وفي ما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها سماحته خلال هذا اللقاء:
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، وصحبه المنتجبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أرحب بالإخوة والأخوات الأعزاء المسؤولين المحترمين في مختلف قطاعات البلاد والنخب السياسية والإدارية في مجموعة الجمهورية الإسلامية في إيران. إنها جلسة مهمة جداً. وأتقدم بالشكر لحضرة السيد رئيس الجمهورية الذي ألقى كلمةً جيدةً وقويةً فيما يتعلق بمختلف المجالات.
شهر رمضان فرصة خاصة من أجل تليين روح الإيمان والنقاء والمعنوية في داخلنا؛ الصيام وتلاوة القرآن والدعاء والمناجاة واستماع المواعظ، مجموع هذه الأمور توفِّر مناخاً يجعل أفئدتنا تغترف من هذه الأجواء المعنوية والروحية بقدر استعدادها وبقدر سعتها. ربما أمكن القول إنَّه من مجموع إثني عشر شهراً في السنة يُمثِّل هذا الشهر ما تُمثله الساعتان أو الثلاث ساعات قبل الفجر بين مجموع ساعات الليل والنهار. كما أنَّ تلك الساعة أو الساعتان أو الساعات الثلاث قبل أذان الصبح لها خصوصية وتكون فيها معنوية الإنسان ونقاؤه أكبر ـ وقد أشارت الآيات القرآنية إلى هذا المعنى وصرَّحت بالاستيقاظ في تلك الساعات، وورد ذلك بكثرة في الروايات أيضاً، ما يدلُّ على أنَّ لتلك الساعات خصوصيةٌ بين ساعات اليوم الأربع وعشرين ليست لباقي الساعات ـ كذلك لشهر رمضان هذه الخصوصية بين أشهر السنة الإثني عشر؛ له خصوصية مثل تلك الساعات.
حسنٌ، هذه الفرصة متاحة لكل الناس لكنها لأجواء النخبة ومدراء البلاد تُعدُّ هذه الخصوصية امتيازاً مضاعفاً لأن هناك مسؤولية ثقيلة [ملقاة] على عواتقنا أنا وأنتم. الناس العاديون مشغولون بأعمال حياتهم اليومية ولا يقع هذا العبء الثقيل عليهم، وبنيتهم المعنوية تستطيع أن تُحركهم؛ لكننا نحن الذين تقع علينا مسؤوليات إذا لم نقو [نزيد من قوة] بنيتنا المعنوية فلن نستطيع القيام بتلك الأعمال الواجبة والوصول بتلك الأعباء الثقيلة إلى مقاصدها. لاحظوا أن الله تعالى يقول لشخصٍ مثل الرسول، لإنسانٍ عظيمٍ مثل رسول الله (ص) في سورة المزمل: «بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ * يا أيهَا المُزَّمِّل * قُمِ الَّيلَ إلّا قَليلًا * نِصفَهُ أوِ انقُص مِنهُ قَليـلًا * أو زِد عَلَيهِ وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتيلًا» (2) انهض نصف الليل أو أقل من ذلك أو أكثر واعبد [الله] وادعُه وناجه واقرأ القرآن، كن مشغولاً [بالعبادة] في تلك الساعات؛ لماذا؟ «إنّا سَنُلقي عَلَيك قَولًا ثَقيلا» (3). مهمتك صعبة وهناك أعمالٌ وواجباتٌ ثقيلةٌ على عاتقك، إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً؛ فيجب أن تستطيع تحمُّله. إذا كانت هذه اليقظة في منتصف الليل وهذا التضرع وهذا الدعاء فسوف تستطيع تحمُّل هذه الأعباء وايصالها إلى مقصدها، وإلا فلا. وهكذا هو وضعنا. أعزائي، إذا لم نقو بنيتنا المعنوية فلن نستطيع. أينما كنا ـ ابتداءً مني ومسؤوليتي أثقل من الجميع إلى المدراء في المستويات المختلفة ـ كلنا مخاطبون بهذا الخطاب «إنّا سَنُلقي عَلَيك قَولًا ثَقيلا» يجب أن نُعدَّ أنفسنا.
حسنٌ، حول قضايا الساعة طرح السيد رئيس الجمهورية بحثاً جيداً، وسوف أشير إلى [بعض] النقاط في هذا الخصوص. إننا في مرحلةٍ معينة، وقد مرَّت الجمهورية الإسلامية منذ بدايتها إلى اليوم بمراحل متنوعة، وكانت هناك تجربة في كل مرحلة، وكان هناك اختبار وامتحان مهم؛ وقد واجهت الجمهورية الإسلامية الأحداث المتنوعة في هذه المراحل بقوة واستقامة وتقدَّمت إلى الأمام. وهذه أيضاً مرحلة [كتلك المراحل] وسوف تواجه الجمهورية الإسلامية هذه المرحلة أيضاً باقتدار وقوة وتدبير إن شاء الله وستتقدم إلى الأمام. لدينا تجارب يجب أن نستفيد منها ونستخدمها.
منذ الأيام الأولى للثورة الإسلامية مارس الأمريكيون مختلف أنواع العداء والحيل لتوجيه ضربةٍ للجمهورية الإسلامية.
المسألة المهمة في هذه القضية المعينة هي أننا منذ بداية الثورة وإلى اليوم نشاهد أمامنا عدواً؛ وقد ظهر هذا العدو منذ الساعات الأولى للثورة، وعمل وبدأ بالمعارضة والمخالفة. وهذا العدو، هو حكومة الولايات المتحدة الأمريكية؛ بدأوا منذ البداية ـ طبعاً منذ أن زالت حيرتهم ومضت الأيام التي لم يكونوا يعلمون فيها ما الذي يحدث ـ [بدأوا] بالمخالفة والمعارضة. وإلى هذا اليوم الذي نتحدث فيه هنا مارسوا مختلف أنواع العداء والحيل والأساليب لتوجيه ضربة للجمهورية الإسلامية. أي لا يوجد حقاً أسلوب من أساليب المعارضة لم يمارسوه ضد الجمهورية الإسلامية؛ دبَّروا انقلاباً عسكرياً، وحرَّضوا القوميات، ودفعوا صداماً لشن حرب ضد إيران والهجوم على إيران، ثم دعموه بمختلف الطرق خلال فترة الحرب، وفرضوا الحظر الاقتصادي، ومارسوا نفوذهم في منظمة الأمم المتحدة ضدنا، وبثوا الإعلام والدعاية ليل نهار ضدنا، واستخدموا الفن واستفادوا من هوليوود لإنتاج أفلام ضدنا، ولم يكن فيلماً واحداً أو اثنين؛ وكانت لهم تحركاتهم العسكرية في مقاطع مختلفة، وأسقطوا طائرتنا [المدنية]، وشنوا هجمات عسكرية على بعض مراكزنا في الخليج الفارسي. قاموا بجميع الأفعال ضد الجمهورية الإسلامية، فكانت هناك المخالفات الأمنية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية، بكل أشكالها. وقد كان هدف كل هذه الأعمال إسقاط النظام. وحين تتكرر هذه الكلمة في تعابير المسؤولين الأمريكيين فليس هذا بالشيء الجديد، فقد كان هذا هو هدفهم منذ اليوم الأول. وحتى ذاك الرئيس (4) الذي كان يُكرر ويصرُّ على أن هدفنا ليس إسقاط النظام هو أيضاً كان هدفه إسقاط النظام، وقد اتضح هذا المعنى تماماً.
حسنٌ، الأمر المهم واللافت في كلِّ هذه القضايا والأحداث أنَّ كل هذه الضربات والهجمات والمخططات والمؤامرات وما شاكل التي مارسوها ضدَ الجمهورية الإسلامية، مُنيت جميعها بالهزيمة. لاحظوا اليوم أنَّ الجمهورية الإسلامية وبعد مضي قرابة أربعين سنة [على ولادتها] تسير باقتدار واستقامة وقدرات متنوعة ـ وقد أشيرُ إلى بعضها [في كلمتي] وأشار الدكتور السيد روحاني إلى بعضها ـ وتتقدم إلى الأمام؛ أي إنَّ كل ما قاموا به وكل تلك الطاقات التي أنفقوها وكل الأساليب والطرائق التي استخدموها، كلها كان مصيرها الهزيمة والفشل، مثل تلك القطة المعروفة في قصص «توم وجيري» (5). في كل هذه التدابير وعلى الرغم من حجمها الكبير أخفقوا في نهاية المطاف. واليوم [نعيش] مرحلة أخرى وسوف يهزمون أيضاً، وفي هذه القضية أيضاً اعلموا قطعاً ويقيناً أنَّ أمريكا سوف تُهزم وستخرج الجمهورية الإسلامية من هذه الأحداث شامخةً مرفوعة الرأس بصدر صلب قوي.
اعلموا قطعاً ويقيناً أنَّ أمريكا سوف تُهزم وستخرج الجمهورية الإسلامية من هذه الأحداث شامخةً مرفوعة الرأس.
