بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين الهداة المهديين المعصومين. 
والسلام على الشهداء الأبرار المكّرمين. سلام الله تعالى وعباده الصالحين وملائكته على أرواح الشهداء الطيبة، كل شهداء التاريخ، شهداء الإسلام، شهداء الثورة الإسلامية وشهداء الدفاع عن الثورة وعن الإسلام وعن حريم أهل البيت وعن أمن البلاد، إلى يومنا هذا. 
مرحباً بكم كثيراً عوائل الشهداء المحترمة، الآباء والأمهات والزوجات والأبناء. عباد الله الصالحون يعرفون قدر عوائل الشهداء وآبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وأخوتهم وأخواتهم والمفجوعين بهم. والسبب هو أنَّ الله تعالى صلَّى وسلَّم عليكم «أُولٰئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِم وَرَحمَةٌ» (1). أن يُصلي الله ويُسلِّم على أحد فهذه مرتبة سامقة ومهمة جداً له؛ وذلك لأنكم صبرتم، ولأنكم أبدلتم مُصاب فقدان ابنكم الذي يُعدُّ مأتماً لغالبية الناس في العالم، أبدلتموه إلى عيد وتبريكات. لقد تسلّيتم [واسيتم أنفسكم] لأن الله تعالى أخذ ابنكم الشاب إلى جواره «أَحيَاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ» (2). صبر عوائل الشهداء له مثل هذه القيمة. 
إنَّ رسالة الشهداء رسالة بِشارة حقاً. ويجب علينا نحن أن نصلح آذاننا لنسمع هذه الرسالة. البعض لا يستمعون لرسالة الشهداء، لكنَّ القرآن الكريم يقول «وَيَستَبشِرُونَ بِالَّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مِّن خَلفِهِم أَلَّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ» (3). رسالة الشهداء رسالة نفي الخوف والحزن. وطبعاً المصداق الأتم [لنفي] الخوف والحزن هذا يتعلق بهم [هم أنفسهم]؛ في تلك النشأة الزاخرة بالخوف والحزن حيث ينشغل جميع الناس بأنفسهم [عن باقي الخلق]، أما الذين استشهدوا في سبيل الله، وهم أبناؤكم هؤلاء؛ سواء الذين استشهدوا في ملحمة الدفاع المقدس أو الذين استشهدوا في الدفاع عن الحدود، أو الذين استشهدوا في الدفاع عن الأمن، أو الذين استشهدوا في الدفاع عن المراقد المقدسة وعن حريم أهل البيت، رسالتهم رسالة بشارة لأنفسهم وكذلك لمخاطبيهم ومستمعيهم. ولهذا قال الإمام الخميني الجليل: «الشعب الذي يعرف الشهادة لا يعرف الأسر». عندما تنظرون للتضحية في سبيل الله باعتبارها فوزاً عظيماً وتسيرون باتجاه الخطر لا تلوون على شيء [لا تأبهون لشيء] من أجل الشهادة، فلن توجد أية قوة في العالم تستطيع الصمود بوجهكم. الغلبة والقدرة من نصيب الشعب والأمة التي تؤمن أنها إذا تعرَّضت في هذا الطريق إلى خطر وضرر واستشهاد ومفارقة للدنيا فإنها سوف تفوز، مثل هذه الأمة لا تخسر. الشعب الذي يحمل هذه الروحية وهذه العقيدة لن يُهزم ولن يكتب له الانكسار وسوف يتقدم إلى الأمام، كما تقدَّم الشعب الإيراني لحدِّ الآن في طريقه المحفوف بالكثير من المخاطر والمشاق. أتراه مزاحاً هذا؟ أن يجتمع كل أقوياء العالم الفاسدون الخبثاء ويتعاضدوا ويقفوا بوجه الشعب الإيراني ولا يستطيعوا فعل أيِّ حماقة طوال أربعين سنة، وتتبدَّل هذه الغرسة اليافعة إلى شجرة متينة طيبة لا تهتز، من الذي فعل هذا؟ الإيمان بالشهادة هو الذي حدد للبلاد هذا المصير المجيد الشامخ؛ أي شبابكم هؤلاء. 

عندما تنظرون للتضحية في سبيل الله باعتبارها فوزاً عظيماً وتسيرون باتجاه الخطر، فلن توجد أيَّة قوة في العالم تستطيع الصمود بوجهكم.

