عقيدة المهدوية هذه تنطوي على عدة خصائص، وهذه الخصائص بالنسبة لأي شعب لها حكم الدم والروح في الجسد. إحداها هي الأمل. في بعض الأحيان تسوق الأيادي المتغطرسة والمتجبرة الشعوب الضعيفة إلى مكان يفقدون فيه أملهم. ومتى ما فقدوا الأمل لا يعاودون الإقدام على أي خطوة أخرى، ويقولون ما نفع ذلك؟ لقد انقضى الوقت المناسب ومع من نتصارع؟ وأي خطوة نقدم عليها؟ ولماذا نبذل الجهود؟ لم تعد لدينا القدرة! الاعتقاد بالمهدوية وبالوجود المقدس للمهدي الموعود (أرواحنا فداه) يحيي الأمل في القلوب. فإن الإنسان الذي يعتقد بهذا الأساس لا ييأس أبداً. لماذا؟ لأنه يعلم بوجود نهاية حتمية مشرقة، ولا تراجع في هذا الأمر. هو يسعى لأن يبلغ بنفسه تلك النقطة.
~الإمام الخامنئي ١٩٩٧/١٢/١٦

 

نحن اليوم لدينا حالة انتظار الفرج، أي إننا ننتظر مجيء يد قوية تنشر العدل وتقضي على غلبة الظلم والجور التي سحقت البشرية كلها تقريباً، وتغيّر أجواء الظلم والجور وتطلق نسائم العدل على الحياة الإنسانية حتى يشعر البشر بالعدالة. هذه حاجة دائمة للإنسان الحي الواعي. الإنسان الذي لا يدس رأسه في التراب ولا يقنع بمجرد الاهتمام بشؤونه وحياته الشخصية. الإنسان الذي ينظر للحياة البشرية نظرة عامة شاملة سيعيش حالة الانتظار بشكل طبيعي. هذا هو معنى الانتظار. الانتظار هو عدم الاقتناع وعدم القبول بالواقع الموجود في الحياة الإنسانية والسعي لبلوغ الوضع المنشود الذي سيتحقق بلا شك باليد القوية لولي الله سيدنا الحجة بن الحسن المهدي صاحب الزمان (صلوات الله عليه وعجّل الله فرجه وأرواحنا فداه). علينا إعداد أنفسنا لنكون جنوداً وأشخاصاً مستعدين للجهاد من أجل تحقيق تلك الظروف.
ليس معنى انتظار الفرج أن يقعد الإنسان ولا يفعل شيئاً ولا يهتم لأي عمل إصلاحي، ويغتبط فقط بأنه ينتظر الإمام المهدي (عليه الصلاة والسلام). هذا ليس انتظاراً. ما هو الانتظار؟ إنه انتظار اليد الإلهية الملكوتية القاهرة القوية كي تأتي وتزيل الظلم بمساعدة الناس أنفسهم وتُغلِّب الحق، وتسوِّد العدل في حياة الناس وترفع راية التوحيد، وتجعل البشر عباداً حقيقيين لله. ينبغي الاستعداد لهذه المهمة. تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية إحدى مقدمات هذه الحركة التاريخية العظيمة. أية خطوة باتجاه تكريس العدالة هي خطوة باتجاه ذلك الهدف السامي. هذا هو معنى الانتظار. الانتظار حركة وليس سكوناً أو إهمالاً أو قعوداً كي تجري الأمور لوحدها. الانتظار حركة. الانتظار استعداد. علينا الحفاظ على هذا الاستعداد والجاهزية داخل وجودنا وفي بيئتنا المحيطة بنا. وقد أنعم الله تعالى على شعبنا العزيز شعب إيران حيث استطاع قطع هذه الخطوة الكبرى وإعداد أجواء الانتظار. هذا هو معنى انتظار الفرج. الانتظار معناه شدّ الأحزمة والاستعداد والجاهزية الكاملة للهدف الذي سينهض الإمام المهدي (عليه الصلاة والسلام) من أجله. تلك الثورة التاريخية الكبرى ستندلع من أجل هذا الهدف. هدف إفشاء العدل والقسط، والحياة الإنسانية، والحياة الإلهية، والعبودية لله، هذا هو معنى انتظار الفرج.
~الإمام الخامنئي ٢٠٠٨/٨/١٧

 

يوم منتصف شهر شعبان هو يوم الأمل. هذا الأمل ليس منحصراً بجماعة الشيعة أو الأمّة الإسلامية أيضاً. أساس الأمل بمستقبل مشرق للبشريّة وظهور موعود، مخلّص، يد باسطة للعدل في أرجاء العالم متّفق عليه تقريباً بين جميع الأديان التي نعرفها في العالم. إضافة إلى دين الإسلام والمسيحيّة واليهوديّة فإنّ أديان الهند والبوذيّة والأديان الأخرى التي لا يوجد أثرٌ لاسمها في أذهان غالبية الناس حول العالم، بشّرت بمستقبلٍ كهذا. وهذا في حقيقة الأمر ضخٌّ للأمل في أنفس جميع الناس على مدى التاريخ وتلبية لحاجة الناس إلى هذا الأمل الذي رافقه تبيان هذه الحقيقة أيضاً.
~الإمام الخامنئي ٢٠٠٨/٨/١٧

 

البشريّة اليوم مبتلاة بالظلم والجور أكثر من كافّة فترات التاريخ، وأيضاً فإنّ التطوّر الذي شهدته البشريّة جعلت المعرفة أكثر تقدّماً. لقد اقتربنا من مرحلة ظهور صاحب العصر والزمان (أرواحنا فداه) الذي تهواه أفئدة البشر لأنّ مستوى المعرفة قد ارتفع. أذهان البشر اليوم مستعدّة لأن تدرك، وتعلم وتتيقّن بقدوم إنسان عظيم وإنقاذ البشرية من وطأة الظلم والجور، وهذا هو الأمر ذاته الذي عمل جميع الأنبياء لأجله ونفس ما وعد به رسول الإسلام الناس في الآية القرآنية {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}؛ يد القدرة الإلهية قادرة على تحقيق هذه الأمنية للبشريّة على يد إنسان متصل بعوالم الغيب، والعوالم المعنويّة والعالم التي يعجز عن إدراكها قصار النظر من أمثالنا. لذلك فإنّ القلوب والأشواق شاخصة باتجاه تلك النّقطة وتلتفت إليها أكثر فأكثر يوماً بعد يوم. الشعب الإيراني يملك هذه الميزة العظيمة أنّه جعل أجواء البلاد أجواء صاحب العصر والزمان (عج). جميع المسلمين ينتظرون المهدي الموعود ولا يقتصر الأمر على الشيعة في أرجاء العالم. يتميّز الشيعة في أنّهم يعرفون هذا الموعود الإلهي والحتمي بالنسبة لكافّة طوائف المسلمين بل كافّة الأديان الإلهيّة باسمه ورسمه وخصائصه وتاريخ ولادته.
~الإمام الخامنئي ١٩٩٩/١١/٢٤