وفي كلمته علّق قائد الثورة الإسلامية على تصريحات البعض بأنّ هذا العام هو عام التهديدات قائلاً: إنّني أرفض بالمطلق هذه التصريحات، بل أعتقد أنّ عام ١٣٩٨ هجري شمسي سيكون بفضل الله عام الفرص، وعام الإمكانات وعام الانفراجات.
وتابع سماحته في هذا الصّدد قائلاً: طبعاً هناك من يصدرون آراء أخرى ويهدّدون على الدوام هذا وذاك، هم علموا بذلك أم لم يعلموا يرزحون تحت تأثير تهويلات أعداء هذا الشعب. فأعداء هذا الشعب إضافة بما يمارسونه من أفعال، يشنّون حرباً نفسيّة ويفرضون التهويلات. وينبغي معرفة هذه التهويلات كما هي. ولقد كانت لديهم مثل هذه التهويلات في العام المنصرم أي عام ١٣٩٧ وكانوا يحاولون تخويف البعض.
وأشار الإمام الخامنئي إلى التصريحات التي أدلى بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حول قضية الانسحاب من الاتفاق النووي قائلاً: لقد كان أحد أولئك الحمقى من الدرجة الأولى يُصرّح في أوائل أو أواسط عام ١٣٩٧ قائلاً أنّه في حال انسحبنا من الاتفاق النووي فسوف تعمّ الاضطرابات شوارع إيران ولن يستطيع النّاس شراء الخبز حتّى.
وأضاف قائد الثورة الإسلاميّة قائلاً: كما صرّح أيضاً أحد السادة الحمقى من الدرجة الأولى أنّ السادة الأمريكيّون سيحتفلون في العام ٢٠١٩ بأعياد الميلاد في طهران. ألهذا الحدّ يبتعد تحليل هؤلاء تجاه قضايا المنطقة والبلد عن الواقع بحيث يتفوّهون بهذه التصريحات بشكل جدّي ويطلقون هذه الكلمات بحماقة؟ أم لا، هم يسعون لفرض حربٍ نفسيّة ويمارسون الخبث وينشرون هذه التصاريح في أنحاء العالم. الأمر ليس واضحاً بالنسبة إليّ. قد يجتمع الأمران، الخبث والحماقة أيضاً.
وتطرّق الإمام الخامنئي إلى الحديث حول الحرب الاقتصادية التي يشنّها الأعداء قائلاً: العدوّ اليوم يشنّ علينا حرباً اقتصاديّة؛ طبعاً لقد أدرك الجميع اليوم أنّ العدوّ يفرض حرباً علينا، وقد أدرك المسؤولون ذلك أيضاً. الحرب لا تقتصر على المدافع والأسلحة؛ الحرب الأمنيّة والاستخباريّة هي حربٌ أيضاً وقد تكون في بعض الأحيان أخطر من من الحرب العسكريّة. تتجلّى هذه الحرب وتظهر [اليوم] في الشأن الاقتصادي. طبعاً يجب أن نلحق الهزيمة بالعدو في هذه الحرب وسنفرض عليه الهزيمة بفضل الله وعونه.