يبكي ويتمنى أن يُستشهد في سبيل الله. يتوسل إلى أبيه وأمه ويقول لهما لقد ذهبت ولم استشهد في العمليات لأنكما لم تكونا راضيين، فيتوسل إليهما بأن يرضيا لكي ينال هو الشهادة. يقول لزوجته ـ وقد قرأت هذا في سيرة أحد الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة ـ يقول لزوجته إنك غير راضية بأن استشهد وإنك لا تسمحين لي بالشهادة، فيتوسل إلى زوجته أن ترضى لكي ينال هو الشهادة. العالم المادي لا يفهم معنى هذا الكلام ولا يُدركه، لكنه موجود وهذه الروح وهذه العقيدة هي التي تثبِّت شبابنا المؤمنين الثوريين [وتجعلهم] كالجبل الأشم في مقابل الأحداث. نعم، قلنا مراراً إنَّ البعض من العناصر الثورية عادت عن الطريق فالثورة كان فيها حالات تساقط وحليت الدنيا في أعين البعض، وكذا كان الحال في صدر الإسلام، في صدر الإسلام أيضاً كان البعض ثوريين في بداية المطاف ثم صاروا من أهل الدنيا وطلابها في أواسط الطريق وأواخر عمرهم. نعم، هذا واقع قائم، ولكن ثمة إلى جانب حالات التساقط هذه كان لنا عدة أضعافها من حالات النماء؛ النماء الثوري. وهذه هي معجزة الثورة [الإسلامية] بعد أربعين عاماً؛ أن تروا الشباب المؤمنين المسلمين ذوي المعنويات العالية ممن لم يشهدوا الإمام الخميني ولا الثورة ولا فترة الدفاع المقدس ولم يشهدوا تلك الملاحم عن قرب، لكنهم اليوم بروحهم الثورية مثل أولئك الشباب في بداية الثورة، وعلى غرار الشهيد هِمَّت والشهيد خرَّازي والعظماء من هذا القبيل،[ترونهم] يسيرون إلى وسط الساحة بكل رغبة وبشعور بالمسؤولية ويقفون بوجه العدو بمنتهى الشجاعة. وهذا هو معنى قولي حين أقول إنَّ شباب اليوم الشباب المؤمن اليوم إن لم يكونوا متقدمين على شباب أوائل الثورة من حيث الدوافع والمحفزات فإنهم غير متأخرين عنهم. هذا هو نماء الثورة، وهذه هي معجزة الثورة، وهذه هي معجزة نظام الجمهورية الإسلامية أن يستطيع [هذا النظام] إعادة إنتاج تلك الروحيات المثابرة القوية الفولاذية على شكل شهدائكم هؤلاء اليوم. هؤلاء مبعث فخر، وهم أعمدة هذه الثورة وأركان هذا البلد. شبابكم هم الذين حفظوا هذا البلد، شبابكم، هذه الدماء الطاهرة المراقة على الأرض هي التي منعت مستكبري العالم وأمريكا المجرمة من أن يسيطروا على هذا البلد كما كانوا في عهد الطاغوت [النظام الملكي]. هؤلاء هم الذين حالوا دون ذلك، شبابكم هم الذين منعوا ذلك. لو لم تكن هذه الشهادة والشجاعة وهذا الصبر الذي أبداه الآباء والأمهات والزوجات لما كان معلوماً كيف سيكون وضع البلاد، ولما كان معلوماً هل سيستطيع هذا البلد الصمود بوجه هذه الجبهة المستكبرة. لقد ثبتنا وصمدنا لأن البلد كان فيه شباب مثل شبابكم، والشعب يعرف قدر هؤلاء. 
لاحظوا ما الذي يفعله الناس في تشييع الجثامين الطاهرة لهؤلاء الشهداء الذين استشهدوا في هذه الأيام، شهداء الحدود والشهداء المدافعين عن المراقد ومختلف الشهداء المضحين من أجل الأمن وما شاكل. بالأمس في كهكيلويه وبوير أحمد (4) رأيتم كيف شيَّعت الحشود الهائلة الجثمان الطاهر لجندي شهيد. هكذا هي القضية فهؤلاء الناس يعرفون قدرهم [قدر الشهداء]. وهناك بضعة أشخاص منحرفي الفهم معوجي الأفكار منشدِّين للعالم المادي الغربي يتكلمون ويطلقون تحليلات هشة لا معنى لها، فليفعلوا [ما يحلوا لهم]، لكن واقع الأمر غير ما يقولونه. الجمهورية الإسلامية قوية بمعنوياتها وفكرها وأناسها المضحين وبإيمانها وبالآباء والأمهات المؤمنين وبالزوجات المؤمنات وبالشباب المؤمنين. الشاب الذي يغضُّ الطرف عن عائلته وعن زوجته الحبيبة وعن طفله الحلو الكلام ويذهب فيكافح في سبيل الله ويخاطر بروحه، هؤلاء هم الذين يحفظون البلاد، وقوة الثورة [تنبع من] مثل هؤلاء الأشخاص ومثل هذا الإيمان، لكن العدو لا يفهم [هذه الحقيقة]. 

