الممرّض ملاك رحمة المريض... فهو يهتمّ بجسم المريض، وروح المريض أيضاً. يتكفّل الممرّض بجانب كبير من مهمّة تحسين حال المريض من الناحية الجسديّة. فيما يخصّ التعامل مع روح المريض، فإنّ الممرّض هو بالنسبة للمريض ملجأه ومن يهتمّ به ويسكّن آلامه.
ذاك المريض الذي يحتاج إلى ممرّض، حتّى ولو حضر عنده أمهر الأطبّاء ووجه أوامره وساعده، سيكون من الصّعب جدّاً أن يتعافى إن لم يكن هناك ممرّض يدعمه ويحتويه بمحبّته؛ أي أنّ دور التمريض في تعافي المريض دورٌ مهمّ وعظيم؛ وإن لم يحضر الممرّض، قد تكون هناك حالات لا يثمر فيها العلاج.
الشّفقة والتراحم والتعاطف من الأوامر الأساسيّة في الإسلام. فقول القرآن الكريم: "رُحماءُ بينَهم".. [مصداقه] هو مهنة التمريض التي يقوم بها الممرّض. الممرّضون والممرّضات يُعدّون أنفسهم وروحيّاتهم لإنجاز هذا العمل، ولا يتعبون أيضاً؛ بل يصبرون ويبتسمون للمريض أينما كان عليهم أن يبتسموا له. هذه من أهمّ القيم الإسلاميّة ومن التوصيات الإسلاميّة. إنّ بذل الجهود لتخفيف آلام الإنسان من أبهى الصّور وأجملها في حياة البشر.
لقد أظهر ممرّضونا وممرّضاتنا في المشافي تصرّفات وسطرّوا مشاهد وبذلوا جهوداً كانت تُذهل الإنسان حقّاً. مهنة التمريض في حدّ ذاتها مهنة صعبة ومليئة بالاضطرابات؛ وإذا ما أضيف إلى هذه المصاعب والاضطرابات خطر الأمراض المعدية، يصبح هذا العمل أكثر صعوبة. لقد نهض ممرّضونا وممرّضاتنا بهذا العمل الأصعب خلال أزمة كورونا.