خلال مؤتمر "الوحدة الإسلاميّة" رأيناكم وأنتم تسلّمون على الإمام الخامنئي، عمّا تحدّثتم مع سماحته؟
بسم الله الرّحمن الرّحيم. الحمدلله والسّلام والصّلاة على السّيد رسول الله (صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه). طبعا اللّقاء مع سماحة الإمام الخامنئي (حفظه الله سبحانه وتعالى) هو لقاء الرّوح ولقاء الإيمان ولقاء المحبّة ولقاء شوق الشّعب السّوري بأكمله لسماحته والشّكر لمواقفه ولتوجيهاته الكريمة لوقوف الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وقوف الحاضن والقويّ إلى جانب الشّعب السّوري الّذي أدّى إلى الانتصار على الإرهاب وعلى التّكفير في سوريا، هذا أوّلاً، وثانياً لابدّ من تقديم الشّكروالتّقدير والاحترام لهذه الشخصيّة العظيمة الرّفيعة الّتي تقف بهذا العنفوان والعزّة الإسلاميّة في مواجهة الولايات المتّحدة الأمريكيّة والكيان الصهيونيّ. المواقف الّتي تحدّث عنها اليوم في اللّقاء الّذي تمّ في الحقيقة هو خطاب إيمانيّ وسياسيّ وصادق وأمين وعميق وقويّ وشجاع لکلّ من استمع. نحن التقینا مع الوفود ـ والوفد الّذي أرأسه هو أكبر الوفود المشاركة ففيه كلّ مدراء الأوقاف والمشايخ من كلّ المحافظات السّورية منها حلب ودمشق وحماة ودرعا والسّويداء واللّاذقية ـ فالحقيقة الكلّ كانوا متّفقين على أنّهم تأثّروا تأثيراً كبيرا جدّا للخطاب الّذي ألقاه سماحته وبيّن فيه المواقف ووضّح الأمور بإيجاز وبإعجاز.
سماحتكم وعدد من علماء سوريا إلتقيتم في شهر مارس من العام 2018 بسماحة السّيد القائد وهناك قدّم الإمام الخامنئي بشارة بإقامة الصّلاة قريبا في القدس الشّريف. عمّاذا تحدّثتم خلال اللّقاء مع سماحته؟
كلّ لقاء مع سماحته له عطاءات وله إشراقات ونورانيّات وروحانيّات، ولكنّ في اللّقاء الماضيّ بشرّنا بأنّنا سنصلّي في القدس وهذه البشائر نجدها الآن بالفعل المقاوم الّذي يجري في غزّة فهذه بدايات إن شاء الله وهي الإتّجاه الصّحيح بأنّ الخطّ المقاوم قد بدأ بالتّحقيق وهذه هي البشرى الّتي بشّرنا بها سماحة الإمام.
خلال اللّقاء الّذي ذكرتموه بشرّكم سماحة السّيد القائد بالصّلاة في القدس الشّريف. هل نقلتم هذه الرّسالة وهذا الموضوع للسّيد الرّئيس بشّار الأسد وماذا كانت ردّة فعل الرّئيس الأسد؟
طبعا السّيد الرّئيس بشّار الأسد علاقته وما يربطه بسماحة الإمام هي أكبر منّي وأكبر من أيّة شخصيّة أخرى يمكن أن تتحدّث عن ذلك والتّنسيق والمحبّة والاحترام والتّقدير المتبادَل فهذا كلّ النّاس يعرفونه وطبعا السّيد الرّئيس على علم بكلّ التفاصيل وهذا أمر طبيعيّ.
قيل إنّ السّيد الرّئيس بشّار الأسد عندما سمع هذه البشارة من الإمام الخامنئي قال إنّ هذا الموضوع مهمّ يعني أنّه أكبر من الانتصارات التّي تحقّقت بدعم الجمهورية الإسلامية في سوريا.
طبعاً، طبعاً، طبعاً لأنّ هذه القضيّة هي بالنّسبة لسوريا قضيّة الأساس الّتي نحارب من أجلها. نحن شعب الجمهوريّة العربيّة السوريّة مع القضيّة الفلسطينيّة من أيّام القائد الخالد "حافظ الأسد". كلّ هذه الأثمان الّتي ندفعها هي من جرّاء موقفنا تجاه قضيّة القدس وقضيّة فلسطين فهذا أمر طبيعيّ بأنّه عندما يسمع هذا الكلام وهذه البشرى العظيمة من سماحة الإمام فهو بالنّسبة للرئيس الأسد هدف وهو الأمل بالنّسبة للشّعب والحكومة السوريّة.
ما وعد به الإمام الخامنئي حول استمراريّة الكيان الصهيونيّ أفشل مخطّطات الأعداء ونعرف أنّ الكيان الصهيونيّ لعب دوراً كبيراً في دعم الإرهابيّين. موضوع تحرير القدس وهذه البشارة الّتي تحّدث عنها الإمام الخامنئي إذ قال أنّنا سنصلّي قريباً في القدس، كيف برأيكم أثّر هذا القول على معنويّات المجاهدين والمقاتلين الّذين الآن يحاربون الإرهاب المدعوم من قبل الحركة الصّهيوأمريكيّة في سوريا؟
طبعاً مجرّد البشرى بالصّلاة في المسجد الأقصى في القدس هي أولّاً إشارة إلى أننا سننتصر في معاركنا الآن الّتي هي المعارك الأخيرة بإذن الله سبحانه وتعالى بتحرير كلّ ذرّة تراب من أرض سوريا من الإرهاب والتّطرّف وحتّى ننطلق بإذن الله من أجل تحرير القدس وإستعادة الحقوق السّليبة للشعب الفلسطينيّ.
