واستهلّ قائد الثورة الإسلامية كلمته بتبريك ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان (عج) للشعب الإيراني، المسلمين وجميع الأحرار حول العالم ثمّ أردف سماحته قائلاً: إنّ المشاعر الواعية التي تخالج اليوم النّخب حول العالم والمشاعر الضّمنية التي تجتاح جموع الشعوب بوجود حاجة إلى "يد قوّة إلهيّة، وإمامة المعصوم وحقيقة المهديّ الموعود الرفيعة" تثبت هذه الحقيقة بأنّ مختلف المدارس والمناهل البشريّة رغم كلّ ادعاءاتها، عجزت عن إهداء الشعوب السعادة والرخاء.
ثم تطرّق سماحته في كلمته إلى الحديث حول مختلف مشاكل المجتمع البشري رغم وجود التقدّم العلمي قائلاً: انعدام العدالة، الفقر، المرض، الفشاء والمنكر، الشروخ الطبقيّة الواسعة واستغلال القوى العظمى للعلم، أدّت إلى شعور المجتمع البشريّ بالتعب، الاضطراب ووجود المشاكل وأن يبلغ الشعور بالحاجة إلى يد مخلّصة تنقذ البشر في أنحاء العالم ذروته.
كما لفت الإمام الخامنئي إلى تضمّن كلّ الأديان وعد"الفرج والحركة الإلهيّة العظيمة" وأضاف سماحته قائلاً: انتظار الفرج في الإسلام انتظارٌ بنّاء يرافقه الأمل والتحرّك والمبادرة وهذا السبب في قول الرّسول الأكرم وأئمّة الهدى أنّ انتظار الفرج أفضل الأعمال وينطوي على مكانة فائقة الأهميّة.
ثمّ اعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ انتظار فرج صاحب العصر والزّمان هو أهمّ مصاديق الانتظار وأرقاها وتابع سماحته قائلاً: طبعاً يجب أن يأخذ انتظار الفرج كلّ شؤون الحياة بعين الاعتبار وهذا السبب في كون انتظار الفرج فرجاً في حدّ ذاته لأنّه يخلّص الإنسان من اليأس والإحباط.
وأكّد الإمام الخامنئي على وجوب أن تصاب الأمّة الإسلاميّة باليأس والإحباط أمام أيّ حدث، وأردف سماحته قائلاً: انتظار الفرج لا يعني الاكتفاء بالجلوس والتفرّج دون القيام بأيّ عمل، بل يعني الاستعداد والمبادرة من أجل الحصول على المستقبل المشرق الموعود. ثمّ تابع سماحته قائلاً: وهذا هو سبب ضرورة بناء الذات وبناء الآخرين قدر الإمكان من أجل إنشاء المجتمع المهدوي.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ انتظار الفرج الحقيقي مناقض لنفاذ الصّبر وتحديد مدّة زمنيّة لظهور صاحب العصر والزّمان (عج)، ثمّ قال سماحته: انتظار الفرج يتنافى مع تحديد الإنسان موعداً معيّناً لانتهاء الحدث الفلاني أو انقضاء الشدّة الفلانيّة وظهور صاحب الأمر (عج).
ثمّ تطرّق الإمام الخامنئي للحديث حول الأوضاع الناجمة عن انتشار فايروس كورونا حول العالم قائلاً: انتظار الفرج يعني انتظار الفرج بعد الشدّة أيضا ولهذا السبب لا يصاب الإنسان المنتظر باليأس والإحباط نتيجة هذه الحادثة ويعلم مع حفاظه على الاستقرار بأنّ هذه الأوضاع ستتغيّر دون شكّ.
ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية في الجزء الثاني من كلمته الذي تحدّث فيه حول فايروس كورونا إلى كون هذا الفايروس اختباراً عامّاً ومدهشاً للحكومات والشّعوب.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ مشاركة طلاب الحوزات والجامعات وآلاف التعبويّين التطوّعيّة لجهود الناس وحضورهم في الساحات من أجل تقديم الخدمات للكادر الصحّي والمرضى والمحتاجين أمرٌ فائق القيمة ويبعث على السرور، ثمّ أضاف سماحته قائلاً: لقد سخّرت القوات المسلّحة أيضاً للإنصاف كافّة قدراتها البنّاءة والإبداعيّة وقد تمّ اكتشاف طاقات جديدة لدى القوات المسلّحة والشباب في هذه القضيّة.
