بعض الملوك والرؤساء العرب، ولاستعطاف أنظار معبودتهم أمريكا؛ يتناسون إزاء الكيان الصهيوني حتّى دوافعهم العربية وعنصرهم القومي الذي يلهَجُون دائمًا بذكره، ويقومون بدل ذلك بإحماء حلبة السباق مع الكيان الصهيوني أكثر فأكثر لأخذ المساعدات من أمريكا. فمن له أن يغسل خزي هذا العار من على جبين الشعب العربي؟ وهل سيغفر الشباب المسلم الواعي في الدول العربية هذه الخيانة لمن باعوا أنفسهم؟!
في اعتقاد هؤلاء القادة الخونة؛ يجب استخدام القومية والوحدة العربية حينما تريد أمريكا استغلالهما ضدّ ايران الإسلامية والإسلام المُحمدي (صلى الله عليه وآله وسلم) الأصيل، فقط. أُفٍّ لضمائر نائمة ولقلوب غير نقيّة؛ توسّلت عناية واهتمام أمريكا بثمن التّخلي عن كلّ شيء؛ حتّى الثروات الطبيعية التي وهبها الله، وحتّى المنزلة والكرامة الإنسانيّتين والإيمان الإسلامي، وعزّة شعوبها ومكانتها وتميُّزها، وهم بكفرهم بنِعَم الله؛ ابتلوا أنفسهم وشعوبهم بهاوية الانحطاط وبالسخط الإلهي {أَلَمْ تَرَ إلَى الّذين بدّلوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْرًا وأحَلُّوا قَوْمَهُم دارَ البَوار * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ القَرار}.
ماذا حصل لذاك الاندفاع والحماس اللّذين كانا يُبدَيان مقابل الكيان الصهيوني الغاصبة؟ وماذا حصل لذاك الالتزام الذي تعهّد به الرؤساء العرب أمام شعوبهم بشأن الصراع مع الكيان الصهيوني؟! لعنة الله وعباده الصالحين على تلك اليد التي وقّعت أوّل معاهدة تطبيع مع الكيان الصهيوني، وقرنت حياتها الدنيوية القاتمة وعاقبتها الأخروية بفرعون. ولعنة العباد الصالحين والملائكة والأولياء والنبيين على أولئك الذين تابعوا هذا النهج، ويُتابعونه؛ خاصة أولئك الذين أعطوا الشعب الفلسطيني المظلوم أملًا كاذبًا، ومهّدوا لأنفسهم آنذاك حياةً مضطربة بقيمة تعاستهم.
~الإمام الخامنئي ١٩٩٠/٠٥/٣١