موضوع إقامة الصّلاة في القدس أصبح الهدف المحوريّ لجبهة المقاومة ورأينا في المناسبات المرتبطة بالقدس كيف أصبحت إحدى الشّعارات أنّنا سنصلّي في القدس وهذا أدّى إلى غضب الكيان الصهيونيّ. لماذا يغضب الصّهاينة بشدّة من الإشارات الّتي تقول إنّنا سنصلّي في القدس وكذلك عندما يسمعون كلام الإمام الخامنئي الّذي يقول إنّ الكيان الصهيونيّ لن يشاهد الأعوام الخمس والعشرين القادمة؟
سماحة الإمام (حفظه الله سبحانه وتعالى) من المعلوم عنه بأنّه صادق ولايقول إلّا ما يمليه عليه إيمانه وصدقه. الصّلاة في المسجد الأقصى عندما يتحدّث الإمام عنها فهذه الصّلاة هي صلاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسّلم) عندما صلّى إماماً بالأنبياء (عليهم السّلام) وعندما انتقلت الرّسالة إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعندما عمّ الأنبياء (عليهم السّلام) جميعاً وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين وهي مسرى النّبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهي مطار الإسلام الّذي ارتفع منه النبيّ (صلّى الله وآله وسلّم) وعرج إلى سدرة المنتهى حيث لا يقرب الملك المقرّب النبيّ المرسل.
فعندما يشير سماحة الإمام تحديداً بموقعه الإيمانيّ والإرشاديّ والعلميّ والقياديّ وبفكره الثّاقب يشير إلى الصّلاة في القدس فهذا أمرٌ مهمّ للغاية ويبعث على الأمل الشّديد بأنّنا قادمون إلى المسجد الأقصى وسنصلّي فيه بإذن الله كما وعد.
كيف تقيّمون دور الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ودور الإمام الخامنئي في معركة محاربة الإرهاب سواء في العراق أو سوريا وكلّ المناطق الّتي واجهت الهجمة التكفيريّة؟
أوّلاً أقول لك بأنّ موقف الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة هو الّذي حسم القضيّة فيما يتعلّق بالحرب على الإرهاب. لا أمريكا ولا غير أمريكا استطاعت أن تحارب الإرهاب وهي الّتي خلقت الإرهاب. موقف الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بالنّسبة لموضوع الإرهاب هو موقف حاسم وهذا الموقف هو الوقوف إلى جانب سوريا. وقفت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة أمام الإرهاب الّذي غايته أن يمزّق العراق وسوريا ولبنان ويحوّلها إلى إمارات كإمارة القاعدة وإماراة التّطرّف وداعش. كلّ الجهود الّتي بُذلت والدّماء الّتي سالت والخبراء الّذين ذهبوا من الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وضحّوا كلها من أجل الحرب ضدّ الإرهاب وهي وقوف في وجه الإرهاب.
بالنّسبة لدور الإمام الخامنئي؛ كيف رأيتم هذا الدّور؟
هو كلّ شيء، سماحة القائد كلّ شيء فهو الّذي وجّه وهو الّذي ترتبط كلّ الأمور به شخصيّا لأنّه هو الموجّه الإيمانيّ والمرشد الأعلى في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وكلمته هي كلمة الإيمان وكلمة الصّدق وكلمة القيادة وهي الكلمة الّتي تشجّع النّاس على التضحيّة في سبيل محاربة التّطرّف وتحرير الأقصى بإذن الله.
سوريا واجهت خلال السّنوات الأخيرة هجمة عالميّة وحرباً كونيّة أراد فيها الأعداء ضرب الأمن والإستقرار في هذه البلاد. للأسف مازال الأمريكيّون والصّهاينة يسعون لخلق الأزمات في المنطقة وضرب استقرار بعض دول المنطقة. كيف تقيّمون ممارسة الضغوط على شعوب دول هذه المنطقة؟
طبعاً المطالب المعيشيّة تحاصرهم. الأعداء حاصروا سوريا وحاصروا حزبالله وحاصروا لبنان ويحاصرون إيران لإيجاد الضّائقة الإقتصاديّة وهذا أمر طبيعيّ فالنّاس يطالبون بتحقيق مطالبهم ويريدون المعيشة ويريدون الرّفاه ويريدون كذا وكذا … فهذه الخطّة الأمريكيّة الجديدة. عندما فشلت الخطّة العسكريّة والإرهاب جاؤوا بالخطّة الإقتصاديّة والهدف الوحيد في كلّ ما يجري هو تحقيق مصلحة إسرائيل والصّهيونية في المنطقة وهو منع خطّ المقاومة من أن يكون مرتاحاً في داخله حتّى لا يتصدّى ويلتفت إلى العدوّ الجاثم على الحدود وهو العدوّ الصهيونيّ. عندما يقول ترامب بأنّه سيُبقي الجنود الأمريكيّين في المنطقة من أجل آبار النّفط وأنّ هذه الآبار لأمّه وأبيه فهذا سارق ولصّ ومحتال، إضافة إلى أنه يتآمر على الشّعوب وأنّه لايهمّه إلّا المال والأذى للشّعوب.