إننا لا يساورنا شكٌّ في هزيمة العدو، ليس لدي أدنى شكٌّ [في هذا الأمر]. كل من لديه اطلاعٌ على المعارف الإسلامية يعلم «إن تَنصُرُوا اللهَ ينصُركم» (6) و «وَلَينصُرَنَّ اللهُ مَن ينصُرُه» (7). أو هذه الآية التي تلوها «وَمَا النَّصَرُ إلّا مِن عِندِ الله» (8). هذه أمور أكيدة ولا شكَّ فيها. نعلم أنهم سوف يُهزمون؛ ونعلم أنَّ مصير الرئيس الأمريكي الحالي لن يكون أفضل من مصير أسلافه بوش والمحافظين الجُدد (9) والمحيطين بريغان (10) وغيره. هذا أيضاً سوف يضيع في التاريخ مثل أولئك وستبقى الجمهورية الإسلامية شامخة. لا شكَّ لدينا في هذا أبداً. ولكن طبقاً للسنة الإلهية هناك واجبات ووظائف تقع على عواتقنا. هذه النتيجة الأكيدة التي هي التقدم والنصرة الإلهية للجمهورية الإسلامية يجب أن لا تجعلنا نغفل عن واجباتنا على الإطلاق. ثمة على كاهلنا واجبات إذا لم نقم بها فلن نستطيع الاطمئنان إلى تلكم النتائج. يجب أن ننهض بواجباتنا. حسنٌ، نروم اليوم أن نتحدث قليلاً عن واجباتنا الحالية هذه، وهذا الحديث يساعدنا على إيجاد تواصل فكري في هذه المجالات على المستويات المختلفة وفي القطاعات المتنوعة والحمد لله فإنَّ جميع المسؤولين حاضرون هنا. سوف نتطرق إلى هذا الموضوع في قسمين اثنين: الأول السلوك الذي ينبغي أن نتبناه في مواجهة أمريكا والاتفاق النووي والمدَّعين الذي يقفون بوجهنا. والثاني كيف يجب أن نتحرك ونعمل في داخل البلاد لنستطيع قطع خطوات راسخة ثابتة ونصل إلى النتائج المرجوة. هذان هما قسما كلمتي. وسأحاول بالاستفادة من الفرصة والوقت تبيين وإيضاح هذين القسمين بمقدار ما نستطيع إن شاء الله.
فيما يتعلق بالقسم الأول فإنَّ المقدمة اللازمة لأي قرار هي أن نراجع تجاربنا السابقة: "من جرَّب المُجرَّب حلَّت به الندامة" (11). إذا لم ننتفع من التجارب فسوف نتضرر بلا شك. يجب أن نضع التجارب [السابقة] نصب أعيننا ونلاحظها ونستلهم الدروس منها. ثمة عدة تجارب أمامنا، وسوف استعرض أربع أو خمس تجارب واضحة، وسوف تعترفون بها كلها فهي أمام أنظارنا. وهذه التجارب مهمة لاتخاذنا القرارات في الوقت الحاضر، وأيضاً للآتين في المستقبل، فهي مهمة للذين يريدون في المستقبل أن يتعاملوا مع مجموعة الأعمال والمهام المتنوعة والذين سوف يتقدمون بالجمهورية الإسلامية إلى الأمام إن شاء الله.
التجربة الأولى هي أنَّ حكومة الجمهورية الإسلامية لا تستطيع التعامل مع أمريكا، لماذا؟ لأن أمريكا غير ملتزمة بتعهداتها والتزاماتها. ولا تقولوا إن هذا من فِعل هذه الحكومة ومن فِعل ترامب، لا، الحكومة السابقة أيضاً التي جلست وتحدثت معنا وكان وزير خارجيتها يحضر الجلسات في أوروبا لمدة عشرة أيام أو خمسة عشر يوماً، أولئك أيضاً كانوا هكذا تقريباً. لكنهم كانوا يعملون بشكل آخر، إلا أنهم نقضوا العهود ومارسوا الحظر وعملوا بخلاف تعهداتهم. الحكومة الأمريكية تعمل بخلاف تعهداتها، وليست هذه هي المرة الأولى، فالأحداث والقضايا السابقة أيضاً تؤيد هذا الأمر. مجموعة التصرفات التي كانت لهم تجاه الاتفاق النووي هي على حد تعبير السادة دبلوماسينا خرق لروح الاتفاق النووي وجسمه. هذا ما قاله دبلوماسيونا المحترمون الذين تحملوا هم هذه الجهود والمشاق وبذلوا حقاً جهوداً [مضنية] على مدار الساعة من أجل قضية الاتفاق النووي، قالوها مراراً وتكراراً وفي زمن هذه الحكومة الأمريكية وفي زمن الحكومة الأمريكية السابقة، قالوا إنّ الاتفاق النووي قد خُرق ونُقض، فقد نقضوا [الأمريكيون] روح هذا الاتفاق أحياناً ونقضوا جسمه في أحيان أخرى. حكومة بهذه الخصوصيات تنقض المعاهدات الدولية بهذه السهولة، وتلغي توقيعها مثل شرب الماء وتقول إنني أخرج من المعاهدة ـ بأعمال استعراضية تلفزيونية ويستعرض توقيعه بأننا خرجنا من المعاهدة الفلانية ـ واضحٌ أن الجمهورية الإسلامية على الأقل لا تستطيع التعامل مع هذه الحكومة. هذا جواب الذين قالوا لنا مراراً وتكراراً على مرّ الزمن لماذا لا تتفاوضون مع أمريكا ولا تتعاملون معها. هذا هو الجواب. وأمريكا بالطبع [تتعامل] هكذا مع الكثير من البلدان الأخرى، إنها هكذا مع حكومات شتى وهذا ليس موضوع كلامنا، لكن الجمهورية الإسلامية على الأقل لا تستطيع التعامل والعمل مع أمريكا. هذه هي التجربة الأولى.
كانت إيران ملتزمة ووفية لهذا التعهد؛ أي إنهم لا يمتلكون أية ذريعة. الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيدت ذلك مرات ومرات، وأيده الآخرون بأن إيران ملتزمة، إذن لم تكن لديهم أية ذريعة، ومع ذلك لاحظوا أنهم يخرقون ويلغون هذه المعاهدة الدولية بكل سهولة، ويلغون توقيعهم ويسحبون كلامهم ويقولون: لا، نحن لا نوافق. لا يمكن الجلوس والتفاوض مع مثل هذه الحكومة ولا يمكن الثقة بها ولا يمكن توقيع عقود واتفاقيات معها، ولا يمكن العمل معها. هذه هي حصيلة القضية. طبعاً حين قلت إنهم لا يمكن الثقة بهم [فيما يتعلق ببلادنا]، فهذا هو القدر المسَلَّم والأكيد من القضية، وحين أنظر لشؤون المنطقة وقضايا بلادنا وما شاكل أجد إنهم هكذا مع الآخرين أيضاً. محمد رضا بهلوي كان منذ سنة 32 [1953 م] إلى سنة 57 [1979 م] أي لمدة 25 سنة مطيعاً محضاً لهم. وقد تعاملوا معه مرات ومرات تعاملاً حينما تنظرون في مذكرات "أسد الله عَلَم" تجدون أنَّ الشاه في لقائه مع صاحبه المقرب عَلَم ـ وهو طبعاً لا يتجرأ على قول هذا الكلام في الخارج وبشكل علني أو أن يقوله للأمريكان أنفسهم ـ يتشكي من الأمريكان لأنهم فعلوا كذا وفعلوا كذا، لكنه في النهاية مستسلم لهم. وبعد أن كان مصير ذلك التعيس المخزي هكذا حيث فرَّ من إيران وذهب لم يسمحوا له بالدخول إلى أمريكا؛ أي إنه ذهب وبقي مدة في أمريكا فأخرجوه. إنهم يتعاملون بهذه الطريقة حتى مع خادمهم المقرّب الذي خدمهم لمدة 25 سنة. وحسني مبارك (12) أيضاً كان وضعه شبيهاً بهذا الوضع. في تلك الأيام الحساسة التي بدأت فيها الثورة في مصر ووصلت إلى ذروتها وكان من الممكن أن يقع حادثٌ ما في أية لحظة، دعموا حسني مبارك لساعة واحدة وتخلوا عنه بعد ساعات، وبعد ساعات راحوا يتكلمون بطريقة أخرى، ثم تركوه فذهب وانتهى. حسني مبارك الذي كان تحت تصرفهم لمدة ثلاثين عاماً وعمل بكل ما قالوه في قضية فلسطين وغير فلسطين. هكذا هم على كل حال، هكذا هم الأمريكان، هكذا هي الحكومة الأمريكية والنظام الأمريكي. هذه هي التجربة الأولى.
التجربة الثانية هي عمق عداء أمريكا لإيران وللجمهورية الإسلامية. عداؤهم عداء عميق وليس عداء سطحياً. ليس الخلاف حول محور قضية مثل القضية النووية، وهذا ما أدركه الجميع، فالقضية أبعد من ذلك. القضية هي أنهم يعارضون نظاماً رفع رأسه في هذه المنطقة الحساسة ووقف بصمود ونما ورشد وعارض ظلم أمريكا ولم يُعر انتباهاً لأمريكا بأي شكلٍ من الأشكال ونشر روح المقاومة في المنطقة ورفع راية الإسلام. إنهم يعارضونه بشدة. قضيتهم هي أن هذا النظام الإسلامي والجمهورية الإسلامية يجب أن لا يكون موجوداً. والقضية ليست أنَّ هذا النظام فقط يجب أن لا يكون موجوداً بل الشعب الذي يدعم هذا النظام؛ أي الشعب الإيراني أيضاً هو شعبٌ مكروهٌ وممقوت من قِبَل الساسة في الحكومة الأمريكية. قال أحد معاوني الرئيس الأمريكي ـ ليس الرئيس الأمريكي الحالي بل أحد الرؤساء السابقين ـ بصراحة إننا يجب أن نستأصل جذور الشعب الإيراني، وليس جذور الجمهورية الإسلامية. إذن، ليست مشكلة أمريكا مع الجمهورية الإسلامية حول القضية النووية مثلاً أو حول قضية الصواريخ أو ما شاكل، لا، للقضية النووية والصواريخ وما شابه حكاية أخرى، أي إن تأكيدهم عليها ـ وربما أشرت إلى هذا الموضوع خلال كلامي ـ لأنهم يريدون القضاء على عناصر اقتدار الجمهورية الإسلامية. هذه عناصر ومكونات اقتدار الجمهورية الإسلامية واقتدار الشعب الإيراني، ولذلك يشددون عليها. هذه أيضاً تجربة ولا يمكن تجاهل هذه التجربة. لنتذكر أن أمريكا عدوة الشعب الإيراني وعدوة نظام الجمهورية الإسلامية. وعداؤها عداء عميق، وليست القضية قضية طاقة نووية وما شاكل، إنما القضية هي أصل نظام الجمهورية الإسلامية.
