كرئيس للأكاديمية الإيرانية للعلوم الطبية اشرح لنا قليلاً عن تفاصيل عملية إنتاج اللقاح في البلاد وما هي مراحل هذه العملية؟

بدأت إيران في صنع اللقاحات في نفس الوقت الذي بدأت فيه بعض دول العالم مثل أمريكا وروسيا والصين. لم يقتصر إنتاج اللقاح في إيران على مركز واحد، بل بدأ من عدة أماكن. على سبيل المثال، بدأ معهد باستور العمل مع دولة كوبا من أجل إنتاج لقاح. على الرغم من أن دولاً أخرى مثل أمريكا أنتجت لقاحات في وقت أبكر منا، فإن لقاحاتنا ستدخل السوق تدريجياً على بعد مسافة قصيرة منها. اللقاح الأول هو لقاح «بركة» والثاني هو لقاح معهد باستور. طبعاً، سيحصل لقاح «بركة» على ترخيص للاستخدام الطارئ هذه الأيام. المراكز الأخرى في تقدّم أيضاً.

بالإضافة إلى إنتاج لقاح بالتعاون مع كوبا، يقوم معهد باستور أيضاً بتطوير نوع آخر من اللقاح قد يكون أكثر نجاحاً وأفضل من ذلك اللقاح. لذلك، في المستقبل، سيكون لدينا العديد من اللقاحات بأشكال مختلفة في السوق، والتي بالإضافة إلى تلبية احتياجات بلدنا، يمكن أيضاً توفير المجال للتصدير إلى دول أخرى. إن سعي شبابنا نعمة عظيمة مكّنتنا من إنتاج اللقاحات، وإلا فقد تصبح مشاكلنا أكبر بكثير، ولا سمح الله، يصير معدلّ الوفيات أعلى.

 

بحسب الجدول، فإن أول جرعة تطعيم فوق سن الثمانين بدأت منذ مايو/أيار الماضي. وبحسب هذا البرنامج، فإن قائد الثورة الإسلامية هو من آخر الأشخاص الذين حصلوا على المرحلة الأولى من التطعيم. لماذا لم يحصلوا على لقاحهم حسب الجدول الزمني المحدد؟

ليس فقط آخر الناس. عندما تعلّق الأمر بإنتاج اللقاحات في العالم، قلت لسماحته أن اللقاحات بدأ إنتاجها وسوف تدخل إلى السوق، وينبغي عليكم تلقي اللقاح أيضاً. قال نعم، ليس لدي مشكلة. فلم تكن لديهم مشكلة في اللقاح، لكن لم يكن هناك لقاح في ذلك الوقت. تم إنتاج اللقاحات تدريجياً. بالنسبة لأول دُفعة مستوردة، قررت منظمة الجهاز الطبي ووزارة الصحة، التطعيم الأول للأطقم الطبية، وكان من الحكمة القيام بذلك. لقد فعلوا نفس الشيء في جميع أنحاء العالم. لذلك قررت وزارة الصحة ومنظمة الجهاز الطبي القيام بذلك.

عندما تم ذلك، ذهبت إلى قائد الثورة الإسلامية وأخبرته أنني تلقيت اللقاح وطلبت منه تلقي اللقاح أيضاً. فقال: «ليس لدي مانع من التطعيم لكن لدي شرطان: الأول، هو أنني ألّا أتلقاه خارج المواعيد المحددة. والثاني أنه يجب أن يكون لقاحاً إيرانياً حتماً. أخبرته أنه وفقاً لجدول المواعيد، حان دوركم الآن لأنكم في الفئة العمرية الأولى (أكثر من ثمانين عاماً).

فقال سماحته، اللقاح ليس إيرانياً. قلت إن إنتاج اللقاحات الإيرانية يستغرق وقتاً، وإن الوضع خطير مع هذه الأعداد من الوفيّات. قال إنه سيولي المزيد من الاهتمام. بالطبع، إن سماحته يُراعي حقاً، وهو في ذروة هذه المراعاة. حرَم نفسه من السفر ومن لقاء مختلف فئات الناس وأبناء وعائلات الشهداء. على أيّ حال اللقاح الإيراني جاهز الآن، وقد حان دور سماحته منذ فترة طويلة. لدى قائد الثورة الإسلامية رغبة كبيرة في تلقي لقاح «بركة». لأن لقاح «بركة» إيراني بالكامل، فهو من «ألفه إلى يائه» من إنتاج شبابنا الأعزاء في البلاد. لذلك سماحته يميل إلى تلقي هذا اللقاح. إن شاء الله، سيتم ذلك في المستقبل القريب.

