قال قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع مجموعة من الممرضين والممرضات وأهالي الشهداء في قطاع الصحة، صباح اليوم الأحد 12/12/2021، ضمن تهنئته بذكرى ولادة السيدة زينب الكبرى (ع) وعيد الممرض، إنها (ع) «تمكّنت أن تُثبت للتاريخ وللعالم كلّه القدرةَ الروحية والعقلية العظيمة لدى المرأة، كما استطاعت (ع) أن تثبت علوّ مرتبة المرأة وعظمة القوة الروحية والعقلانية والمعنوية للمرأة».
وحول خصائص زينب الكبرى (ع)، قال الإمام الخامنئي: «صبر زينب الكبرى (ع) وتحمّلها المصائب لا يمكن وصفهما إطلاقاً... حقاً لقد أظهرَت محيطاً من الصبر والسكينة». وفي شرحه السلوك الحكيم والقدرة العقلانية لتلك السيدة العظيمة، قال: «زينب الكبرى (ع) هي مظهر الصمود والاقتدار الروحي في وجه الحكام المغرورين والمتكبّرين».
وأسهب سماحته في ذكر تلك المواقف، قائلاً: «في الكوفة عندما نطق ابن زياد بلسان الشماتة، قالت (ع) في الرد عليه: "ما رأيت إلّا جميلاً". وأمام يزيد، عندما نطق بتلك الكلمات الملهمة، قالت السيدة كلماتٍ وعبارة "كد كيدك واسعَ سعيك فوالله لا تمحو ذكرنا"، وهي عبارة تاريخية حقاً... في لغتنا اليوم معنى الجملة هو أنه افعل ما شئت؛ إنها تظهر القدرة الروحية للمرأة». 
وقد وصف قائد الثورة الإسلامية، في حديثه عن «جهاد التبيين» للسيدة زينب (ع)، حقائق المجتمع المهمة، فقال: «إذا لم ترووا الثورة، فإن العدو سيرويها... إذا لم ترووا حادثة الدفاع المقدس، فالعدو يرويها ويكذب ويغيّر مكان الظالم والمظلوم».

الإمام الخامنئي عدّد قيَم عمل الممرضين بداية من نقطة أساسية «هي مساعدة الإنسان المحتاج، فالممرض هو من يساعد الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة في كل شيء»، مضيفاً: «القيمة التالية للتمريض هي أنه عمل شاق، والأعمال الشاقة فيها ثواب أكثر، فما نفعله بصعوبة له قيمة أسمى في الميزان الإلهي لأن هذا العمل مصحوب بالمشقة».
ووصف سماحته الممرّضَ بأنه مصدر للأمان، وتابع: «الممرض مصدر أمان لكلّ من المريض وذويه، وكذلك لبقية الناس، فالممرضون هم من يزيحون الأذى عن بالي وبالكم». وبشأن قيمة مهنة التمريض، قال: «هناك قيمة مضاعفة للتمريض في إيران الإسلامية، وهي أن المستكبرين في العالم يحبّون معاناة الشعب الإيراني. وما الدليل على ذلك؟ الدليل هو القصف الكيماوي في مرحلة الدفاع المقدس، فقد كان صدام (حسين) يقصف بالكيماوي أمام أعين الجميع، وكانت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وآخرون يشاهدونه ويثنون عليه ويساعدونه أيضاً».
وأشار الإمام الخامنئي إلى حظر الأدوية كسبب آخر لترحيب الدول الغربية بمعاناة الشعب الإيراني، قائلاً: «لو لم ينتج شبابنا وعلماؤنا هذا اللقاح لكورونا، ما كان معلوماً كيف يمكن أن يصل هذا اللقاح إلى الشعب الإيراني. إنهم يستمتعون بمعاناة شعبنا... في مثل هذه الأجواء، أيها الممرضون، إذا استطعتم رسم ابتسامة على شفاه المريض وذويه، فقد خضتم في الحقيقة مجاهَدة ضد الاستكبار». 
وأكد قائد الثورة الإسلامية مساعدة فئات المجتمع الأخرى للممرضين، وقال: «أيضاً كان لدينا عناصر من غير الممرضين إلى جانب الممرضين ويعاونونهم، فكان طلاب الحوزة والجامعة ومختلف الشباب يذهبون إلى المستشفيات ويتعلمون شيئاً مختصراً أو يفعلون أي شيء يمكن فعله، وهذا يؤكد هوية الشعب الإيراني المفعمة بالحيوية والمبادرة وحس المسؤولية».
وأضاف سماحته أن هذه الأحداث كلّها «أكّدت الهوية الملتزمة وذات الحس بالمسؤولية للشعب الإيراني، كما كانت خلال زمن النضالات ضد نظام الشاه وفي زمن "الدفاع المقدس" وأيضاً في زمن "كورونا"... إنها تؤكد هوية شعبنا. وينبثق من قلب هذه الهوية أبطالٌ مثل الشهيد سليماني والشهيد فخري زاده والشهيد شهرياري». 
مع ذلك، تحدث الإمام الخامنئي عن النقص في الروايات الفنية للأحداث البنّاءة للهوية، وقال: «لدينا نقص في مجال السرد الفني لهذه الأحداث، فهذه المشقات التي تواجه الممرضين والصعوبات لديها طوابع فنية ويمكن إنشاء برامج فنية مشوقة منها، فليأتِ الفنانون إلى الساحة، وليحضروا أنواع الفنون، سواء الفنون التمثيلية، أو التشكيلية، أو الشعر أو الأدب، فهذه أرصدة ثقافية ضخمة، ويجب أن يستفيد الجميع منها، ومَن يستطيع نقد هذه الأرصدة هم فنانونا».