أمريكا عدوة الشعب الإيراني وعدوة نظام الجمهورية الإسلامية. وعداؤها عداء عميق، وليست القضية قضية طاقة نووية وما شاكل، إنما القضية هي أصل نظام الجمهورية الإسلامية.
التجربة الثالثة هي أن المرونة أمام هذا العدو ـ بسبب المصالح الموسمية التي لدينا في بعض الحالات ـ لن تجعل سيف العدو كليلاً بل تجعله أكثر وقاحة. هذه أيضاً تجربة. لا تنسوا أننا أينما تنازلنا بمقدار ما ازدادوا حدة وتطرفاً. الرئيس الأمريكي الشرير - بوش الابن - والذي كان مثالاً للشر (13) أطلق على إيران لقب محور الشر مقابل المرونة التي أبدتها الحكومة حينها أمامه، ووقف بكل تفاخر وأطلق على إيران اسم محور الشر، لأن بعض المرونة كانت قد أبديت له. والآن أيضاً تلاحظون أننا اعترضنا على الكثير من أنواع الحظر التي أوجدوها والأعمال التي قاموا بها والمخالفات التي اجترحوها، لكننا لم نقم بحركة عملية قوية، وقد كان هذا في الواقع نوع من أنواع دفع النفقات والتكاليف. مقابل دفع هذه التكاليف تلاحظون الآن أنّ الرئيس الأمريكي (14) ووزير خارجيته (15) يأتون بوقاحة وصلافة ويتحدثون ويطالبون وكأنهم دائنون. التراجع مقابلهم والمرونة معهم لا تأثير لها أبداً في تقليل عدائهم. إذا افترضنا أن هناك شخصاً يشعر بأنه «عدو مثل هذا يمكن أن نبعده عن العداء ولا نجعله يعادينا» فإن طريق الحيلولة دون عدائه ليس المرونة واللين والتنازل. إذا أردتم أن تفعلوا شيئاً لتجعلوه لا يمارس عداءه فلا بأس، اعثروا على طريقة مناسبة لذلك، لكن الطريقة ليست أن نتنازل أمامه ونتراجع. وهذا طبعاً لا يختص بأمريكا فحسب فالغربيون عموماً هم على هذا النحو. إننا لا ننسى ـ أي إنَّ هذا الشيء من الأشياء التي لا يمكن نسيانها في تاريخنا ـ أنه حينما كان رئيس جمهوريتنا (16) منحازاً ومؤيداً للمرونة في التعامل مع الغرب وما إلى ذلك، تم استدعاؤه من قبل حكومة غربية ـ من قبل ألمانيا في قضية ميكونوس ـ إلى المحكمة بدافع كلامٍ تافهٍ غير منطقي. أي إنهم وقحون صلفون إلى هذه الدرجة. وقد وقعت أحداث أخرى أيضاً من هذا القبيل. هذه أيضاً تجربة. لنتذكر أن سبيل الحؤول دون عداء هؤلاء الأعداء ليس التراجع والمرونة وما شاكل.
وثمة تجربة أخرى على الطرف المقابل من هذا، وهي أن الصمود بوجههم يتسبب في تراجعهم باحتمال كبير. وقد حدث هذا الشيء في قضية الملف النووي. في سنة 2004 و 2005 تم تعطيل كل منشآتنا. وتعلمون أننا ختمنا [بالشمع الأحمر] مصنع يو سي أف (17) في أصفهان بسبب المفاوضات التي أجريناها من أجل أن يكون الملف النووي للجمهورية الإسلامية طبيعياً وعادياً. كلما تراجعنا إلى الوراء تقدموا هم إلى الأمام، وكلما أبدينا مرونة ازدادوا حدة وشدة، إلى أن قالوا للهيئة الإيرانية إن الضمان الذي يجب أن تعطوه لا يحصل إلا بشكل واحد وهو أن تُعطلوا كل منشآتكم النووية، تعطلوها كلها! شيء يشبه ما قامت به ليبيا. هذه هي الضمانة الحقيقية، وإلا لا يمكن ضمان سلمية نشاطكم النووي بصورة أخرى. بهذا الشكل فقط يمكن ذلك وهو أن تلغوا كل منشآتكم النووية؛ أي إنهم دخلوا الساحة بهذه الطريقة. ومصنع أصفهان ـ وقد كان مصنعاً بدائياً ـ كان معطلاً ولم يكن هناك تخصيب بمعناه الحقيقي إطلاقاً، وكنا نتناقش حتى من أجل أن يكون لدينا جهاز طرد مركزي واحد أو جهازين، وكانوا يقولون لا يمكن ذلك! لم يكونوا يوافقون على أن يكون لدينا جهاز طرد مركزي واحد أو جهازين أو ثلاثة أجهزة.
ثم وجدنا أنهم يثرثرون كثيراً ويبدون وقاحة كثيرة لذلك قلنا إذن ستنتهي اللعبة، فقمنا بتحطيم الأختام وتشغيل مصنع اليو سي أف وبدأنا التخصيب في نطنز ثم في أماكن أخرى ووصلنا إلى عشرين بالمائة؛ أي إننا تحركنا من ثلاثة ونصف بالمائة التي لم يكونوا يسمحون بها واستطاع شبابنا المؤمن تأمين التخصيب بنسبة عشرين بالمائة مضافاً إلى أعمال كثيرة تعرفونها. عندما وصلنا إلى هنا جاءوا يصرون وبمعنى من المعاني يتوسلون ويقولون لا بأس يجب أن توافقوا الآن على أن لا تخصبوا بنسبة عشرين بالمائة وأن يكون لكم خمسة آلاف أو ستة آلاف جهاز طرد مركزي مثلاً ـ هؤلاء الذين لم يكونوا يسمحون بثلاثة أجهزة أو جهازين ـ باتوا يقولون لا بأس خصبوا وليكن لديكم ستة آلاف جهاز طرد مركزي مثلاً أو المقدار الفلاني من التخصيب بنسبة ثلاثة ونصف بالمائة. وقد قال الدكتور روحاني الآن إنهم ـ منظمة الأمم المتحدة والأجهزة السياسية المختلفة في العالم ـ حسب ما يظنون قد اعترفوا رسمياً بحق إيران في التخصيب، نعم، اعترفوا، لكن السبب ليس المفاوضات، فلا نقع في خطأ. إنما السبب هو تقدمنا. لأننا تقدمنا وتحركنا ووصلنا إلى العشرين بالمائة، نراهم رضوا بالحُمّى. وإلا لو كان المقرر أن نتفاوض ونحصل على هذا بالمفاوضات لما حصلنا عليه إلى اليوم ولا في أي يوم قادم إلى الأبد. هذه أيضاً تجربة وهي أنه مقابل طمع وجشع الطرف المقابل والجبهة المقابلة يجب على المرء أن يتابع مصالحه ويتحرك بشجاعة ويتقدم إلى الأمام.
وتجربة أخرى وهي تجربة مهمة تجربة مواكبة أوروبا لأمريكا في الحالات المهمة. لا نريد أن ندخل في معارك مع أوروبا، ولا نروم أن ندخل في معارضات ومخالفات وسجالات مع هذه البلدان الأوروبية الثلاثة، ولكن يجب أن نعرف الواقع. لقد أثبتت هذه البلدان الثلاثة أنها تواكب أمريكا وتتبعها في أكثر الحالات حساسية. والكل يتذكر الخطوة القبيحة لوزير الخارجية الفرنسي في سياق المفاوضات. في لعبة «الشرطي السيئ والشرطي الطيب» كانوا يقولون إنه كان يمارس دور «الشرطي السيئ»، وقد كان هذا يقيناً بالتنسيق مع الأمريكيين. أو تعامل البريطانيين في خصوص حق شراء الكعكة الصفراء وهو أمر غدا أكيداً ومفروغاً منه وتم التطرق له في الاتفاق النووي وهو أن نشتري الكعكة الصفراء من مكان ما، لكن البريطانيين حالوا دون ذلك، بمعنى أنهم يتعاونون مع أمريكا ويواكبونها، وقد كان الأمر كذلك لحد الآن. هذه أيضاً تجربة، فلا ننساها. إنهم يقولون أشياء في مقام الكلام ولكن في مقام العمل لم نر لحد الآن ـ أي إنني أتصور أننا لم نشاهد لحد الآن ولا أتذكر مثل هذا ـ أنهم وقفوا بالمعنى الحقيقي للكلمة ودافعوا عن الحق في مواجهة أمريكا.
