في السابع من تير (28/6/1981)، كانت الأنباء عن محاولة اغتيال آية الله الخامنئي لا تزال ساخنة حتى اليوم السابق، عندما انفجر مبنى حزب الجمهورية الإسلامية في شارع سرتششمه بطهران واستشهد الشهيد بهشتي مع 72 من أعضاء حزب الجمهورية. في اليوم التالي، استشهد محمد كتشوئي، رئيس سجن إوين، على يد أحد السجناء التائبين في الظاهر من المنافقين.
المنافقون الذين دخلوا مرحلة المواجهة المسلحة مع الجمهورية الإسلامية في 20 حزيران/يونيو سرعان ما شكّلوا «وحدة خاصة» لاغتيالاتهم نفذت عدداً من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال. من ناحية أخرى، أدت محاولة اغتيال آية الله الخامنئي في 27 حزيران/يونيو، وتفجير مكتب حزب الجمهورية الإسلامية في اليوم التالي، وانتشار كتيّب لتبنّي عملية الاغتيال تحت اسم بقايا مجموعة «فرقان»، إلى تحليلات مختلفة حول منفذي هذه العملية. يرى بعض الخبراء التاريخيين أنهم «منظمة المنافقين»، وآخرون يرون أن «أتباع فرقان» هم منفذو العملية. لكن على يد مَن أو أيّ مجموعة تعرّض آية الله الخامنئي لمحاولة الاغتيال؟ بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لمحاولة اغتيال قائد الثورة الإسلامية، يُعيد موقع KHAMENEI.IR الإعلامي القراءة لوثائق محاولة اغتياله وتفاصيلها بناءً على اعترافات بقايا «فرقان».

 

الفرقانيّون

«إذا كان ثمة عمر متبقٍّ، وإذا أعطت فِرق من قبيل "فرقان" الإذن والفرصة، فسنعاود عمل الحزب في المستقبل إن شاء الله، وسيستعيد الحزب حياته، ويبدأ عمله الإعلاميّ، ويطلق الكتيبات والكتب والأعمال الإعلاميّة اللازمة، وسوف تنطلق التشكيلات اللازمة، وإن شاء الله، ستصلح الأمور» (31/3/1980).

كانت هذه بعض أقوال آية الله الخامنئي في خطاب في مدينة بافق بمحافظة يزد في 31/3/1980، وربما لم تحظَ باهتمام كبير في تلك الأيام، لأنه كان قد مرت أشهر على اعتقال الأعضاء الرئيسيين لمجموعة «فرقان». لكن بُغض الفرقانيين لعلماء الدين كان أكبر من أن ينطفئ باعتقال غالبية المجموعة وإعدامهم.

تشكلت «فرقان» بقيادة شاب اسمه أكبر غودرزي في 1356 و1357 هجري شمسي (بين 1977 و1979 ميلادي) طرحَ التفسيرات الماديّة من المصادر الدينية بإطلاقه جلسات تفسير القرآن. أثار تفشّي حمّى التفسيرات الماديّة والماركسيّة في السنوات التي سبقت الثورة والتي طرحها الأفراد والتيارات الالتقاطية حساسية بعض الشخصيات الفكرية للثورة مثل الشهيد آية الله الشيخ مرتضى مطهري. وصل الأمر إلى درجة أن الشاب العشريني غودرزي كتب عشرين كتيّباً في تفسير القرآن وشرحاً لـالصحيفة السجادية ونهج البلاغة.

