وقال سماحته بخصوص دور محافظة إيلام الواقعة غربي إيران، أثناء «الدفاع المقدس»، إن العدو «هاجم إيلام قبل أن يهاجم طهران وأماكن أخرى رسمياً... كان الشهيد شنبه إي أول من استشهد في إيلام قبل بدء الحرب». 
وأشار الإمام الخامنئي خلال اللقاء إلى جريمة نظام صدام حسين في مهاجمة مباراة كرة قدم في مدينة إيلام، قائلاً: «في 12/2/1987، عندما نظّم هؤلاء الشباب الإيلاميون فريقين من إيلام في مباراة للاحتفال بالذكرى السابعة لانتصار الثورة الإسلامية، واجتمع عدد من الناس للمشاهدة، حلّقت الطائرة العراقية فوقهم على مسافة قريبة، مع العلم بما كان يجري هنا، فلم يكن الأمر مجرد إلقاء قنبلة وإصابة ملعب كرة قدم بالمصادفة... ضربت الطائرة المكان واستشهد عشرة لاعبين والحكم وبعض الأطفال والمتفرجين». 
وتحدث قائد الثورة الإسلامية عن مُساندي جرائم صدام بحق الشعب الإيراني بالقول إن «الأشخاص أنفسهم الذين ساندوا في ذلك اليوم هذا الذئب المتعطش للدماء يدّعون اليوم حقوق الإنسان، ويرون أنفسهم اليوم الأولياء على حقوق الإنسان في أنحاء العالم كافة». كما ذكّر بدور الفنانين في إظهار جرائم مثل الاعتداء على الرياضيين في ملعب كرة القدم، وقال: «لا بدّ من تقديم هذه الأشياء إلى العالم بأطر فنية. ينبغي أن يصنعوا أفلاماً ويجب أن يُنتج من قضية الملعب روايات وأفلام وكتب ومذكّرات... لا بدّ من هذه الأعمال». 
وتابع الإمام الخامنئي كلامه بذِكْر العالم النووي الشهيد رضائي نجاد الذي نشأ في محافظة إيلام خلال ظروف الحرب القاسية، فقال: «الشهيد رضائي نجاد، شهيد العلم، شهيد الطاقة النووية، صاحب تلك الرتبة العلمية لدرجة أن العدو يشعر أن وجود هذا الإنسان مصدر ترقٍّ وتعالٍ للجمهورية الإسلامية فينبغي له التخلص منه... يأتون ويردونه شهيداً أمام زوجته وابنته الصغيرة». 
ومضى سماحته في شرح معنى الاستشهاد: «الاستشهاد ليس مجرد وقوع أحدٍ ضحية حرب... إنّ قضية مناضلنا ليست مجرد دفاع عن الحدود الجغرافية، بل إنه يدخل ساحة الحرب دفاعاً عن حدود العقيدة والأخلاق والدين والثقافة والهوية، ودفاعاً عن هذه الحدود المعنوية المهمة». كذلك، تحدث عن نمط العيش الإسلامي للمجاهدين والشهداء وإخلاصهم ومراعاتهم الحدود الإلهية، وأضاف: «عندما كان مجاهدونا يَأسرون من العدو... [هؤلاء الأسرى] إذا كان أحدهم مصاباً، يقوم مجاهدونا على معالجته، وإذا كان عطشاناً يسقونه ماء، ويعاملونه مثلما يعامل الواحد نفسه». 
وفي ختام حديثه، وصف الإمام الخامنئي رسالة الشهداء بالحركة بثباتٍ وقوة في سبيل الله، مشيراً إلى ضرورة أن يشعر الجميع بالمسؤولية اتجاه ذلك الأمن الذي وفّره وقدّمه إلينا هؤلاء الشهداء، واستدرك: «يجب أن ننتبه جميعاً إلى أنه دون السعي والكفاح في سبيل الله وتحمّل الكثير من المصاعب، لن يصل أيّ شعب إلى أي مكان».