تجربة مهمة أخرى تتعلق بأحداث الاتفاق النووي هذه هي أنَّ ربط حل مشكلات البلاد بهذا الاتفاق وأمثاله أو بالشؤون الخارجية خطأ كبير. يجب أن لا نربط قضايا البلاد والقضايا الاقتصادية وقضايا البلاد المختلفة بشيء هو خارج أيدينا ويجرى تدبيره واتخاذ القرار بشأنه خارج البلاد. عندما نربط قضية اقتصاد البلاد والكسب والعمل في البلاد بقضية الاتفاق النووي فستكون النتيجة أن أصحاب الأعمال ورؤوس الأموال يجب أن ينتظروا عدة أشهر ليروا ما القرار الذي يتخذه الأجانب في خصوص الاتفاق النووي، ينتظرون عدة أشهر ويصبرون ويتريثون ليروا هل سيبقون في الاتفاق أم سيخرجون منه، وهل سيوقعون أم لن يوقعوا، وبعد أن وقعوا هل سيبقون ملتزمين بتوقيعهم أم لا! عندها يجب أن يبقى الجهاز الاقتصادي الشعبي الفعال في البلاد منتظراً [ومترقباً] سلوك الأجانب دائماً. لا يمكن أن نؤخر إمكانيات البلاد بسبب الاتفاق النووي. يبقى متأخراً مترقباً لتنفيذ الاتفاق النووي مدة من الزمن، ويبقى متأخراً لمدة من الزمن ليرصد خروج أو عدم الخروج من الاتفاق، وفي مقابل عدو مثل أمريكا. هذا جزء من تجربتنا. ينبغي أخذ هذه التجارب بعين الاعتبار حتى لا تتكرر ولا نُلدغ من جحر مرتين، ونستخدم هذه التجارب بشكل كامل في الأمور اللاحقة.
حسنٌ، إذا لم ننتفع من هذه التجارب، ومنّينا أنفسنا بأشياء قليلة الأهمية فسوف نتضرر. وكما قال السيد رئيس الجمهورية فإن الأمريكيين هزموا حقاً في هذه القضية من النواحي الأخلاقية والحقوقية ومن حيث السمعة السياسية في العالم. نعم، لقد أريق ماء وجه أمريكا وهذا واقع ولا شكَّ فيه أبداً، لكنني أروم القول هل بدأنا المفاوضات من أجل أن يُراق ماء وجه أمريكا؟ هل كان هذا هو هدفنا من المفاوضات؟ لقد بدأنا المفاوضات من أجل رفع الحظر ـ وأنتم تلاحظون أنَّ الكثير من حالات وأنواع الحظر لم ترفع، والآن أيضاً يهددون بأننا سنفرض على إيران كذا وكذا من الحظر، هذا الحظر الثانوي الذي رُفع بالاتفاق النووي وبقرار مجلس الأمن في منظمة الأمم المتحدة، هذا الحظر نفسه يريدون إعادته مرة أخرى ـ هذا كان الهدف؟ أو يقال مثلاً أن شرخاً وبوناً قد حصل بين أوروبا وأمريكا، نعم، قد يكون هناك شرخٌ ظاهري قليل الأهمية قد حصل بينهم، لكننا لم نتفاوض من أجل هذا. وهل تفاوضنا من أجل إيجاد خلاف بين أمريكا وأوروبا؟ لقد تفاوضنا من أجل رفع الحظر، وقد كان هذا هو السبب وراء البدء بالمفاوضات، والسبب في استمرار المفاوضات، وهذا ما يجب تأمينه وتحقيقه، فإذا لم يتم تأمينه فلن يكون لباقي الأشياء التي تحصل قيمة كبيرة. وقد قلت إن الأوروبيين سوف لن يعارضوا، بل سوف يجرون وراء أمريكا ويتساعدون فيما بينهم «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا» (18). هؤلاء يساعد بعضهم بعضاً، ويرسل بعضهم إلى بعض الرسائل والإشارات، ويتساعدون ويتعاونون، ويقوي بعضهم معنويات بعض. هذه أمور ينبغي أن نأخذها بعين الاعتبار كتجاربٍ للاتفاق النووي.
وأشير هنا إلى نقطة مهمة. في قضية الاتفاق النووي وفي التعامل مع هذا الاتفاق من اللازم بكل تأكيد أن يتجنب الناشطون السياسيون والناشطون الإداريون والناشطون الإعلاميون والثقافيون ملامة وتقريع بعضهم لبعض. لا تفعلوا هذا. لا إشكال في النقد والنقد الصحيح المُنصف العقلاني، وعلى المسؤولين الإصغاء لهذه الانتقادات ولكن أن نلوم بعضنا ونهين بعضنا ونهتك حرمات بعضنا ونتهم بعضنا فهذه حالات يجب أن تزول، ويجب أن لا يحدث استقطاب وشقاق وتفرقة على أساس الاتفاق النووي. ثمة خطوات يجب أن نقوم بها ونشاط يجب أن نقوم به وقد أشرت لهذا وسأشير. هذا شيء محفوظ في محله، لكنَّ الوحدة والاتحاد والتعاطف والتفاهم اللساني أمور يجب عدم نقضها في هذه القضية. هذه أيضاً نقطة أساسية.حسنٌ، الآن في ضوء ما قلناه كيف يجب أن يكون أسلوب التعامل مع الاتفاق النووي من الآن فصاعداً؟ سجَّلت هنا عدة نقاط.
النقطة الأولى هي أننا يجب أن نعالج الأمور والقضايا في هذا الإطار بشكل واقعي، ولا نُمنِّي أنفسنا بالاحتمالات والأمور التي تقال وتذكر وليس من المعلوم هل ثمة واقع يقف خلفها أم لا وهل يمكن الوثوق بها أم لا. يجب أن نحسب حساباتنا بواقعية وننقلها إلى الشعب والجماهير بواقعية. أن يكون في أذهاننا وتصوراتنا في بداية المفاوضات ونقول للآخرين «إننا إذا تفاوضنا فسيدخل البلد مائة مليار دولار» فلهذا الشيء معناه. مائة مليار دولار مبلغٌ مهمٌ بالنسبة لبلدنا، مبلغٌ مهمٌ، فبه يمكن معالجة الكثير من مشكلات البلاد. هذا شيء لم يكن واقعياً. والرئيس الأمريكي الوقح لا يزال يقول إننا منحنا إيران مائة مليار، وأحياناً يقول مائة وخمسين مليار. تباً لك إذ أعطيت، متى أعطيت أنت إيران مالاً؟! لم تعطوا إيران حتى دولاراً واحداً. وقد صدَّقنا نحن أيضاً هذه المائة مليار بشكل من الأشكال. لقد كان هذا ظناً وتصوراً ووهماً ليس له واقع. يجب أن نحذر وأن يكون ما نرسمه لمستقبلنا ولمصالحنا وكبديل للتكاليف التي ندفعها يجب أن يكون واقعياً فنفهم هذا الواقع ونقوله بصراحة للناس.
الرئيس الأمريكي الوقح لا يزال يقول إننا منحنا إيران 100 مليار، وأحياناً يقول 150 مليار. تباً لك إذ أعطيت، متى أعطيت أنت إيران مالاً؟!
وأقولها لكم إنَّ اقتصاد البلاد اليوم لا يمكن إصلاحه عن طريق الاتفاق النووي الأوروبي. اقتصاد البلاد لن يصلح عن هذا الطريق. هناك الكثير من القرائن وتلاحظونها الآن إن بعض الشركات الغربية المُعتبرة تعلن إنها ستغادر وقد غادر بعضها وبعضها يقول ليس من المعلوم ما الذي سنفعله، والرؤساء والمسؤولون في الحكومات الغربية يتكلمون بهذه الطريقة، ألمانيا بشكل، وفرنسا بشكل، وتلك بشكل. قضية تصحيح وإصلاح الشأن الاقتصادي في البلاد لا يمكن إصلاحه عن طريق الاتفاق النووي الأوروبي. الاتفاق النووي الأوروبي بحد ذاته قضية ولكن يجب أن لا نعقد عليه الآمال في خصوص الاقتصاد، فللاقتصاد طرق أخرى سوف أشير لها. هذه نقطة.
النقطة الثانية هي أنَّ البلدان الأوروبية الثلاثة قبل ثلاثة عشر أو أربعة عشر عاماً كان لهم نكث عهدٍ وعدم صدقٍ كبيرٍ معنا في خصوص هذه القضية النووية. في سنوات 83 و 84 [2004 و 2005 م] كان لهم عدم صدقٍ كبير معنا، فقد تعهدوا بشيء ولم يعملوا به بل عملوا بخلافه. يجب أن يُثبتوا أنهم لن يعودوا لمثلها [نكث العهود]، وهذا شيء يقع على عاتقهم. يجب على الحكومات الأوروبية أن تُثبت للجمهورية الإسلامية أنها لن يكون لها اليوم عدم الصدق ونكث العهد ذلك الذي كان لهم في ذلك الحين. يجب أن يعوضوا فعلهم ذاك. هذه أيضاً نقطة.