 

ما هو مستوى اللقاحات الإيرانية مقارنة مع الأنواع الأجنبية من حيث مستوى المناعة المكتسبة والآثار الجانبية وقبول المجتمع العلمي والطبي؟

إن أفضل الأساتذة والمتخصصين لدينا في طب الأعصاب والمناعة والأمراض المُعدية وما إلى ذلك... حاضرون في عملية إنتاج اللقاحات والإشراف عليها. بعضهم على يقين لدرجة أنهم تلقوا اللقاح طواعية.

هذا اللقاح هو أيضاً أحد اللقاحات الأقل من حيث الآثار الجانبية. ولأن الفيروس المستخدم فيه ميّت، فلا يوجد شيء مقلق. وغني عن القول إن كل اللقاحات لها آثار جانبية. على حد علمي ومما تظهره التجارب أن اللقاح المحلي، إذا كان له أيّ آثار جانبية، فهي خفيفة جداً، وليس هناك وجود لأيّ أعراض خطيرة. لذلك فإن هذا اللقاح آمن تماماً وهو قادر على توفير المناعة بنسبة 92.3%. هذا اللقاح من أفضل اللقاحات في العالم ولا يُساورني شكّ في أن العديد من الدول ستطلب منا توفير هذا اللقاح لها.

 

السؤال أخير: النجاح الفعلي للقاح مرهون بماذا؟ ومن أي نقطة وصلنا إلى الوضع الحالي حيث أننا من البلدان القليلة في العالم التي تقدم على إنتاج اللقاحات بنفسها؟

كان وما زال لدى كلّ من الإمام الخميني (قده) والإمام الخامنئي (دام ظله) إيمان وثقة في الناس، خاصة الشباب. لقد أحرزنا إنجازات كبيراً بواسطة هؤلاء الشباب. عندما هاجم صدام إيران، لم يكن لدينا الكثير من الأسلحة. لكن هؤلاء الشباب أنفسهم لم يصنعوا الأسلحة فحسب، بل صنعوا الصواريخ أيضاً، وصاروا يتقدّمون يوماً بعد يوم. أتذكّر أن الصواريخ الأولى التي صنعوها كانت دقة الإصابة لديها بعيدة عن الهدف، لكن الآن صار لدينا صواريخ نقطيّة تفاجىء بها الأمريكيون، وقد رأينا ذلك في عين الأسد.

في الموضوع النووي أيضاً، تم حظرنا. لكن شبابنا، يوماً بعد يوم، بلطف من الله، بدأوا من نسبة منخفضة والآن وصلوا إلى 60%، ويمكنهم إنتاج أيّ نسبة. في الأمور الطبية أيضاً، في أوائل انتصار الثورة الإسلامية، كان يتم إدارة رعايتنا الصحية من قبل عدد من الأطباء الأجانب (الهنود والباكستانيين والبنغاليين). لم يكونوا حتى أطباء، بل كانوا حاصلين على درجة البكالوريوس في الطب، لكن الحمد لله استطعنا أن نصبح مكتفين ذاتياً من حيث القوى البشرية والطبية؛ حتى أنّ الناس من الخارج صاروا يأتون الآن إلى إيران لتلقي العلاج.

قبل انتصار الثورة الإسلامية أو بعد انتصارها بقليل، كان يتم إنتاج 25% من الأدوية في البلاد فقط، وكنا نستورد موادها الخام. كان الحد الأقصى لإنتاجنا هو إنتاج حبوب الدواء، وكان علينا شراء بقية الأدوية تحت الاسم التجاري لشركات متعددة الجنسيّات. رغم كل المشكلات التي عانيْنا منها منذ انتصار الثورة الإسلامية، لكن بلطف من الله وبجهود شبابنا، استطعنا أن ننمو ونتقدّم في مجالات عديد، مثل إنتاج اللقاحات والأدوية. لدينا الآن تقنيات متطوّرة جداً لإنتاج الدواء. هذه ليست تطوّرات سهلة المنال. قد يكون من السهل قول ذلك، ولكن يجب أن يحدث الكثير من الأمور من أجل تحقيق ذلك.