وخلال اللقاء أشار قائد الثورة الإسلامية إلى تحرّك الشعب الإيراني العظيم خلال الأسبوع الفائت وتابع سماحته قائلاً: إنّني أتقدّم من الشّعب الإيراني العظيم بآيات الإجلال والتعظيم. لقد أظهر الشعب الإيراني بتحرّكه هذا مرّة أخرى قوّته وعظمته بشكل حقيقي. وبهذا التحرّك قضى على مؤامرة وسيعة وبالغة الخطورة ومخطّط لها من قِبل الأعداء.
ووصف الإمام الخامنئي الأحداث الأخيرة بالمؤامرة العميقة، والواسعة وبالغة الخطورة وأردف سماحته قائلاً: لقد دفع الأعداء أثماناً باهظة من أجل التخطيط لهذه المؤامرة وكانوا يترصّدون فرصة لكي يقطعوا الطّرق ويمارسوا أفعالهم التخريبيّة والشريرة ويقتلوا النّاس، ثمّ توهّموا أنّ قضيّة البنزين تشكّل الفرصة المرجوّة بالنسبة إليهم ودفعوا بعصاباتهم إلى الساحات لكنّ الشعب الإيراني قضى على تحركات العدوّ بالاستعراض العظيم الذي قدّمه.
واعتبر سماحته أنّ حراك الشعب الإيراني في الساحات أهمّ وأعلى مستوى من ممارسات قوى الأمن، وحرس الثورة الإسلامية والتعبئة في المواجهة الصّلبة ثمّ أكّد قائلاً: لقد انطلق التحرّك العظيم للشعب الإيراني من زنجان وتبريز ووصل إلى بعض القرى أيضاً وشكّلت طهران النقطة الختاميّة له، ووجّه [هذا التحرّك] صفعة للاستكبار والصهيونيّة العالميّة وأجبرهم على التقهقر والانسحاب.
ثمّ أكّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ الأعداء الأساسيّين للشعب الإيراني تلقّفوا رسائل ومعاني هذا الحراك الشعبي العظيم وأردف سماحته قائلاً: لقد شهدنا في هذا الأسبوع ذروة عظمة وجلال الشعب الإيراني وإنّنا شاكرون لله عزّوجل وممتنّون لشعبنا العزيز.
وتابع الإمام الخامنئي كلمته معتبراً أنّ تأسيس تعبئة المستضعفين كان خطوة الإمام الخميني الإبداعيّة الفريدة وأردف سماحته قائلاً: قد تكون التعبئة اليوم أعظم تشكيل بشري ثقافي، واجتماعي وعسكري حول العالم وإنّ الإمام الخميني أسّسها من قلب أزقّة مدننا ومن بين الناس.
ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ تأسيس التعبئة شكّل مصداقاً واضحاً لتحويل التهديد إلى فرصة ثمّ تابع سماحته قائلاً: بعد حادثة السيطرة على السفارة الأمريكيّة عام ١٩٧٩ واستحقار أمريكا، بادروا إضافة إلى تهديداتهم اللسانيّة إلى تنفيذ تهديداتهم بشكل عملي وأرسلوا بوارجهم إلى الخليج الفارسي ولم تكن الجمهورية الإسلامية في ذلك الزمان تملك القدرات العسكريّة والدفاعية المناسبة، لكنّ الإمام الخميني (قده) أوعز بتأسيس التعبئة بعد مرور أقل من شهر على تلك الحادثة أي في ٢٦ تشرين الثاني عام ١٩٧٩ وحوّل بشكل عملي ذلك التهديد إلى فرصة.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى كون الخطوة التي اتّخذها الإمام الخميني (قده) استعراضاً عظيماً للقوّة أمام أمريكا وأردف سماحته قائلاً: لو أنّ سماحته وُهل حينها أمام تهديد أمريكا لما كان من المعروف أيّ مصير كانت ستؤول إليه البلاد. لذلك فإنّ الحقيقة والمنطق الأساسي للتعبئة هو إزالة التهديدات وتحويلها إلى فرصة.
