بسم الله الرحمن الرحيم
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَنْ يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
ببالغ الألم والأسى، تلقّيتُ نبأ الاستشهاد المظلوم للعالم المجاهد الذي لا يعرف الكلّل، والقائد المضحي لحزب الله في لبنان، حجّة الإسلام السيد عباس الموسوي وزوجته وابنه الصغير، على أيدي الكيان الصهيوني المجرم.
رحمةُ الله على هذا السيد العظيم الشأن والشجاع والمخلص والفذّ، ولعنةُ الله وعباده على الصهاينة المتوحّشين والدمويّين الذين لا يتورعون عن ارتكاب أيّ جريمة من أجل تحقيق مآربهم الخبيثة والعدائيّة، وعلى حُماتهم الخبيثين والمستكبرين الذين بغضّهم الطرف عن الجرائم الكبيرة لذاك الكيان ودعمهم استمرارها، يكشفون يوماً بعد يوم وجههم المعادي للإنسانيّة والخبيث، ولا يتورّعون عن أي مؤامرة وخيانة ضدّ المسلمين المطالبين بالحق.
إنّ هذه الدّماء المسفوكة بغير حقّ لهذا الشهيد الجليل العزيز ومرافقيه المظلومين سوف تجعل النضال المطالب بالحق للشعب اللبناني والفلسطيني ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب أكثر جدية وعمقاً. هذا السيد العظيم الشأن الذي توأمَ العلم بالعمل، والقول بالصدق، والتضحية بالدراية، استُشهد في سبيل هدفه الإلهيّ والمقدّس الذي كان الدّفاع عن الإسلام والتصدّي للظّلم والاعتداء، ونال السعادة الأبديّة، وسوف يستمر نهجه على يد أصحابه ورفاقه في السّلاح، والشعبَين المسلمَين والمظلومَين في لبنان وفلسطين.
لتعلم "إسرائيل" وأمريكا أنَّ مثل هذه الجرائم لن تستطيع أن تعبّد لهما الطريق لهيمنتهما الظالمة، ولن تُرعب الشعوب التي وقعت تحت وطأة ظلمهما وشرورهما على مدى أعوامٍ طويلة.
إنني أقدّم التبريكات والعزاء بهذه الشهادة المفتَخرة التي هي مكافأة إلهية على الجهاد المستمر لذاك الإنسان المخلص والمضحي إلى الشعب اللبناني وإلى شباب حزب الله الطاهرين والأعزاء وقياداته، وخاصة عائلة ذلك الشهيد العظيم وأصدقائه ومحبّيه، وأسال له الرحمة والفضل الإلهيَين.
والسلام على عباد الله الصالحين.
السيد علي الخامنئي
13 شعبان 1412 | 17/2/1992