ونقطة أخرى هي أنَّ أمريكا خلال العامين المنصرمين كررت سلوكيات ناقضة للاتفاق النووي على شكل أعمال متنوعة، وكما قلت وعلى حد تعبير السادة دبلوماسيينا فقد نقضوا روح الاتفاق النووي وجسمه، لكن الأوروبيين بقوا صامتين ساكتين، وكان يجب أن يقفوا بوجه أمريكا ويعترضوا عليها، ولو كانوا قد اعترضوا ربما لم تكن الأمور لتصل إلى حيث أنَّ أمريكا تتخلى عن توقيعها بمنتهى السهولة وتقول إنني خارجة من الاتفاق النووي. يجب عليهم تعويض تلك الغفلة التي كانت لهم خلال هذين العامين.
النقطة التالية هي أن أمريكا نقضت القرار رقم 2231 (19)، وأعضاء مجلس الأمن يجب أن يطرحوا مقابل خطوة أمريكا هذه مشروع قرار ضدها في مجلس الأمن، مشروع قرار ضد أمريكا لأنها نقضت القرار رقم 2231 . هذا أحد الأعمال التي ينبغي أن يقوموا بها.
يجب أن تتعهد أوروبا بعدم طرح موضوع الصواريخ وتواجد الجمهورية الإسلامية في المنطقة. هذا شيء يجب أن يعدوا به. أن يقولوا في كل فترة من الزمن شيئاً ويطرحوا قضية الصواريخ بشكل من الأشكال فهذا غير مقبول إطلاقاً. يجب أن يُعطي رؤساء هذه البلدان الثلاثة عهداً ويقبلوا بأن لا يتحدثوا مطلقاً عن قضية الصواريخ.
ويجب أن يواجهوا أيَّ حظرٍ ضدَّ الجمهورية الإسلامية؛ بمعنى أنه [الرئيس الأمريكي] يقول الآن سوف أفرض حظراً على إيران ويجب أن يقفوا بصراحة مقابل الحظر الأمريكي. إذا تقرر أن تكون هناك معاهدة بيننا وبين الأوروبيين فهذا أحد شروطها.
وبالطبع ليعلم الجميع إننا حين قلنا الآن يجب أن لا يتحدثوا عن قضية الصواريخ، لكن الجمهورية الإسلامية سوف لن تتخلى بالتأكيد عن عناصر قوتها، وأحد عناصر قوتها القوة الدفاعية، الدفاع عن بُعد. القوة الدفاعية أحد مكونات الاقتدار، ومن مكونات الاقتدار عمقنا الاستراتيجي. التواجد في بلدان المنطقة ومناصرة شعوب المنطقة للجمهورية الإسلامية عمق استراتيجي للجمهورية الإسلامية. والجمهورية الإسلامية لا يمكنها صرف النظر عن هذا الشيء. وما من حكومة عاقلة يمكنها صرف النظر عن هذا الشيء. أو الرصيد الاجتماعي الشعبي، هذا الاتحاد الشعبي واجتماع الناس تحت راية الإسلام، وحركة الجمهورية الإسلامية بشعار الإسلام وبفخر واعتزاز بالإسلام، هذه أشياء تمثل الأساس والهيكلية الأساسية والقوام الداخلي للجمهورية الإسلامية، ليعلم الجميع أن أحداً لن يتخلى عن هذه الأمور.
الجمهورية الإسلامية لن تتخلى بالتأكيد عن عناصر قوتها، وأحد عناصر قوتها القوة الدفاعية والعمق الاستراتيجي.
نقطة أخرى هي أن على أوروبا أن تضمن بيع النفط الإيراني بيعاً كاملاً. فإذا استطاع الأمريكيون توجيه ضرر لبيع نفط الجمهورية الإسلامية، فيجب عليهم شراؤه بالمقدار الذي تريده الجمهورية الإسلامية. قد نرحب نحن أنفسنا بتقليل بيع النفط ـ وهذا شيء يعود لسياسات الحكومة، فقد تصل الحكومة لنتيجة أن من صالحنا أن نبيع نفطاً أقل ونُخرج اقتصادنا عن الحالة النفطية، قد نصل إلى هذه النتيجة ـ ولكن إن لم يكن هذا وكان القرار أن نبيع النفط بمقدار ما نبيعه اليوم وأوجدت خطوة الأمريكيين خللاً في هذا الطريق فعلى الأوربيين قطعاً أن يعوضوا وأن يشتروا النفط بطريقة مضمونة.
النقطة التالية هي أن على المصارف الأوروبية أن تضمن استلام ودفع ونقل المبالغ المتعلقة بالتجارة الحكومية والتجارة الخصوصية للجمهورية الإسلامية. وحين نقول يجب أن يضمنوا فالضمان هو العمل بهذه الأشياء. يجب أن يضمنوا هذا الشيء. وقد أشرت إلى أننا لا صراع لدينا مع هذه البلدان الثلاثة، لكننا لا نثق بهم. ليست قضيتنا قضية صراع ومعارك وخلق خلافات، بل هي قضية عدم ثقة، ليست لدينا ثقة بهذه البلدان، وعدم ثقتنا هذه تستند إلى سوابق. لذلك ينبغي تنفيذ هذه الضمانات بشكل واقعي.
النقطة التالية هي أن الأوروبيين إذا تعللوا وتأخروا في الاستجابة لهذه المطالب سنحتفظ بحقنا في استئناف النشاطات النووية التي تمَّ تعطيلها. وعلى مسؤولينا في المؤسسة النووية أن يستعدوا. وطبعاً لا أقول اذهبوا الآن وابدأوا التخصيب بنسبة عشرين بالمائة ولكن أقول كونوا على استعداد. عندما ترى الجمهورية الإسلامية مصلحة وضرورة لاستئناف النشاطات التي تم إيقافها بسبب الاتفاق النووي وكانت بمثابة التكلفة التي دفعناها لأجل هذا الاتفاق. عندما نرى أن لا فائدة من الاتفاق النووي ولسنا على استعداد لدفع تكاليف فمن الطبيعي أن يكون أحد السُبل أن نذهب لاستئناف تلك النشاطات والأشياء التي تم إيقافها وتعطيلها. كان هذا عن القضايا المتعلقة بالاتفاق النووي.
الجزء الثاني من كلامنا يتعلق بقضايانا الداخلية وواجباتنا في داخل البلاد وهي القضايا الاقتصادية. القضية الأولى في البلاد اليوم هي القضية الاقتصادية. هذه الأعمال والنشاطات التي تعكف عليها الحكومة يجب أن تستمر إن شاء الله باقتدار، تنمية الخدمات والأعمال التي تقوم بها الحكومة يجب أن تستمر وتنجز. والواقع بالطبع هو أن الوضع الاقتصادي للبلاد ليس على ما يرام، فالوضع الاقتصادي رغم كل هذه الجهود التي تبذل ليس وضعاً محبذاً منشوداً، وهناك الكثير من الناس يتعرضون للضغوط الاقتصادية. قضية الغلاء وما شاكل تعلمونها أنتم بدرجات متفاوتة ويلمسها كثير من الناس بكل كيانهم وجوارحهم. هذه مشكلة أساسية في البلاد.
حسنٌ، من أجل أن نستطيع حل هذه المشكلات ينبغي بداية أن نؤمن ويكون لدينا اليقين بعدة أشياء: الشيء الأول أن نعلم ونؤمن بأن مشكلة البلاد الاقتصادية ممكنة الحل بالاعتماد على الإمكانيات الداخلية الكثيرة. لنؤمن بهذا الشيء. هذا واقع والبعض لا يوافقون هذا الواقع والبعض غير مطلعين على هذا الواقع. لدينا إمكانيات وطاقات كثيرة جداً في البلاد لا تزال غير مستخدمة، وسوف أنقل لاحقاً نقطة في هذا الخصوص عن الخبراء غير الإيرانيين.
النقطة الثانية التي يجب أن نؤمن بها هي أن نعلم أن الوصفات الغربية غير موثوقة بالنسبة لنا. ولا أقول يجب رفضها تماماً، لا، فلنقم بدراستها وفحصها. لا يمكن التسليم المطلق للوصفات الغربية من دون نقاش، لا في المجال الاقتصادي ولا في المجالات الأخرى من قبيل قضية السكان مثلاً. قضية السكان من مصاديق هذه الوصفات الغربية. وفي الآونة الأخيرة وصفت الأجهزة الإعلامية للحكومة البريطانية الخبيثة وصفة تقول إن إيران ستكون بلداً جيداً جداً لثلاثين مليون نسمة! موتوا بغيظكم! سيصل سكان إيران إلى 150 مليوناً إن شاء الله. السياسات السكانية للبلاد ـ تلك التي كنا نتبناها ـ كانت سياسات خاطئة. سبق أن قلت هذا الشيء (20)، وبالطبع كانت صحيحة في بدايتها وفي المراحل الأولى لكن الاستمرار فيها لم يكن صحيحاً بل كان شيئاً خاطئاً وقد أصابتنا غفلة في هذا الخصوص، لذلك ينبغي أن نُعوِّض. وكذا الحال بالنسبة للمشكلة الاقتصادية في البلاد، فهي لن تعالج بالوصفات الغربية. وإلى الآن أيضاً طوال هذه السنين متى ما عملنا بالوصفات الغربية لم نستفد شيئاً بل تضررنا من بعض النواحي. عندما برزت قضية التعديل في عقد السبعينيات تعرضت العدالة الاجتماعية في البلاد لضربة وضرر بالمعنى الحقيقي للكلمة، وحصلت فوارق طبقية، وربما كان فيها بعض الفوائد لكننا تحمَّلنا في الوقت نفسه هذه الأضرار المهمة.