ثمّ تطرّق قائد الثورة الإسلاميّة إلى التهديدات التي يواجهها النظام الإسلامي وأوضح سماحته قائلاً: النظام الإسلامي منبثقٌ من الأسس والقيم الإسلامية والإسلام أيضاً يرفع راية العدالة والحريّة بشكل صريح ومن جهة أخرى فإنّ نظام الهيمنة نقيض للحريّة والعدالة. وهذا ما يجعل النظام الإسلامية بشكل طبيعي معرّضاً لتهديدات نظام المهيمنين وجبهة الاستكبار.
وعدّد الإمام الخامنئي نماذج لتناقض نظام الهيمنة مع الحريّة والعدالة في أمريكا وأوروبا وسائر الدول، ثمّ أردف سماحته قائلاً: لطالما تصدّى نظام الهيمنة لاستقلال الشعوب ووجّه إليها الإهانات حيث أنّه لا يتأبّى في هذا المجال الإفصاح عن نواياه، كما أنّ الأمريكيّين يقولون بمنتهى الصراحة بأنّهم دخلوا إلى شرق الفرات من أجل الحصول على النّفط السوري أو أنّهم يدخلون إلى قواعدهم العسكريّة في العراق دون أخذ أيّ إذن ودون إقامة أيّ اعتبار لحكومة وعاصمة ذلك البلد.
وتابع قائد الثورة الإسلامية كلمته قائلاً: سوف يواجه نظام الهيمنة الفكر الإسلامي ضمن أيّ إطار برز. فكيف إذا برز الفكر الإسلامي ضمن إطار نظام وقوّة سياسيّة مستقرّة ذات شعب عظيم وقوى مسلّحة وقدرات علميّة، سوف تتضاعف التهديدات والعداوات في ظلّ ظروف كهذه.
كما أكّد الإمام الخامنئي قائلاً: مفردة "المقاومة" تكتسب معناها في ظلّ هذا المبنى والمنطق وهذه المفردة برزت في جبهة المقاومة خلال المرحلة المعاصرة وإنّ هذه الحركة الإسلامية العظيمة استطاعت بمنطق المقاومة أن تأخذ بتلابيب نظام الهيمنة بمنتهى القوّة.
واعتبر سماحته أنّ مفردة "المقاومة" في عبارة "قوى تعبئة المستضعفين المقاومة" نابعة من فكر كهذا وأردف قائلاً: المستضعفون خلافاً لما يُوصف به اليوم الأفراد قليلو الحيلة، هم أئمّة العالم البشري وخلفاء الله في الأرض بالقوّة، لذلك فإنّ المقاومة تحتاج إلى بنية معنويّة وهذه البنية المعنويّة تتجلّى في تحرّك الشباب إلى الأمام بشكل خاص وسوف تترك آثارها.
وفي ختام كلمته عدّد قائد الثورة الإسلامية صفات الشاب الذي يمكن له أن يكون رائداً لحركة البلاد نحو الحضارة الإسلامية الحديثة، وتابع سماحته قائلاً: شابّ كهذا يملك الدافع، والإيمان، والحكمة، ويعمل ويُبدع، ويتّكل على الله، ولديه ثقة بنفسه ويعرف قيمة قدراته.
وأكّد الإمام الخامنئي على أنّ التعبئة هي في الواقع تشكيل يتحلّى بهذه الصفات، ثم أضاف سماحته قائلاً: إنّ تشكيلاً عظيماً وواسعاً كالتعبئة في إيران، ولديه نماذج مشابهة له في بعض الدول يتعرّض لعداء نظام الهيمنة أكثر من سائر التشكيلات كما تتمّ مواجهة الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان.
واعتبر سماحته أنّ نظام الهيمنة عدوّ للشعب الإيراني كلّه ثمّ أوضح قائلاً: لكنّ لا تأثير لهذا العداء وانتصار الشعب الإيراني والتعبئة والحركات الثورية مضمون لأنّ الله عزّوجل يصرّح بالقول أنّ أيّ شعب يسير في اتجاه الأهداف الإلهيّة يتلقّى العون والنصرة من الله عزّوجل ولن تكون لأيّ حركة معارضة القدرة على إلحاق الهزيمة به.