك حياة بسيطة وعاديّة يعود إلى هذا السّبب.
وأضاف قائد الثورة الإسلاميّة: لا يُمكن أن يُخيّل للمسؤولين في النظام الإسلامي أنّه ولكون المسؤولين في سائر البلدان يتمتّعون بإمكانيّات متنوّعة فإنّ مثل هذه الأمور مباحة في النظام الإسلامي.
وشدّد سماحته: نحن في الجمهوريّة الإسلاميّة نسعى لتحقيق حكومة نبيّ الإسلام (ص) وأمير المؤمنين (ع) تحت اسم الإسلام، لذلك يجب أن تتمّ مكافحة روحيّة الأرستقراطيّة واتّباع الشهوات بشدّة.