النقطة الثالثة التي ينبغي التنبه لها والإيمان بها هي أن إيكال الأعمال للأجانب وفي ضوء إخلافهم لوعودهم ونكثهم لعهودهم الذي خبرناه عنهم لحد الآن، ينبغي أن يكون في حالات الاضطرار فقط، أي بعد أن نيأس تماماً من الطاقات والإمكانيات الداخلية، هنا سنذهب طبعاً إلى الآخرين. يجب أن نقدم الطاقات الداخلية واعتقد أنها طاقات كبيرة جداً.
النقطة التالية هي الطاقات والإمكانيات الداخلية التي أشرت لها. فالإمكانيات الداخلية كبيرة جداً. أجريت دراسة خبروية في البنك الدولي ـ وهذا ليس شيئاً نقوله نحن بل هو دراسة خبراء في البنك الدولي ـ تقول إن إيران مخزن للمواهب الإنسانية وأرض لم تستثمر، لاحظوا. يقولون إن إيران من حيث عدم الاستفادة من المواهب الإنسانية والأرضية [الجغرافية] في المرتبة الأولى عالمياً؛ بمعنى أن هناك مواهب كثيرة أمامنا لم نستفد منها وقصرنا حيالها.
الإمكانيات البشرية وكثرة الطاقات القادرة على العمل وخصوصاً الكوادر الشابة والمتعلمة وحاملة الشهادات: عشرة ملايين خريج جامعي وأكثر من أربعة ملايين طالب جامعي يعكفون على الدراسة الآن. وكما يقول المطلعون والخبراء من أصدقائنا في الحكومة، فمن حيث كثرة المهندسين تعتبر إيران من البلدان الأولى في العالم. أي إن عدد مهندسينا النسبي أكثر من الكثير من البلدان الكبيرة والمعروفة. هذه طاقات وإمكانيات [مهمة].
وهناك الطاقات الأرضية والجوفية من قبيل سعة الأرض والإطلال على المياه الدولية وعدد الجيران وأسواق المنطقة وطرق النقل الخارجية، هذه أشياء ذكرها خبراء البنك الدولي. هذه طاقات وإمكانيات أرضية لم نستفد منها استفادة صحيحة.
وهناك الطاقات البشرية من قبيل عدد السكان المناسبين للعمل ومستوى الدراسة وما إلى ذلك. أولئك الخبراء أنفسهم قالوا إن إيران إذا استفادت من هذه المواهب بشكل صحيح لكان اقتصادها من الاقتصادات الرائدة الأولى في العالم. هذه هي طاقاتنا ولدينا ثروة عظيمة.
خبراء البنك الدولي يقولون أن لدى إيران مواهب إذا استفادت منها بالشكل الصحيح فسيغدو اقتصادها من الاقتصادات الرائدة الأولى في العالم.
وبالطبع لم تحسب الثروات الطبيعية في هذا الحساب الخبروي العلمي، إنما ذكرت الثروات الإنسانية والأرضية. وقضية الطاقات والثروات الطبيعية بدورها قضية استثنائية مهمة. قلت ذات مرة في هذه الجلسة قبل سنوات (21) إن سكان إيران يمثلون واحد بالمائة من سكان العالم ولو امتلكنا واحد بالمائة من المعادن المهمة والضرورية والأساسية للصناعات التي نحتاجها لكفانا ذلك، لكننا نمتلك أكثر من واحد بالمائة، ونمتلك بعض الأشياء بنسبة ثلاثة بالمائة، ونمتلك بعض الأشياء بنسبة أربعة بالمائة، ونمتلك بعض الأشياء بنسبة خمسة بالمائة. أما أرقام النفط والغاز فهي عالية جداً، فنحن في المرتبة الأولى عالمياً، من حيث النفط نحن في المرتبة الرابعة، ومن حيث الغاز في المرتبة الأولى، وفي مجموع النفط والغاز في المرتبة الأولى عالمياً.
هذه هي إمكانياتنا وطاقاتنا. يجب الاستفادة من هذه الإمكانيات ويمكن الاستفادة منها. يمكن التفكير والتدبير والتخطيط لذلك. وبالطبع فهذه ليست أشياء تكتسب وتستحصل بصورة نقدية مباشرة ومن الطبيعي أنها تحتاج إلى فترة من الزمن ولكن متى ما بدأنا فسوف نصل إلى النتيجة. عقدنا هنا قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع جلسة حول الشؤون والقضايا الاقتصادية في البلاد، وحضر رؤساء السلطات الثلاث المحترمون وحضر المسؤولون الناشطون الاقتصاديون في القطاعات الحكومية ومجلس الشورى الإسلامي والسلطة القضائية، ودار نقاش وحوار جيد نسبياً هنا وطرحت بعض الآراء. وأنا طبعاً لست خبيراً اقتصادياً والكلام يعتمد على آراء الخبراء، طرحنا بعض الآراء، وتقرر إجراء بعض الترتيبات الشكلية، فليتابع الأصدقاء هذه الأمور، وأوصي الآن ـ ورؤساء السلطات الثلاث موجودون هنا، نفس السادة الذين حضروا تلك الجلسة موجودون هنا الآن ـ إذا تمت متابعة تلك الأشياء التي جرى الحديث عنها في تلك الليلة واتخذت القرارات بشأنها وتم التأكيد عليها، إذا تابعتموها بجد فإن الشؤون الاقتصادية للبلاد سوف تتقدم بالتأكيد، إننا لا نشكُّ في ذلك. وقد اطلعت أن الخبراء الاقتصاديين الأعزاء في الحكومة أيدوا ما طُرح وقيل في تلك الليلة وأعلن على شكل قرارات.
أقول إن عدونا نقل غرفة عملياته إلى وزارة الخزانة. غرفة العمليات في الحرب ضدنا بدل أن تكون في وزارة الدفاع نقلوها إلى وزارة الخزانة، وهم ينشطون ويعملون بشكل فعال. وقد كان هذا هو الحال في السابق أيضاً. في سنة 90 و 91 [2011 و 2012 م] حينما بدأوا تلك الأنواع من الحظر ـ التي توهموا أنها حظر يؤدي إلى الشلل، وعلى الرغم من أنوفهم لم يستطيعوا شلَّ الجمهورية الإسلامية ـ كانوا ناشطين فعالين، بل إن الوزير الأمريكي كان يذهب ويتصل مع كل واحد من رؤساء المصارف في مختلف البلدان. أي إنهم كانوا ينشطون ويعملون إلى هذه الدرجة، كانوا يعملون ليل نهار. وأقول هنا أيضاً ينبغي تشكيل لجنة مواجهة لشرور هذا العدو في المنظومة الاقتصادية للبلاد. وعلى وزارة الخارجية أن تقدم الدعم والمساعدة وتواكب، ولكن ينبغي تشكيل هذه اللجنة في المركز الاقتصادي للحكومة، وينبغي أن يتابعوا هذه الأعمال. طبعاً الاقتصاد المقاوم هو علاج كل هذه المشاكل ويجب متابعته بكل جد، ولكن اليوم في ضوء الأعمال التي يقوم بها العدو قد تكتسب بعض أجزاء وقطاعات الاقتصاد المقاوم أولوية خاصة لذا ينبغي متابعتها.
نقطة أخرى في خصوص الاقتصاد هي أن الاقتصاد الحكومي لا يُجدي نفعاً، وينبغي إشراك الناس وإسهامهم، ويجب أخذ سياسات المادة 44 مأخذ الجد. وهذا ما قلته للحكومة السابقة أيضاً، وقد كررت هذا على حكومة حضرة السيد روحاني أيضاً، أقولها مرة أخرى: يجب أخذ سياسات المادة 44 مأخذ الجد. يجب أن تأخذوا بيد القطاع الخاص إلى الساحة وتساعدوه. وصندوق التنمية الوطنية لهذا الغرض. وما قاله الدكتور السيد روحاني الآن من أن مقداراً من العملة الصعبة والعائدات من العملة الصعبة لا يمنح للحكومة فمعنى ذلك أنه يدخل في صندوق التنمية الوطنية. وصندوق التنمية الوطنية هذا تحت تصرف الحكومة ولا يوجد فيه شيء خارج [تصرف] الحكومة. الصندوق نفسه في يد الحكومة، الحكومة هي التي تعيِّن المسؤولين عن هذا الصندوق، وسياسات الصندوق، والسحب من الصندوق، وكل شيء بيد الحكومة، ولكن في بعض الحالات لأن سحباً غير قانوني قد يكون ضرورياً بالنسبة للحكومة ولا توجد فرصة الذهاب لمجلس الشورى واستحصال ترخيص منه لهذا السحب، يأتون إلي ويحصلون على ترخيص مني من أجل أن يسحبوا هذا المبلغ مثلاً للعمل الفلاني، وإلا فهذا الصندوق تحت تصرف الحكومة. وهذا الصندوق مهم وتوصيتنا الأكيدة هي أن هذا الصندوق يجب أن لا ينفق على المصاريف الجارية والتكاليف العادية للبلاد، إنما يخصص فقط للناشطين الاقتصاديين في القطاع الخاص ليستطيعوا العمل. ينبغي النظر للقضية بهذا الشكل.
