- جناب الدكتور ظريف، وزير الخارجيّة المحترم؛ نبارك لكم حلول العام الجديد والذكرى السنويّة للبعثة النبويّة الشريفة. كما صرّح قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي في كلمته بمناسبة حلول العام الجديد في حرم الإمام الرضا (عليه السلام) بشأن الاتفاق النووي حول أنّ مهمّة الأوروبيّين كانت أنّهم كانوا يقفون بوجه أمريكا لكنّهم تذرّعوا بذرائع عديدة ولم يقفوا بوجهها، إضافة لذلك ورغم أنّهم كانوا يشدّدون علينا دائماً ولا زالوا يشدّدون علينا بأن "احذروا الخروج من الاتفاق النووي"، فقد خرجوا منه على أرض الواقع؛ أي أنّهم فرضوا أيضاً عقوبات جديدة على إيران. بناء على تصريحات قائد الثورة الإسلامية فإنّ الأوروبيّين قد خانونا في هذه القضيّة كما كان الأمر في السابق، ولا يُمكن توقّع شيء من هؤلاء والوثوق بهم. نرجو أن تعلمونا برأيكم حول سلوك الحكومات الأوروبيّة وخطّة الجهاز الدبلوماسي للجمهورية الإسلاميّة لمواجهته.

 

- بسم الله الرحمن الرحيم. أبارك أيضاً لكم حلول العام الجديد وذكرى البعثة النبويّة الشريفة. 

لقد كان الأوروبيّون منذ البداية ينظرون إلى الاتفاق النووي كمكسب لكن لعلّهم ليسوا على استعداد وهم حتماً لم تكن لديهم القدرة الكافية للتصدّي للعقوبات الأمريكيّة؛ لقد بذلوا جهوداً لكن كما قال قائد الثورة الإسلاميّة، لم تكن هذه المساعي كافية وأيضاً في بعض الأحيان يمكن القول أن هذه المساعي تثبت عدم استعداد الأوروبيّين لدفع أثمان في مجال يدّعون أنّه يمثّل بالنسبة إليهم أهميّة استراتيجيّة. لذلك فقد طرح الإمام الخامنئي هذه الحقيقة منذ أن انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي.

ونحن أيضاً مع الالتفات إلى أنّه كان من الضروري أن نجبر الأوروبيين على الالتزام بتعهّداتهم، واصلنا العمل مع أوروبا في البعد الدبلوماسي، وسنواصل ذلك كما في السابق؛ لكنّنا لم نعقد الأمل بتاتاً على أوروبا. ولذلك خلال الأعوام الماضية وأيضاً في بدايات الاتفاق النووي، كانت أكثر زياراتنا - زيارات رئيس الجمهورية وزياراتي-  للبلدان الجارة، وكانت لبلدان حليفة لنا منذ القدم مثل روسيا، والصين، وتركيا والعراق وإنّ تركيزنا لمستقبل العلاقات الخارجيّة كان في هذا الاتجاه. ومنذ بدء أعمال الحكومة الحادية عشرة وخاصّة بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، انصبّ تركيزنا على البلدان القريبة منّا، والتي كانت إلى جانبنا -ولا أودّ استخدام كلمة "صديقة"- أعني البلدان التي تعاونت معنا في الظروف الصّعبة.

وسوف نمارس الضغوط على الأوروبيّين أيضاً لكي نجبرهم على الالتزام بتعهداتهم. أي أنّ أوروبا ينبغي أن تعلم أنّها لا تستطيع التهرّب من التزاماتها ببضعة تصاريح أو مخططات غير منفّذة. لذلك فإنّ مسؤوليتنا كجهاز دبلوماسي هي أن نتابع سلوك وأعمال الأوروبيّين، وأن نوجّه إليهم الملاحظات، ونمارس الضغط عليهم بحيث أنّكم ملزمون بتنفيذ التزاماتكم؛ لكن ينبغي أن لا نعقد الأمل بتاتاً عليهم.

في الأساس ينبغي أن لا نعقد الأمل على الخارج. هذه الثورة الإسلامية وهذا البلد أديرت بالارتكاز على الأمل بالشعب - طبعاً بعد الأمل بالله عزّوجل والتوسّل بالأئمّة المعصومين - والاعتماد على الشعب. لو لم يكن الأمل بالشعب والاعتماد على الناس، لما انتهت الحرب المفروضة -التي وقف فيها العالم كله خلف نظام صدام العدواني- بالانتصار والاعتزاز؛ هذا كلّه كان بسبب أنّنا منذ انتصار الثورة الإسلامية عقدنا الأمل على الناس وامتنعنا عن عقد الأمل على الأجانب وقد كان سرّ نجاح الجمهوريّة الإسلامية حتّى اليوم هو هذا الأمر.