وبعد أن تقدّم سماحته بأسمى آيات التهنئة والتبريك بمناسبة حلول عيد الغدير الأغرّ رأى الإمام الخامنئي في مؤشرات الحكومة العلوية المتمثلة "بالعدل، والعفّة، والتقوى ومعاشرة الناس" معياراً لتقييم ممارسات المسؤولين اليوم، كما اعتبر سماحته اختيارَ الإمام علي (عليه السلام) وليّاً على الأمة الإسلامية وخليفة للرسول الأكرم نعمةً إلهية عظيمة وتابع قائلاً: أهمّ مسؤولية تُلقى على عاتقنا بصفتنا حكومة إسلامية هي جعل الحكومة العلوية معياراً ومؤشّراً لنا.
وضمن إشارة سماحته إلى العلاقات الجيدة التي تجمع الجمهورية الإسلامية بجيرانها وتأكيده على ضرورة توسيع هذه العلاقات، تناول سماحته قضية العلاقات فيما بين إيران والدول الأوروبية بقوله: ليس هناك مشكلة في الارتباط ومواصلة المفاوضات مع أوروبا ولكن يجب خلال متابعة هذا الأمر قطع الأمل منهم في بعض القضايا كقضيتي الاتفاق النووي والاقتصاد.
كما انتقد قائد الثورة الإسلامية سلوك الدول الأوروبية غير المناسب تجاه بعض القضايا مثل الاتفاق النووي والعقوبات الاقتصادية حيث قال سماحته: يجب أن ننظر إلى وعودهم نظرة يسودها الشكُّ والريبة، وأن ننتبه جيداً إلى مسار حركة هذه القضايا.
ورأى الإمام الخامنئي في الاتفاق النووي وسيلةً لحفظ المصالح الوطنية وأضاف سماحته: الاتفاق النووي ليس هدفاً إنما هو وسيلة، وطبعاً إذا وصلنا لنتيجة مفادها أنَّ حفظ المصالح الوطنية غير ممكنٍ عبر هذه الوسيلة فإننا سوف نضع هذا الاتفاق جانباً.
وأردف الإمام الخامنئي: يجب أن يدرك الأوروبيون من تصريحات وأفعال المسؤولين الإيرانيين أن تصرفاتهم سوف يتبعها إجراءات وردود أفعال متناسبة ستتخذها الجمهورية الإسلامية في إيران.
كما نفى قائد الثورة الإسلامية قبول الجمهورية الإسلامية بأي نوعٍ من المفاوضات مع الأمريكيين حيث صرّح سماحته: هذا ما آل إليه التفاوض مع المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين كانوا يراعون بعض المظاهر، أي مجال لدينا اليوم للتفاوض مع المسؤولين الوقحين والمعتدين الحاليين الذين أشهروا سيوفهم بوجه الإيرانيين. لذلك لن يكون هناك أي نوعٍ من التفاوض مع الأمريكيين.
ورأى الإمام الخامنئي في المفاوضات مع إيران حاجة تسعى لتحقيقها جميع الحكومات الأمريكية بقول سماحته: التفاوض مع إيران هو حاجة لكافة الحكومات الأمريكية. هم يودون أن يناوروا ليقولوا بأننا جلبنا الجمهورية الإسلامية في إيران أيضاً إلى طاولة المفاوضات، إذاً فكما صرّحت سابقاً مع الشرح والأدلة، لن يكون هناك أي تفاوض معهم.
كما تطرّق الإمام الخامنئي إلى الشؤون الاقتصادية داخل البلاد وشدّد سماحته على أنّ العدوّ ونتيجة بعض الثغرات والضعف الاقتصادي، قد ركّز على موضوع اقتصاد البلاد وأوضح قائلاً: يجب إنجاز العمل بقوّة وكثافة فيما يخصّ المجال الاقتصادي وسدّ جميع الثغرات، وهذا أمر ممكن ومتيسر، إذ لا يوجد أمامنا طريق مغلق في إدارة شؤون البلاد الاقتصادية.