الجمهورية الإسلامية قوية بمعنوياتها وفكرها وأناسها المضحين وبإيمانها وبالآباء والأمهات المؤمنين وبالزوجات المؤمنات وبالشباب المؤمنين.

وأقولها لكم: إنَّ أعداء إيران الإسلامية المعروفين غارقون في الوحل؛ وحل الفساد الأخلاقي ووحل الفساد السياسي، إنهم غارقون. لاحظوا رجال الحكومة الأمريكية اليوم، لاحظوا عبادتهم للمال، وهضمهم للحقوق، وعدم اكتراثهم لأرواح البشر وممتلكات الشعوب. ومن النماذج على ذلك ما يحصل في اليمن. السعوديون هم الذين يرتكبون الجرائم في اليمن لكن شريك هذه الجرائم هم الأمريكيون، وهم بدورهم يعترفون بذلك. يقصفون المستشفيات والأسواق والمجالس وأماكن تواجد الناس. ليست القضية قضية معارك عسكرية، إنما هم معارضون للشعوب. هؤلاء مجرومون وغارقون في الوحل، هذا هو الوجه الأمريكي [الحقيقي]. إذا أراد الشعب الإيراني أن يعرف أمريكا والاستكبار الذي تمثل أمريكا مظهره بشكل صحيح فعليه أن يلاحظ ما يجري اليوم وما يفعله الرئيس الأمريكي الحالي (5) والساسة الأمريكيون الحاليون. كلهم على هذا النحو. والأمر لا يختصُّ بهؤلاء فقط. هؤلاء أفصحوا عن ذلك الوجه القبيح الكريه وإلا فكلهم هكذا. وإيران الإسلامية تقف بوجه هؤلاء. تقف إيران الإسلامية بوجه هضم [انتهاك] الحقوق وانعدام العدالة وتقف بوجه الفساد الأخلاقي والفساد السياسي. إيران الإسلامية باستقلالها وثباتها تعمل طبعاً على أن يعاديها ناهبوا العالم. هؤلاء يريدون السيطرة والهيمنة ويتمنون أن تكون إيران [اليوم] كإيران ما قبل الثورة عندما كانوا مسلطين على كل أمورها ومقدراتها، كباقي البلدان الضعيفة الموجودة اليوم. ترون أنهم يمدون يد الصداقة لبلد لكنهم يمتصون أمواله ويأخذونها ثم يقولون إنهم بقرتنا الحلوب. إنهم يريدون أن تغدو إيران العزيزة إيران الكبيرة إيران المجيدة والشعب الإيراني الشجاع مثل تلك البلدان خاضعة لقبضتهم وتحت يدهم. ولم يصلوا لهذا الهدف ولن يصلوا له يقيناً.