النقطة الأخرى حول الاقتصاد هي أن الاقتصاد النفطي ـ أي الاعتماد الأصلي على بيع النفط الخام ـ من العيوب الأساسية في اقتصادنا. الكلام الذي قلته قبل عشرين سنة ونظر بعض المسؤولين الحكوميين له نظرة إنكار وتشكيك وتبسموا ومروا، حين قلت إننا يجب أن نصل إلى طور نستطيع معه متى ما أردنا إغلاق آبار نفطنا والإعلان بأننا نريد عدم تصدير النفط لمدة ثلاثة أشهر، وأن يكون هذا بأيدينا وطبقاً لإرادتنا، ليتنا كنا نستطيع، وهذا شيء ممكن، وينبغي عدم استبعاده، فهو شيء ممكن. ويقال الآن إننا سوف نفقد الزبائن وما شاكل هذه الأقوال، لا، ثمة طرق وحلول لكل هذه الأمور. يجب أن لا نكون أسرى للنفط، ونحن اليوم أسرى للنفط وفي قبضة النفط والنفط ليس بأيدينا، إنتاجه بأيدينا لكن تسعيره بيد آخرين، وإمكانية بيعه بيد آخرين، وحظره بيد آخرين، ونحن في الواقع أسرى له. النفط يجب أن يكون أسيراً لنا وفي قبضتنا وبيدنا. هذه سياسة قطعية. النفط رصيد ورأس مال وطني. وبالطبع ستمضي سنين طويلة حتى ينفد هذا الرصيد، لكنه سينفد حتماً. وقد تعودنا على أن نستخرج هذا النفط أي هذا الذخر الوطني من تحت الأرض ونبيعه من دون أية قيمة مضافة. حسناً، لنعمل على الأقل ونضيف عليه قيمة مضافة، سواء النفط أو الغاز ـ وبالنسبة للغاز تحصل قيمة مضافة بمقدار ما في البتروكيمياويات وما شاكل، لكن النفط يذهب هكذا من دون قيمة مضافة ـ هذه إشكالات أساسية فينا. يجب أن نقلل التبعية للنفط يوماً بعد يوم. هذه أيضاً نقطة.
النقطة التالية هي أننا ينبغي أن نهتم بالاقتصاد علمي المحور. النمو الاقتصادي المتسارع ممكن بواسطة الاقتصاد علمي المحور. ولدينا إمكانيات ذلك في الوقت الحاضر، وهناك الكثير من الشباب من الدارسين والمتعلمين يستطيعون إنجاز أعمال. تسمعون بهم أحياناً ويظهرون في التلفاز أحياناً يعرضون صانع فرص عمل شاب يستمتع المرء حقاً حين يطَّلع على تجاربه وإنجازاته ويرى أنه ساهم في هذه المجالات ـ الزراعة والتدجين والصناعة والصناعات الصغيرة والخدمات وما إلى ذلك ـ وقد بدأ برأس مال قليل فوصل إلى نتائج جيدة بمثابرته ودأبه. إنتاج الثروة عن طريق التفكير وعن طريق الأعمال العلمية، هذه أيضاً مسألة.
والنقطة التالية هي ضرورة تقوية الإنتاج الداخلي والبضائع الإيرانية. يجب حقاً الاهتمام بقضية دعم البضائع الإيرانية، فهذا عمل واجب وضروري وحتمي. المسؤولون الحكوميون ومسؤولو القطاعات المختلفة والقوات المسلحة ـ الذين يتم شراء المشتريات المهمة لهم وتقع التكاليف المهمة في مثل هذه الأمور على عاتقهم ـ ليحاولوا عدم استهلاك البضائع غير الإيرانية مطلقاً عندما تكون هناك بضائع إيرانية.
ثم يجب عدم ربط قضية الاقتصاد كما ذكرت سابقاً بالاتفاق النووي وما شابه. أن نقول «إذا تم إنجاز الاتفاق النووي فسوف يتحسن اقتصاد الناس وإذا لم يكن هذا الاتفاق فسوف يتهدم الاقتصاد» لا، الاتفاق النووي قضية وكما قيل يجب التعامل بشكل من الأشكال مع هذه القضية، يجب التعامل معها باقتدار وعقل وتدبير، فلا تخلطوا هذه القضية بالاقتصاد، ولا تقولوا إذا لم يحصل هذا فإن اقتصادنا سوف يتضرر وإذا حصل فسوف يتحسن اقتصادنا. وقد حصل فعلاً ولاحظتم أن الاتفاق النووي قد حصل ولم يتحسن الاقتصاد، فالاقتصاد يحتاج إلى عوامل وعناصر أخرى، ولا يتحسن بهذه الأشياء.
وثمة هنا نقطة على جانب كبير من الأهمية أنه ينبغي مكافحة سياسات بث اليأس وسياسات خلق أوهام بالوصول إلى طريق مسدود في البلاد. هذه سياسة خصامية أمريكية وغربية أن يبثوا في البلاد مشاعر الوصول إلى طريق مسدود وينشروا اليأس والقنوط وانعدام الأمل. وهم يقومون بمختلف صنوف الأعمال والممارسات لأجل ذلك. وينبغي مواجهة هذه السياسة بشكل جاد. بث الشعور بالعجز واليأس والتعاسة هي سياسة أكيدة يتبعها العدو. غاية العدو هي أن يسلب الشعب الإيراني شعوره بالفخر، عن طريق الإشاعات والأكاذيب وبتضخيم نقاط الضعف وتصغير النجاحات والانتصارات. يحمل الشعب الإيراني اليوم شعوراً بالفخر والاعتزاز، فهو يشعر أنه مستقل وصامد ومعتبر وله سمعته في العالم وصاحب نفوذ في المنطقة، وقد أنجز وينجز وسوف ينجز أعمالاً مهمة. الشعب يشعر بالفخر ويريدون سلبه هذا الشعور بالفخر، وتصوير الانتصارات على أنها هزائم. لقد أبدى شعبنا ومسؤولونا بفضل الثورة وببركة الثقة بالنفس الناجمة عن الثورة أبدوا عن أنفسهم نبوغاً حقيقياً. وقد أنجزت طوال هذه السنين أعمال مهمة، وقد كنا نعيش كل هذه المشاكل والمعضلات والصعوبات فقد فرضوا علينا الحرب وفرضوا علينا الحظر، وكانت كل هذه المشاكل، ومع ذلك تلاحظون كم أنجزت من أعمال في هذا البلد في مجال الزراعة وفي المجال العلمي وفي المجال التقني وفي مجال الصحة والعلاج وفي مجال رفع مستوى الوعي العام وفي مجال العزة الدولية وفي مجال سيادة الشعب الحقيقية الصحيحة الموثوقة، وفي مجال الخدمات الواسعة العامة في كل أنحاء البلاد. الحق يقال إن ما تم إنجازه على جانب كبير جداً من الأهمية وجدير بالاهتمام بالمعنى الحقيقي للكلمة. ويريد العدو إظهار الانتصارات على أنها هزائم، لأنه يريد القضاء على الحراك والهمم المتفائلة التي هي حلالة مشكلات البلاد، وسلبها من الشعب.
البلد قوي والحمد لله، والجمهورية الإسلامية قوية بحمد الله. ولو كنا ضعفاء لما كان من الضروري أن يحشدوا أمامنا كل هذه الإمكانات. تلاحظون أن العدو أوجد جبهة بمعدات وإمكانيات متنوعة، فلماذا كل هذا؟ لو كنا ضعفاء لما لزم كل هذا التحشيد والطاقات التي يضني العدو بها نفسه من أجل أن يُنزِل إلى الساحة مختلف صنوف الأسلحة، الأسلحة العسكرية والأسلحة الإعلامية والأسلحة الاقتصادية وما إلى ذلك. واضح من ذلك أننا أقوياء، نحن أقوياء والعدو يسعى ويحاول ولا ينجح، على نفس النحو الذي سقنا له مثالاً وتحدثنا عنه سابقاً. وهو ينهزم في كل مرة وسوف ينهزم في هذه المرة أيضاً بحمد الله وبإذنه.
خلاصة كلامنا حول الشؤون الاقتصادية للبلاد هي أن بلادنا بفضل ما فيها من طاقات وإمكانيات لها القدرة على الانتصار على المشكلات الاقتصادية بشكل كامل. لنشخص الإمكانيات ولنحصي القدرات ولنأخذ التجارب بعين الاعتبار، وفوق كل هذا لا ننسى النصرة الإلهية. إننا نَجدُّ ونسعى لإعلاء كلمة الله، ولسنا ننشد قدرة مادية وما شاكل، إنما نروم رفعة الإسلام وتحقق الشريعة الإسلامية في المجتمع. نروم في العالم الذي تستغرقه الماديات والفساد والانحرافات المختلفة من غرائز البشر، أن نصنع حكومة ومجتمعاً وبلداً يدار بأحكام الدين. هذا ما نصبو إليه. وقد نجحنا إلى حد ما، ولدينا عدم نجاح في مجال ما، ونسعى أن نحقق النجاح في ذلك المجال أيضاً إن شاء الله. هذا هو هدفنا، ومع وجود هذا الهدف فإنَّ النصرة الإلهية أكيدة، فقد وعد الله تعالى ووعد الله لا يُخلَف أبداً.
إننا نَجدُّ ونسعى لإعلاء كلمة الله، ولسنا ننشد قدرة مادية وما شاكل، إنما نروم رفعة الإسلام وتحقق الشريعة الإسلامية في المجتمع.