وفي هذا الشأن أردف قائد الثورة الإسلامية قائلاً: يجب أن لا يعرف المسؤولون الاقتصاديون ليلهم من نهارهم في الأداء والعمل من حيث الكمية والنوعية، وأن تتمحور نشاطاتهم على سياسات الاقتصاد المقاوم المرتكزة في الأساس على الإنتاج المحلّي.
وشدّد الإمام الخامنئي على أهمية الاقتصاد المقاوم بقوله: تُعدّ سياسات الاقتصاد المقاوم خندقاً دفاعياً أمام العدوّ، وحصانة للمضيّ قُدماً إلى الأمام أيضاً. ومن هذا المنطلق فالاقتصاد المقاوم القائم على أساس الإنتاج المحلي يتمتع بجوانب هجومية ودفاعية كذلك.
وأكّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ قضية الإنتاج المحلّي وإزالة موانعه من ضمن القضايا الهامّة التي يجب أن يتمّ التركيز عليها في جلسة التنسيق بين رؤساء السلطات الثلاثة وتابع سماحته قائلاً: لموانع الإنتاج حلول وقد قدّم خبراء الاقتصاد أساليب الحل التي لو عُمل بها فسوف تتحسّن معيشة النّاس حيث أنّ نسبة ملحوظة من المجتمع تواجه المشاكل حاليّاً.
وأشار الإمام الخامنئي إلى قضيّة إدارة الحكومة للاقتصاد وأردف قائلاً: "فتح المجال أمام الناشطين النزهاء في المجال الاقتصادي والشباب المبدع والدؤوب وإزالة الموانع وتحسين أجواء العمل" وأيضاً "إغلاق ممرات الفساد والتصدّي للمفسدين" يشكّلان رُكنين هامّين فيما يخص إدارة البلاد الاقتصادية.
ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ التصدّي للمفسدين وإغلاق ممرّات الفساد يحتاج إلى أعين مفتوحة وذكاء مدراء الأجهزة الحكومية ولفت سماحته إلى أحداث الأشهر الأخيرة في سوق العملات والمسكوكات قائلاً: رغم تقديم تبريرات فيما يخصّ هذه الأحداث إلّا أنّه كانت هناك غفلة وعدم اهتمام من ناحية الإدارة أيضاً.
وفي جانب آخر من كلمته أشار الإمام الخامنئي إلى الجلسة التي انعقدت يوم أمس في مجلس الشورى الإسلامي وتطرّق سماحته إلى أسئلة النواب التي وُجّهت إلى رئيس الجمهورية قائلاً: لقد كانت جلسة البارحة في مجلس الشورى مظهراً لقوّة وثبات الجمهورية الإسلامية في إيران وأسأل الله عزّوجل أن يثيب رئيس الجمهورية والسلطة التشريعية حيث أنهما قاما معاً بإبراز مشهد القوّة هذا.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: يوجّه نواب مجلس الشورى الأسئلة لرئيس جمهورية حاز على ٢٣ مليون صوتاً وفي المقابل يردّ رئيس الجمهورية على الأسئلة بهدوء ومتانة وهذا ما تعنيه السيادة الشعبية الدينية.
وشدّد الإمام الخامنئي على أنّ العدو كان ينشد تحقيق أهداف أخرى من جلسة البارحة قائلاً: جلسة البارحة المميّزة جدّاً تُقوّي رئيس الجمهورية ومجلس الشورى معاً وتُمهّد للمزيد من التعاون وتقريب وجهات النظر.
وختم قائد الثورة الإسلامية قائلاً: لقد شحذت مجموعة نشيطة الهمم ويجب أن يوكل إليهم حلّ المشاكل الاقتصادية في ظلّ أجواء تسودها الحيويّة والنشاط.