ارتكب السعوديون جريمتين مروعتين في اليمن خلال أسبوع واحد: في بداية الأسبوع شنوا هجوماً على إحدى المشافي، وقتلوا عدداً من المرضى داخل المشفى بالقنابل والصواريخ؛ وفي آخر الأسبوع أيضاً استهدفوا حافلةً تُقلّ أطفالاً - أطفالاً بعمر التسع والعشر سنوات - وقتلوا أربعين أو خمسين طفلاً. هل تلاحظون كم هي عظيمة هذه المصيبة؟ هل لديكم طفلٌ بعمر التسع أو العشر سنوات في المنزل؟ يرتعش قلب الإنسان! 
لقد بات الأمريكيون في أدبياتهم أقل أدباً وأوقح من السابق خلال الأشهر الأخيرة أو نصف العام الأخير. طبعاً لقد كان الأمريكيون في السابق أيضاً يفتقرون إلى الأدب في تصريحاتهم؛ قلّما كانوا يراعون الأدب الدبلوماسي، والأدب السياسي والآداب الدولية الرائجة في تصريحاتهم لكنهم باتوا اليوم أقل أدباً من السابق وأشدَّ وقاحة. لا يقتصر الأمر على العلاقة بنا، بل ينطبق على علاقتهم بكافة أرجاء العالم وكل شيء ومختلف القضايا، كأن الحياء قد سُلب من هؤلاء؛ أي أنهم يمارسون أفعالاً معيّنة، ويُطلقون تصريحات معيّنة، ويتخذون مواقف تجعل الإنسان في حيرة وذهول تجاه ماهية هؤلاء! هل هؤلاء بشر؟ لقد شاهدتم أنه خلال الأسبوع الفائت، ارتكب السعوديون جريمتين مروعتين في اليمن خلال أسبوع واحد: في بداية الأسبوع شنوا هجوماً على إحدى المشافي، وقتلوا عدداً من المرضى داخل المشفى بالقنابل والصواريخ؛ وفي آخر الأسبوع أيضاً استهدفوا حافلةً تُقلّ أطفالاً - أطفالاً بعمر التسع والعشر سنوات - وقتلوا أربعين أو خمسين طفلاً. هل تلاحظون كم هي عظيمة هذه المصيبة؟ هل لديكم طفلٌ بعمر التسع أو العشر سنوات في المنزل؟ يرتعش قلب الإنسان! لقد ارتكب السعوديون هذه الجريمة. حسناً، اهتزّ العالم، اهتزّ ضمير العالم؛ حسناً صرّحت الحكومات - طبعاً من باب المجاملة - وأعربت عن أسفها أو قالت شيئاً ما إلا أنَّ [قلوب] الجميع اهتزت [لهول هذه الحادثة]. ما الذي فعلته أمريكا هنا؟ بدل أن تُدين أمريكا هذه الجريمة الواضحة، جاءت لتقول بأن "لدينا تعاون استراتيجي مع السعوديين"! أليس هذا قلة حياء؟ أليس هذا انعدام للخجل؟ هم كذلك في كل القضايا؛ ما يمارسونه من أفعال يدل على افتقارهم للحياء ووقاحتهم. ما قام به رئيس الولايات المتحدة حين فصل ما لا يقل عن ألفي طفل يبلغون من العمر عامين، وثلاثة أعوام، وخمسة أعوام - أقل أو أكثر - عن أمهاتهم بذريعة أن "هؤلاء مهاجرون"؛ حسناً، لا يمكن الاحتفاظ بالأطفال، ماذا يفعلون لهم؟ وضعوا الأطفال في الأقفاص. لاحظوا! يفصلون الطفل عن أمه، ثمّ وكي يتمكنوا من الاحتفاظ بهذا الطفل البعيد عن أمه، يسوقون ألفي طفل إلى الأقفاص! هل لهذه الجريمة سابقة في التاريخ؟ إنهم يمارسون هذه الأفعال، ويقفون، دون أن يرف لهم جفن أيضاً، يواصلون أعمالهم [هذه] ولا يشعرون بالخجل أيضاً! أي أنّه باتت بالفعل أدبيات وتصريحات هؤلاء، وأعمال هؤلاء، وممارسات هؤلاء في الآونة الأخيرة شديدة الوقاحة وبعيدة كل البعد عن الأدب.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٨/٨/١٣
 
فيما يخصّ القضايا العالميّة فإنّ الاستكبار يرتكب أخطاء جسيمة. إحدى هذه الأخطاء هي حالة أمريكا في دعمها للكيان الصهيوني اليوم. بالإمكان اليوم ملاحظة ظاهرتين في الكيان الصهيوني: إحداهما هي القسوة والخشونة والبربريّة الزائدة عن حدّها. البربريّة التي ينتهجها الصهاينة في تعاملهم مع أصحاب الأرض الفلسطينيّة اليوم هي بحقّ قصّة عجيبة ومحيّرة وغير مسبوقة. الظاهرة الثانية هي أنّ الكيان الصهيوني بات يقف في طريق مسدود ولا يملك أيّ حلّ لذلك. خطأ أمريكا هو أنّها وفي خضمّ هذه الأوضاع تدعم الكيان الصهيوني بشكل علني وواضح وقد منحت إسرائيل ومسؤوليها صكّاً على بياض يسمح لهم بارتكاب أيّ حماقة يشاؤونها وأيّ جريمة يريدونها! هذه من أخطاء أمريكا التي لا يمكن إصلاحها وسوف يُجازون عليها. لقد أثبت الشعب الفلسطيني أنّه شعبٌ جديرٌ ومقاوم؛ أثبت أنّ صمود ومقاومة [شعبٍ] خالي الوفاض أمرٌ ممكن في وجه كيانٍ مسيطرٍ ومسلّح وقاسٍ وعديم الرحمة مثل الكيان الإسرائيلي. وهذا درسٌ لسائر الشعوب.
~الإمام الخامنئي ٢٠٠٢/١١/٢٢