للأسف فإنّ قضيّة الإمامة والتقدّم فيما يخصّ الإمام ليست مطروحة أبداً اليوم ضمن معارف ثقافتنا الشيعيّة. بمجرّد أن تقول بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قام بالعمل الفلاني في الظّرف الفلاني، وأمير المؤمنين (عليه السلام) كان و.... يبادرك بالقول: هؤلاء كانوا أئمّة. حسناً، عليكَ أن تتبعهم لأنّهم كانوا أئمّة.
ماذا يعني قولك بأن كونه إماماً فأنا عاجزٌ عن التأسّي بنهجه وأعماله؟ هذا خطأ كبير جدّاً، فعندما نعترف بإمامة الإمام، علينا أيضاً أن ندرك نهج الإمام ومسار حياته ونفهمه لكي نستطيع التأسّي بهذا المسار والعمل بناء عليه.
ورد عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قوله: "ألا وإنّ لكلّ مأمومٍ إماماً يقتدي بِه"؛ فهو يتّبع ذاك الإمام ويجب أن يسير خلفه؛ وإلّا فلن يكون إماماً له ولن يكون هو مأموماً. إذاً فإن قضيّة الاقتضاء والتأسّي بمسار وحياة الإمام تُشكّل مقتضى لفظ الإمام والمأموم.
~من خطبة الإمام الخامنئي في محرم الحرام عام ١٣٩٣ ه.ق في موكب أنصار الحسين في طهران