ثمّ وصف الإمام الخامنئي المشاركة الشعبيّة في أنحاء البلاد بأنّها جميلةٌ ومبهرة بالفعل وتابع سماحته قائلاً: كلّ هذه المبادرات القيّمة أثبتت عمق وترسّخ الثقافة الإسلاميّة لدى النّاس والتحرّكات ولحسن الحظّ أن الفكر والثقافة الإسلامية وسلسلة القيم الإسلاميّة قويّة وراسخة لدى الشعب الإيراني.
ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية إلى سلوكيات العالم الغربي في قضيّة كورونا معدّداً مصاديق من قبيل مصادرة الكمامات والكفوف التي تعود إلى بلدان أخرى بواسطة الدول الأوروبيّة وأمريكا، وهجوم النّاس على المتاجر وإفراغ رفوفها من البضائع والتشاجر من أجل بضعة مناديل ورقيّة خاصّة بالمراحيض، واصطفاف النّاس من أجل شراء الأسلحة، وعدم معالجة ومداواوة المرضى من كبار السنّ وانتحار البعض خوفاً من فايروس كورونا، وعلّق سماحته قائلاً: لقد استعرضت الثقافة والحضارة الغربيّة منتوجها في هذه الحادثة وهذه هي النتيجة الطبيعيّة للفلسفة الحاكمة على الحضارة الغربيّة القائمة على الفردانيّة والماديّة وفي أغلب الأحيان الإلحاديّة.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى تصريحات أحد المسؤولين الغربيّين الذي قال فيها أنّ "الغرب الوحشي قد أحيي الآن"، وتابع سماحته قائلاً: عندما نصرّح بأنّ الغرب ينطوي على روح وحشيّة خلافاً لظاهره الأنيق والمعطّر، يسارع البعض إلى إنكار ذلك ولكنّهم باتوا اليوم يصرّحون بهذه الحقيقة بمنتهى الصّراحة.
ثمّ تناول قائد الثورة الإسلامية الحديث حول وجه آخر من أوجه حادثة كورونا قائلاً: كورونا مشكلة عظيمة وبلاء خطير للبشريّة، لكن يجب أن لا تجعلنا هذه القضيّة نغفل عن سائر المشاكل والأحداث المهمّة حول العالم لأنّ العالم والبلد كان يواجه في الأعوام الماضية مشاكل وأحداث أعظم منها أيضاً.
ولفت سماحته إلى أنّ إحدى الأحداث وقعت قبل ٣٢ عاماً عندما شنّت طائرات نظام صدّام البعثي هجوماً كيميائياً على مدينة حلبجه في العراق وعدد من المناطق الإيرانيّة الحدوديّة وأضاف سماحته قائلاً: في تلك الفترة زوّدت بعض هذه البلدان التي تدّعي الرقيّ والحضارة صدّام بالأسلحة الكيميائيّة ولم يبرّر أحدٌ منهم جرائمه حتّى اليوم.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ الحربين الأولى والثانية، حرب فيتنام وهجوم أمريكا على أفغانستان والعراق كانت أيضاً أحداثاً مهمّة وكبيرة شهدتها الأعوام الماضية ثمّ لفت سماحته قائلاً: يجب أن تؤدّي حادثة كورونا إلى أن نغفل عن ظلم وجور متغطرسي العالم لمختلف الشعوب ومن بينهم شعبي فلسطين واليمن وأيضاً لا ينبغي التغافل عن مؤامرات وعداء الاستكبار لأنّه خلافاً للذين يصرّحون بأنّهم لن يعادوننا إن لم نعاديهم، فإنّ عداء الاستكبار هو لأساس نظام الجمهورية الإسلامية والسيادة الشعبيّة الدينيّة.