النقطة الأخيرة التي أقولها حول منظمة الأمم المتحدة. منظمة الأمم المتحدة والحق يقال لم تعمل طوال هذه الأعوام بشكل جيد. فقد تحدثت وعملت تحت نفوذ أمريكا وقد شاهدتم ورأيتم. الأمين العام يُدين فعل السعوديين في اليمن ويخرج في اليوم الثاني ويدين إدانته ويسحبها! وحين يسألونه يقول إنها الضغوط. والضغوط على شكلين: ضغوط المال وضغوط القوة. الأموال يوفرها أشباه قارون في الخليج الفارسي من أموال النفط، والقوة توفرها أمريكا. للأسف منظمة الأمم المتحدة خاضعة لتأثير أمريكا. وقد كان لها حقاً تقصيرات كثيرة تجاه الجمهورية الإسلامية يجب أن تعوضها. وما أطرحه الآن هو أن هناك عدة قضايا حقوق إنسان متعلقة بأمريكا على منظمة الأمم المتحدة متابعتها بجد. هذه الملفات لم تحل ولم تنتهِ وبقيت نصف مكتملة، وبعضها لم تتابع منذ البداية أساساً.
واحدة من هذه القضايا قضية إحراق مركز الداوديين في زمن كلينتون، لماذا لا تتابع هذه القضية؟ عدد من الناس وجماعة تابعة لفرقة من الفرق المسيحية اجتمعوا في أحد البيوت والحكومة تعارضهم لسبب من الأسباب، وقد يكون ذلك السبب صحيحاً وقد يكون خاطئاً، ولنفترض أنه صحيح. حسناً، ما الذي يفعلونه [عادة] في هذه الحالة؟ يعتقلونهم في الغالب، لكنهم لم يفعلوا ذلك بل أحرقوا البيت فاحترق عشرات الأشخاص من نساء ورجال وأطفال وهم أحياء في هذا الحريق وقتلوا بهذه الطريقة! لماذا لا تتابع هذه القضية؟ هل لأمريكا بهذه السابقة أهلية أن تحذر هذا وذاك من حيث حقوق الإنسان؟! على الأمم المتحدة أن تتابع هذا الموضوع. هذا ملف وقضية حتمية وأساسية يجب متابعتها.
والقضية الثانية قضية سجن غوانتانامو. سجن غوانتانامو أمام أنظار العالم. لماذا يعتقل الأمريكيون أفراداً ويحبسونهم هناك لسنين طويلة من دون محاكمة في أصعب الظروف؟ كان من أسباب فوز أوباما أنه وعد في دعاياته الانتخابية أنه سيغلق سجن غوانتانامو، لكنه لم يفعل! كان على رأس السلطة ثمانية أعوام وبقي هذا السجن ولا يزال موجوداً لحد الآن. وحتى لو افترضنا أن هذا السجن أغلق الآن فيجب متابعة سوابق هذا السجن والجرائم التي ارتكبت فيه، وعلى منظمة الأمم المتحدة أن تتابع هذا الملف. يعتقلون أشخاصاً ـ من أفغانستان غالباً ومن بعض الأماكن الأخرى ـ ويأخذونهم إلى هناك ويبقونهم في ظروف صعبة بقيود على أيديهم وأرجلهم وأعينهم وبوضع سيئ جداً من حيث التغذية والوضع المعيشي والحياتي، يبقونهم عدة سنين، فهل هذا مزاح وهزل؟ على منظمة الأمم المتحدة متابعة ذلك حتماً.
وقضية أخرى هي سجن أبو غريب في العراق. وحالات التعذيب التي مورست في سجن أبو غريب في العراق، حالات نادرة من التعذيب في أجهزة التعذيب في العالم مثل الكيان الصهيوني وما شابه وهم من أسوء الجلادين والمعذبين. أو جهاز التعذيب في زمن النظام البهلوي الذي كان أساتذته الإسرائيليون أيضاً، حالات التعذيب التي مورست في سجن أبو غريب كانت أسوء وأفظع منها جميعاً. وقد أُخرج الأمريكيون الآن من هناك ووقع سجن أبو غريب بيد العراقيين أنفسهم، لكن الملف يبقى ملفاً ويجب متابعته. هذه قضية مهمة جداً. وكان هناك في أفغانستان سجن يشبه سجن أبو غريب ـ سجن الأمريكيين الموجودين في أفغانستان والذي لم يكن بيد الحكومة الأفغانية بل بيد الأمريكيين ـ وكان الأفغان يشتكون والمسؤولون الأفغان منزعجون ويقولون ذلك لنا والكل يعلم بالأمر. نفس الأعمال التي كانت تحصل في سجن غوانتانامو وأبو غريب كانت تحصل في هذا السجن في أفغانستان. وكان لهم في أوروبا أيضاً سجوناً لسنا مطلعين عليها كثيراً.
ومن الملفات التي يجب على منظمة الأمم المتحدة متابعتها ملف حرية بيع السلاح في أمريكا والذي ترتكب بواسطته كل هذه الجرائم. وأنتم تسمعون وترون؛ في كل يوم في المدارس والجامعات والأسواق والشوارع يأتي حدث أو شاب أو رجل أو امرأة نتيجة عارض معين ـ إما أعصاب محطمة أو مجنون أو لديه مشكلة شخصية ـ فيفتح النار على جماعة من الناس ويقتل عشرة أشخاص أو ثمانية أو عشرين أو أقل أو أكثر ويفجع عوائلهم. لماذا لا يحولون دون ذلك؟ السبب هو أن شركات بيع الأسلحة تمنع ذلك والحكومات الأمريكية خاضعة لتلك الشركات. هذا موضوع على جانب كبير من الأهمية ويجب على منظمة الأمم المتحدة أن تتدخل في هذه القضية وتتابعها. هذه أيضاً قضية.
وقضية أخرى هي سلوك الحكومة الأمريكية والشرطة الأمريكية الإجرامي مع الزنوج. المُتهم الزنجي أو المشتبه به الزنجي محكوم عليه بأنواع الصعوبات حتى الموت، ولا اشكال أبداً في ذلك عندهم! ثم يأتون في المحكمة ليطمسوا القضية بشكل من الأشكال ويطلقوا سراح المجرم القاتل وتذهب دماء ذلك المسكين هدراً. هذه أيضاً قضية ممكنة المتابعة.
وقضية أخرى هي إيجاد داعش التي ذكرها الرئيس الأمريكي الحالي بصراحة في دعاياته الانتخابية. وقد كنا مطلعين عليها قبل ذلك طبعاً، فقد قيل إن للأمريكيين دوراً في إيجاد داعش وهم المحفزون على هذا الشيء. طبعاً كان الأمر في بعض المواطن عن طريق واسطة وفي بعض المواطن لم تكن هناك واسطة حتى. لدينا معلوماتنا أنهم في حالات متعددة ساعدوا [تنظيم] داعش في العراق في بيع النفط الذي كان يقوم به وساعدوا زعماءه في الهروب من حالات الحصار التي يقعون فيها. ومساعدة الكيان الصهيوني في المذابح التي يرتكبها وآخرها هذه المذبحة الأخيرة في غزة.
ومن هذه الأمور مساعدة الحكومة السعودية في مذابح اليمن ومساعدة حكومة البحرين في الجرائم التي ترتكبها ضد الشعب. هذه أمور على منظمة الأمم المتحدة أن تتدخل فيها. إذا كانت منظمة الأمم منظمة أممٍ وإذا لم تكن منظمة تابعة للنظام الأمريكي، فيجب عليها التدخل في هذه القضايا. هذه أعمال ينبغي على منظمة الأمم المتحدة القيام بها. فهل هذا توقعٌ كبير؟
كلام الجمهورية الإسلامية رصين ومبرهن وممكن الإثبات. في كل هذه الحالات والمجالات التي تحدثنا عنها إذا كنا نتهم أمريكا فلدينا الأدلة الرصينة التي تثبت ذلك. وإذا كنا لا نثق بالأوروبيين فلدينا أدلة متقنة لذلك. وفي خصوص الشؤون الاقتصادية الداخلية إذا كنا نعتقد أنه ينبغي الاعتماد على الطاقات الداخلية فلدينا أدلة متقنة على ذلك. وهذه الأمور التي نطلبها من منظمة الأمم المتحدة كلها لها أدلة قوية متقنة. وهذا الإتقان والاستدلال الصحيح المتقن هو الشيء الذي حافظ على الجمهورية الإسلامية بفضل من الله قوية مقتدرة إلى اليوم، وقد زادت قوة الجمهورية الإسلامية، ولا يمكن المقارنة بين قوتها اليوم وما كانت عليه قبل عشرين وثلاثين سنة، فهي أقوى مما كانت عليه آنذاك بأضعاف، وبعد الآن أيضاً سوف تستمر هذه المسيرة إن شاء الله نحو مزيد من اقتدار الجمهورية الإسلامية، إلى جانب متانة البنية الداخلية وصحة سلوك المسؤولين مع الشعب في المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها. نتمنى أن يعيننا الله تعالى لنستطيع السير في الاتجاه الذي ذكرناه ونريده.
اللهم بمحمد وآل محمد زد من شموخ الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني يوماً بعد يوم. اللهم أيد وقو المسؤولين المخلصين الخدومين المتحفزين. ربنا بمحمد وآل محمد احشر روح إمامنا الخميني الجليل مع أوليائك، واحشر شهداء هذا الدرب الأبرار مع شهداء صدر الإسلام. اجعل عواقبنا على خير، واجعل شهر رمضان علينا شهر رفعة معنوية ونقاء روحي ومعنوي. اللهم اجعل ما قلناه وسمعناه لك وفي سبيلك وتقبله منا بكرمك.
والسّلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
الهوامش: