وخلال اللقاء علّق قائد الثورة الإسلامية على خطوة أمريكا الأخيرة الرّامية إلى فرض عقوبات على مبيعات إيران النّفطيّة قائلاً: بداية فإنّ مساعي هؤلاء لن تبلغ مآربها، نحن قادرون على تصدير الكميّة التي نشاؤها ونحتاجها من النّفط. هم يتوهّمون بأنّهم قد سدّوا كافّة الطّرق لكنّ الشّعب النشيط والمسؤولين الواعين لو شمّروا عن ساعد الهمّة قادرون على فتح العديد من الطّرق المسدودة.
وتابع الإمام الخامنئي: ثانياً، فليعلموا أنّ هذا العداء لن يمرّ دون ردّ وسوف يتلقّون ردّاً عليه. الشّعب الإيراني ليس شعباً يلتزم الصّمت أمام عدائهم.
وواصل قائد الثورة الإسلاميّة تصريحاته في هذا المضمار قائلاً: ثالثاً، نحن نثني على تخفيض مستوى تعلّقنا بهذا النمط من المبيعات النفطية وهذا يخدم مصالحنا.
وأشار الإمام الخامنئي إلى أنّ العدوّ أقدم مرّات ومرّات على خطوات معادية للشعب والثورة العظيمة والجمهوريّة الإسلاميّة التي أطلقت صرخة العدالة في العالم ولفتت أنظار الشعوب، لكنّ خطواته باءت بالفشل، وتابع سماحته قائلاً: والآن قد لجؤوا إلى القضايا الاقتصادية المتنوّعة ويصرّحون بأنّنا نريد إركاع الشّعب الإيراني، فليعلموا أنّ الشعب الإيراني لن يركع أمامهم.
وأردف سماحته قائلاً: الاقتصاد المقاوم يجنّب المجتمع القلق حيال ما سيتّخذه الأوباش الأمريكيّون أو غيرهم من قرارات بشأن النفط على سبيل المثال أو الاقتصاد. اعتمادي يتمحور حول الاقتصاد المقاوم والبضائع الإيرانية والحركة العمالية لأجل هذا السبب. الشعب يحتاج لأن يستغني عن الأعداء. فأي شعب يضع العزّة الوطنية أيضاً إلى جانب سائر احتياجاته. لا تقبل الشعوب بأن تقع تحت وصاية أصحاب قرار - إن كانوا أعداء أو من غير الأصدقاء-، وأصحاب القرار الدوليين يقولون اليوم أنهم أعداء الجمهورية الإسلامية لكنهم أعداء الشعب لأن الجمهورية والإسلامية لم تكن لتكون لولا وجود الشعب.
ولفت قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ العدوّ لجأ إلى كافّة النقاط التي يمكن أن تحدث هرجاً ومرجاً في المجتمع وركّز عليها؛ ومن ضمن تلك النقاط التي ركّز عليها أكثر من غيرها قضيّة العمل والعمّال، ثمّ تابع سماحته قائلاً: لقد ألقم العمّال العدوّ حجراً وأحبطوه؛ هذا ما كان الأمر عليه طوال ٤٠ عاماً. لقد كانت شريحة العمّال من ضمن أوفى الشرائح للثورة الإسلاميّة. وعلى المسؤولين في البلاد وواضعي السياسات ومنفّذيها ملاحظة هذا الأمر وتقديره. الخطاب موجّه إلى كافّة مسؤولي البلد ولا يقتصر على وزارة العمل.
وفي معرض آخر من حديثه أشار الإمام الخامنئي إلى قدرات الشعب الإيراني والشباب المثابر والموهوب قائلاً: ينبغي أن نروّج لثقافة العمل والإنتاج وبذل الجهود وأن نقضي على روحية توقع الثروات السهلة المنال.
واستناداً إلى آية "ليس للإنسان إلا ما سعى" اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن الإنجاز الحقيقي للإنسان يتحقق نتيجة لبذله الجهود ثم تابع سماحته قائلاً: تقدم الفرد والمجتمع منوط بإرادته وهمته وجهوده والمجتمعات حول العالم التي تقدمت من الناحية المادية كانت هذه العوامل سبب تقدمها لأن الله وعد أنه سيساعد أيضاً من يعملون لأجل الدنيا.
وفي ختام كلمته شدّد الإمام الخامنئي قائلاً: كما قيل مؤخّراً، مساعي الأعداء تمثّل أنفاس عدائهم الأخيرة وسوف يتعب الأعداء أخيراً من عدائهم للشعب الإيراني لكنّ هذا الشعب لن يكلّ ويتعب من العمل وبذل الجهود والصمود والتقدم.