واعتبر الأمين العام لحزب الله أنّ حكم الكيان الصهيوني ومع الأخذ بعين الاعتبار نزعته العدوانيّة وسعيه لإشعال الحروب يشكّل خطراً كبيراً على سوريا، ولبنان، والعراق وأيضاً الجمهورية الإسلامية في إيران وتابع سماحته قائلاً:  إسرائيل هذه تملك ٢٠٠ رأس نووي، وتملك سلاحاً نوويّاً، ولديها أطماع كبيرة في المنطقة والهيمنة على المنطقة.

ووصف السيد نصرالله إسرائيل بأنّها ذراع أمريكا في المنطقة رافضاً تصنيف إسرائيل بأنّها كيان مستقل حيث أوضح سماحته قائلاً:  إسرائيل ليست دولة مستقلّة عن أمريكا بل هي ذراع أمريكا القويّة في المنطقة. وبالتالي من الذي كان يشنّ الحروب في المنطقة؟ من الذي يمارس العدوان؟ من الذي يتدخّل في دول الجوار؟ إسرائيل. إذاً وجود إسرائيل، وبقاء إسرائيل، وقوّة إسرائيل وتعاظم موقع إسرائيل من خلال الصلح أو غير الصلح هو تهديد للأمن القومي لكل دول المنطقة وصولاً إلى إيران وإلى باكستان وحتى إلى آسيا الوسطى وإلى تركيا وإلى كل هذه الأماكن.

ورأى الأمين العام لحزب الله أنّ توقّع قائد الثورة الإسلامية بشأن عمر الكيان الصهيوني يشكّل قضيّة جديّة بالكامل وتابع سماحته قائلاً: أنا عندما سمعت ال٢٥ سنة اعتبرت أن سماحة السيّد القائد أعطاهم وقتاً إضافيّاً، ولذلك لم أفاجأ. هذا من جهة، ومن جهة ثانية هذا الكلام جدّاً واقعي. لا شكّ في أنّ سماحة السيد القائد، خصوصاً نحن وعلى ضوء التجربة، نؤمن أنّه مؤيّد من الله ومسدّد من الله سبحانه وتعالى والكثير ممّا يقوله أحياناً ينبع من مكانٍ آخر، كما حصل معنا في حرب تموز. في هذه النقطة أنا أقول أنّ المعطيات والوقائع والدراسات الموضوعيّة تؤكّد هذا المعنى. لكن هذا طبعاً ليس بلا قيد وبلا شرط، بشرطها وشروطها. بشرط أنّ حركة المقاومة تواصل عملها في المنطقة، وبشرط عدم الاستسلام لإسرائيل، وبشرط صمود الجمهورية الإسلامية وصمود محور المقاومة. نعم، إذا صمدنا وواصلنا العمل، الظروف الموضوعيّة والواقعيّة تقول أنّ إسرائيل لا تستطيع البقاء إلى ٢٥ سنة في هذه المنطقة.

وأكّد سماحة السيد نصرالله أنّ نقاط ضعف إسرائيل عديدة وقاتلة في الوقت عينه ثمّ تابع سماحته قائلاً:  أنا أعتقد أنّه في ظلّ بعض التطوّرات الدوليّة والإقليميّة ومع وجود الإرادة الشعبيّة في منطقتنا الرافضة لبقاء هذا الكيان.. أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بقوّة أن الأجيال الحاضرة إن شاء الله ستدخل إلى فلسطين وستصلّي في القدس ولن يكون هناك وجود لإسرائيل.

وأشار الأمين العام لحزب الله في نهاية الجزء الثاني لهذه المقابلة التفصيليّة إلى استراتيجيّة الإمام الخميني الكبيرة التي اعتمدها سماحته فيما يخصّ وجود الكيان الصهيوني وأوضح سماحته قائلاً: الاستراتيجية الكبرى التي اعتمدها الإمام [الخميني] (رضوان الله تعالى عليه)، إذا كنا نريد أمن في المنطقة وأمان في المنطقة وسلام حقيقي في المنطقة وأيضاً سيادة حقيقيّة وحريّة حقيقيّة لدول المنطقة، فإنّ هذا لا ينسجم مع وجود دولة اسمها إسرائيل يريدون تثبيتها من خلال معاهدات الصّلح.