وتابع قائد الثورة الإسلامية حديثه في هذا الشأن قائلاً: لكنّ هذا ليس كافياً؛ فخلاصة قولي وما أطالب به جموع مختلف الناشطين في البلد - إن كان في قسم المسؤولين الحكوميّين أو في الأقسام الجامعيّة والشعبيّة والعامّة- هو شيءٌ آخر؛ ينبغي علينا إيجاد قوّة ردعٍ إضافة لإلحاقنا الهزيمة بالعدوّ. فقد تلحقون الهزيمة في بعض الأحيان بالعدوّ لكنّ العدوّ يبقى يتربّص فرصة لكي يوجّه ضربةً أخرى؛ لا فائدة من ذلك. ينبغي أن نبلغ بأنفسنا نقطة نتمتّع فيها بقوّة الرّدع؛ أن يدرك العدوّ أنّه عاجزٌ عن توجيه الضربات للبلاد من خلال الفجوات الاقتصاديّة. وامتلاك قوّة الرّدع متاح [لنا]؛ كما هو الحال في الشؤون العسكريّة، وظروفنا الحاليّة على هذا النّحو. يوماً ما كانت طائرات العدوّ تقصف مدننا ولم نكن نملك وسيلة دفاعيّة؛ ثمّ بعد أن امتلكنا الإمكانيّات، يعلم أعداؤنا في المنطقة اليوم أنّ الجمهوريّة الإسلامية قادرة بواسطة صواريخها ذات التقنيّة النقطويّة مواجهة وتدمير أيّ عدوّ في هذه المنطقة.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى المجزرة التي ارتكبت بحق المسلمين في نيوزلندا قائلاً: لا يصف رجال السياسة ووسائل الإعلام الأوروبية مجزرة نيوزلندا بالإرهابيّة. رفضوا إطلاق اسم إرهابيّة عليها، وقالوا عمليّة مسلّحة! أيما حركة تستهدف شخصاً مرضيّّاً عليه لدى الغربيين يصفونها بالإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان وما إلى ذلك، ولكنهم لا يعتبرون العملية هذه إرهابية رغم وضوحها. هذه هي حقيقتهم.
وتحدّث قائد الثورة الإسلاميّة حول الحكومة السعوديّة قائلاً: لا أعرف بلداً في هذه المنطقة وفي كلّ أرجاء العالم أسوء من الحكومة السعوديّة. في مستبدّة، ودكتاتوريّة، وفاسدة، وظالمة، وخانعة وتابعة أيضاً. يوفّرون لهذه الحكومة إمكانيّات نووية. وقد أعلنوا أنّهم سيبنون لها مفاعلات نووية. وأعلنوا أنّهم سيبنون لها منشآت صاروخيّة. ولا مشكلة لديهم في ذلك لأنها دولة تابعة وخانعة لهم! طبعاً إذا ما بنوها لهم فهذا ما سوف لن يزعجني ويحزنني لأنّني أعلم أنّ هذه كلّها ستقع في المستقبل القريب بيد مجاهدي الإسلام إن شاء الله.
وحول الاتفاق النووي وأسلوب تعاطي الأوروبيين في هذا الشأن قال الإمام الخامنئي: ماذا كان واجب الأوروبيين حيال قضية الاتفاق النووي؟ لقد عُقدت اتفاقية بين سبعة أطراف - ست دول وإيران - فخرجت أحد أطرافها وهي أمريكا من الاتفاقية. ولكن ماذا كان واجب الأطراف الأخرى؟ كان واجب الأوروبيين أن يقفوا أمام أمريكا ويقولوا لها: نحن نلتزم بتعهّداتنا، وتعهّدهم كان إلغاء قرارات الحظر بالكامل، وأن يقفوا بقوة وصلابة. ولكن لا أنهم لم يقفوا أمام أمريكا بحجج مختلفة وحسب، بل وخرجوا عملياً من الاتفاق النووي، وذلك من خلال فرض عقوبات جديدة ضدّ إيران.. هذا هو سلوك الأوروبيين. هل يمكن توقّع شيء من هؤلاء؟
وتابع قائد الثورة الإسلامية في هذا الصدد وعلّق سماحته على قضيّة القناة الماليّة التي أوجدها الأوروبيّون قائلاً: القناة المالية التي طرحها الغرب مؤخراً هي أشبه بالهزل المرّ. فإن الفارق ما بين الواجب الملقى على عاتقه وبين ما يطرحه كالفارق ما بين السماء والأرض. وفي آخر قضية دولية لنا عمد الأوروبيون كما في الماضي إلى خيانتنا وطعننا من الخلف. فلا يمكن أن نترقّب منهم خيراً أبداً.