سمَّى إمامنا الخميني الجليل أمريكا «الشيطان الأكبر»، فما معنى الشيطان؟ الشيطان هو ذلك الموجود والعنصر الذي يجب على كل الأفراد المتدينين والموحدين في العالم الوقوف بوجهه. الإمام الخميني بهذه التسمية عبّأ في الواقع جميع الموحدين في العالم وكل المتدينين في العالم وكافة الشعوب المنصفة على وجه البسيطة بوجه أمريكا. وقد كُتب التوفيق لهذا الهدف إلى حدٍّ كبير، وسوف يُكتب له النجاح والتوفيق بشكل أكبر [في المستقبل]. والعدو يسعى ويحاول لعله يستطيع صرف [حرف] الشعب الإيراني. طبعاً لقد انكشفت مخططات أمريكا بالنسبة للشعب الإيراني، وليس لديهم مخطط يستطيعون تنفيذه وتوجيه ضربة [من خلاله]، لقد فعلوا كل ما استطاعوا فعله ولقد انكشفت مخططاتهم المستقبلية. هدف أمريكا ومخططها من هذه الأعمال الأخيرة ـ هذه الأعمال التي قاموا بها في العام أو العامين الماضيين، والجزء الكبير منها هو الحظر الاقتصادي الشامل ـ والأعمال التي يقومون بها، والمؤامرات التي يحيكونها حيث يعينون مأمورين خاصين لمواجهة إيران، ويساعدون مختلف أعداء إيران من منافقين وأمثالهم، هو علّهم يستطيعون بمساعدة الحظر وبمساعدة الممارسات المزعزعة للأمن وما إلى ذلك خلق [حالة] استقطاب وخلاف وحرب داخلية ومشكلات في الجمهورية الإسلامية العزيزة. هذا هو هدفهم وقد بذلوا كلَّ مساعيهم في هذا السبيل. 
لقد أعلنوا في مستهل هذا العام أي عام 97[هجري شمسي] ـ أو قبل ذلك بقليل أي في بداية السنة الميلادية الجارية ـ أنَّ إيران سيكون لها صيف حار. وكان قصدهم أننا سنتوجه في الصيف إلى إيران وسوف تُنفذ مخططاتنا في إيران، و[هذه المخططات] هي الخلافات والمعارك وجرّ الناس إلى الشوارع وأخذ هذا وذاك إلى الساحة وإشعال حربٍ بين هذه الجماعة وتلك الجماعة وبين تلك الجماعة وجماعة [أخرى]، وإطلاق شجارات ومعارك. هذا هو هدفهم. وعلى الرغم من أنوفهم كان صيف هذه السنة واحداً من أفضل فصول الصيف [التي شهدتها الجمهورية الإسلامية]. ثم قالوا إن الجمهورية الإسلامية لن ترى عامها الأربعين؛ بمعنى أنهم سوف يطبقون المؤامرات نفسها في الخريف و الشتاء من هذا العام. والشعب الإيراني واقف بكل قوة، وبتوفيق من الله سيُحيي [الشعب الإيراني] في الثاني والعشرين من بهمن [الحادي عشر من شهر شباط] الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية بعظمة وهيبة أكبر من السنين الماضية. 

أمريكا تريد من خلال ممارساتها كالحظر الاقتصادي الشامل ودعم أعداء إيران المختلفين إيجاد حرب داخلية واختلاق مشاكل وخلاف داخل الجمهورية الإسلامية.

الشعب يقظ. والمسؤولون يعملون ومشغولون ويبذلون جهودهم، وبالطبع يجب أن يبذلوا جهودهم أكثر. وأنا أقول لشعبنا العزيز حافظوا على هذه اليقظة. حين يقولون إننا سنفعل كذا وكذا في سنة 97 ويكشفون عن مخططات ضدَّ الجمهورية الإسلامية ـ أي إن مخططاتهم انكشفت وتسربت في الواقع ـ فقد تكون هذه خدعة، ومن الممكن أن يثيروا الضجيج في سنة 97 لكنهم يرسمون الخطة لسنة 98، من باب المثال. ينبغي علينا جميعاً أن نكون يقظين متنبهين، وهذا ما أقوله للشعب كله. أمريكا عدو خبيث ومحتال وهم متحالفون مع الصهاينة والرجعيين في المنطقة، وهؤلاء كلهم أعداء إيران الإسلامية وأعداء الشعب الإيراني، وعلينا أن نكون يقظين. طبعاً نحن أقوى منهم ولم يستطيعوا رغم هذه الحوافز القوية ضدَّ الجمهورية الإسلامية ارتكاب أية حماقة لحدِّ الآن ولن يستطيعوا بعد الآن أيضاً. هذا مما لا شكَّ فيه. العدو ضعيف «إنَّ كيدَ الشَّيط‌ـانِ كانَ ضَعيفاً» (6)، هذه آية قرآنية لكننا يجب أن لا نغفل وينبغي أن لا يأخذنا النوم. 
توصيتي لكل شبابنا ولكل مؤسساتنا ومجموعاتنا المختلفة ولكل الجمعيات والتيارات السياسية في البلاد هي أن يحذروا ولا ينفعوا الأعداء ويحذروا من أن يُعدِّوا الساحة للأعداء ويكونوا يقظين واعين. إذا غفلنا وأخذنا النوم فإنَّ نفس ذلك العدو الضعيف سوف ينفث سمومه. يجب أن نكون كلنا يقظين واعين، كما أن الشعب الإيراني اليوم يقظ والحمد لله وقد كان يقظاً طوال هذه السنين، فيجب أن نحافظ على هذه اليقظة. هذه هي توصيتي للشباب، على الجميع، أينما كانوا، أن يعملوا للبلاد ولتقوية البلاد ولتعزيز اقتصاد البلاد ومن أجل الإنتاج الداخلي ـ وقد أعلنا الإنتاج الداخلي شعاراً في هذه السنة ـ ليبذل كلُّ شخص مساعيه في أي موقع كان، المُنتِج بشكل، والمستهلك بشكل، وصاحب القرار بشكل، والمشرِّع بشكل، والمنفذ بشكل، والحكومة بشكل، ومجلس الشورى بشكل، والسلطة القضائية بشكل، ليقوم كل واحد بواجباته بيقظة ووعي تام. هذه هي توصيتنا للشعب. 
ونوصي مسؤولي البلاد أن يضاعفوا من جهودهم ومساعيهم، ويحذروا من الانخداع بألاعيب العدو الكلامية وريائه. ليحذروا من العدو الخبيث الذي طردوه من الباب أن يدخل من النافذة. يستخدم العدو أنواع وصنوف الأساليب والحيل ليستطيع أن يلسع وينفث سمومه، وعلى المسؤولين أن يكونوا حذرين. ما أشعر أنه يجب أن يتم وينجز لمعالجة مشكلات الناس على الصعيد الاقتصادي هو تقوية الإنتاج الداخلي، وهذا ما أوصيت به المسؤولين الداخليين. ينبغي الاهتمام بالإنتاج الداخلي، وسوف تقل مشكلات الناس الاقتصادية إن شاء الله إذا تمَّ التحرك بهذا الاتجاه بشكل جدي وجيد. 

