جاء نص برقيّة الإمام الخامنئي كما يلي:

إنّا لله وإنّا إليه راجعون
جناب السيد الدكتور بشار الأسد

أتقدّم منكم ومن أعضاء عائلتكم ومن الحكومة السوريّة والشعب السوري العظيم بأسمى آيات العزاء بمناسبة الرّحيل المؤسف لرئيس الجمهورية العربيّة السورية الشقيقة الفقيد السيد حافظ الأسد.

لقد كان [الرّئيس حافظ الأسد] من الشخصيّات المناضلة والمميّزة في العالمين العربي والإسلامي حيث كانت حياته المثمرة مصدر خدمات عظيمة للشعب السوري والعالم العربي. وقد كان بلا شكّ طوال العقود الثلاثة الماضية ركيزة المقاومة بين الحكومات الواقفة في خطوط الجبهة الأماميّة وعنصراً هامّاً في اجتناب سقوط خطّ الصّمود أمام الصهيونيّة وحماتها.

كما أنّه يستعصي نسيان دور ذلك المرحوم في تدعيم التعاضد بين العالم العربي والأمّة الإسلاميّة. كما كان له في الانتصار الذي حقّقته المقاومة الإسلاميّة في جنوب لبنان مؤخّراً دوراً لا يمكن إنكاره. وإنّ استمرار الكفاح في أراضي فلسطين المحتلّة إنّما كان مرهوناً بدعمه اللامحدود.

منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران حتّى اليوم، دعمت الحكومة السوريّة والشعب السوريّ بقيادة ذلك الفقيد السّعيد هذه الثّورة باستمرار رغم كلّ التقلّبات الإقليميّة والدّولية. لأنّه كان قد شخّص فعلاً أنّ تأسيس الحكومة الإسلاميّة في إيران قد قلب موازين القوى لصالح القوى الثوريّة في العالم الإسلامي ولذلك فإنّه كان يدعم هذه الثورة الإلهيّة حتى وإن كلّف ذلك تحمّل بعض الضّغوط.

لديّ رجاء واثق أن الشعب السّوري الشامخ والرّشيد سوف يواصل مسار ذلك الرّجل العظيم في سبيل ارتقاء الوحدة الوطنيّة والتلاحم، والحفاظ على الاستقلال والثبات بوجه الصهاينة وحماتهم. وإنّ الجمهورية الإسلامية في إيران حكومةً وشعباً تعتبر نفسها كما كانت صديقة الحكومة والشعب السوريّ وترى نفسها معهم في خندقٍ واحد، كما أنّها تعتبر نفسها شريكة لكم ولعائلتكم المحترمة، والحكومة والشعب السوري في حزن فقد ذاك الرّجل المناضل.

أسأل الله جلّ وعلا الرّحمة والمغفرة لذلك الفقيد السعيد.

السيّد علي الخامنئي