أمريكا عدو خبيث ومحتال وهم متحالفون مع الصهاينة والرجعيين في المنطقة، وهؤلاء كلهم أعداء إيران الإسلامية وأعداء الشعب الإيراني، وعلينا أن نكون يقظين.

 

الذين عقدوا أواصر صداقة مع العدو في العالم الإسلامي، ما يقوم به آل سعود وهذه الجريمة التي يرتكبونها في اليمن لاحتلال اليمن وما يرتكبونه في حقِّ الشعب اليمني المظلوم، سوف ينتهي بضررهم، فليفهموا هذا الشيء، هذا ما سينتهي بضررهم. منذ حوالي أربعة أعوام، قرابة أربعة أعوام وهم يرتكبون الجرائم في اليمن. وكانوا يتصورون أنهم سيستطيعون خلال عدة أيام أو عدة أسابيع كحدٍّ أقصى أن يسيطروا على اليمن ويمسكوا بزمام الأمور هناك، لكنهم لم يستطيعوا على مدى أربعة أعوام. وكلما تقدَّم بهم الزمن سيكون سقوطهم أشد والضربة التي سيتلقونها أكثر تأثيراً. كيف يمكن لحكومةٍ تحكم شعباً مسلماً وبلداً إسلامياً أن تتحول إلى آلة بيد أعداء الإسلام، إلى آلة بيد أمريكا وبقرة حلوباً لها؟ لماذا؟ خادم الحرمين الشريفين يجب أن يكون «أشِدّاءُ على الكفّار» (7) لا أن يكون «أشدّاء على المؤمنين». هؤلاء «أشدّاء على المؤمنين»، «أشداء على اليمن»، «أشداء على البحرين». يُعرِّضون الشعوب المؤمنة للضغوط. هذه سياسة بلهاء جداً تثير الغضب الإلهي. 
ليراقب الشعب الإيراني كل هذه الأوضاع بعين مفتوحة وببصيرة، ويرسِّخ موقفه، وليعلم أنه في [وسط] هذا البحر العاصف في هذه المنطقة والعالم ـ وقد وصلت العاصفة اليوم إلى أوروبا أيضاً ولكم أن تشاهدوا فرنسا، والبلدان الأوروبية هي الأخرى أسيرة العاصفة والطوفان ـ في هذا الطوفان الذي عمَّ العالم والمنطقة على وجه الخصوص، يتموضع الشعب الإيراني ببركة الإسلام في سفينة محبة أهل البيت والإسلام الآمنة. حافظوا على هذه البصيرة وحافظوا على هذا النهج وواصلوا هذا المسار باقتدار إن شاء الله، فالنصر حليف الشعب الإيراني. 
رحمة الله وصلواته وسلامه على الشهداء وعوائل الشهداء! وأكرر مرة أخرى إخلاصي ومحبتي لآباء الشهداء وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وأخوتهم وأخواتهم. 
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

الهوامش:
1-    سورة البقرة، شطر من الآية 157.
2-    سورة آل عمران، شطر من الآية 169.
3-    سورة آل عمران، شطر من الآية 170.
4-    إحدى محافظات الجمهورية الإسلامية في إيران.
5-    دونالد ترامب. 
6-    سورة النساء، شطر من الآية 76.
7-    سورة الفتح، شطر من الآية 29.