كان الشهيد مطهري قد رد على هذه التفسيرات الماديّة في نقاشاته خلال 1977 و1978. وفي الطبعة الثامنة من كتاب الدوافع نحو المادية، أضاف مقدمة بالعنوان نفسه وانتقد رواج أنواع فهم مادية والتقاطية باسم الإسلام، واصفاً إياها بـ«المادية المنافقة». وقال: «مطالعة الكتابات التفسيرية كما يُزعم، التي نُشرت في العام أو العامين الماضيين ولا تزال، لا تدع مجالاً للشك في وجود مؤامرة ضخمة في الأمر. ليس لدي شك في أن مثل هذه المؤامرة من أعداء الدين تُستخدم بغية ضرب الدين. ما أشك فيه حالياً هو هل مؤلفو هذه الكتيبات أنفسهم مخدوعون ولا يفهمون ما يفعلونه، أو فعلوا ويفعلون عن علم وعمد مثل هذه التفسيرات المادية، نظراً إلى ما يفعلونه بحق الكتاب المقدس لسبعمئة مليون مسلم. بالنظر إلى أننا نرى كثيراً من آثار وأعراض عدم النّضج والجهل في هذه الكتابات، وسوف نشير إلى بعض الأمثلة، نفضل تسمية "المادية" التي يجري الترويج لها بصورة تفسير آيات القرآن في العام أو العامين الماضيين "المادية المغفّلة". إذا تابعوا طريقهم المنحرف مرة أخرى بعد هذه التحذيرات، فسنضطر أن ندعو تلك "المادية" "المادية المنافقة"».

ما كان يزيد خطورة الفكر المنحرف لـ«فرقان» هو قابلية التأثّر بالجوانب السلبية من تفكرات د. علي شريعتي - رغم وجود جوانب إيجابية - خاصة موضوع «الإسلام دون علماء الدين» و«التشيّع العلوي والصفوي»، إذ يرى أن «علماء الدين» هم من أعداء الإسلام الرئيسيين ويشير إليهم بـ«آخنديسم/الآخندية (نظام رجال الدين)». في النتيجة، بعد إرساء الجمهورية الإسلامية، وبينما كانت البلاد تحترق في حمّى الحركات الانفصالية، حملت «فرقان» السلاح لمحاربة ما أسمته «بلاء آخنديسم/الآخوندية (نظام رجال الدين)».

تبدأ مجموعة «فرقان» موجة الاغتيالات في 3/4/1979 باغتيال رئيس هيئة الأركان المشتركة في جيش جمهورية إيران الإسلامية، الشهيد السيد محمد-ولي قرني، والشهيد مطهري في 1 أيار/مايو 1979، ومحاولة اغتيال حجة الإسلام الشيخ أكبر هاشمي الرفسنجاني في 24 أيار/مايو 1979، واغتيال الشهيد تقي حاجي طرخاني في 7 تموز/يوليو 1979، وآية الله السيد رضي الشيرازي في 15 تموز/يوليو 1979، والشهيد مهدي عراقي وابنه حسام في 26 آب/أغسطس 1979.[1] وأيضاً في 1 تشرين الثاني/نوفمبر، اغتيل إمام جمعة تبريز، الشهيد السيد محمد علي قاضي الطباطبائي، والشهيد الشيخ محمد مفتّح في 18 كانون الأول/ديسمبر على يد «فرقان» في كلية الإلهيات بجامعة طهران.[2]

في مسرح كل عملية اغتيال، كانت «فرقان» توزّع عدداً من الكرّاسات التي تشرح سبب الاغتيال، وبهذا، تتحمل مسؤولية الاغتيال. كانت لهذه الاغتيالات جوانب مختلفة: الاغتيالات السياسية التي استهدفت الشخصيات، والاغتيالات التي نشأت من أيديولوجية «فرقان»، التي كانت متجذرة أحياناً في العداء الشخصي لدى غودرزي، مثل اغتيال الشهيد مفتح وحاجي طرخاني اللذَين كانا من الشخصيات الرئيسية في مسجد قبا ممن تصدوا لأفكار غودرزي.

تبدأ الاعتقالات من فريق التحرّيات الذي بدأ العمل بأوامر من الإمام في أيار/مايو (1979)، وتؤدي أشهر عدة من العمل الاستخباراتي إلى تحديد أكثر من 10 منازل لخلايا «فرقان». في النهاية، خلال عملية في 8/1/1980 يُقبض على العناصر الرئيسية لـ«فرقان» بمن في ذلك أكبر غودرزي، زعيم هذه المجموعة. ونظراً إلى كون معظم أعضاء «فرقان» من الشباب المخدوعين، سعى القيّمون على القضية إلى تنوير عقولهم وإنقاذهم من الضلالة بعقد جلسات أسئلة وأجوبة. كانت تُتابع الإجراءات القضائية لجرائم الأفراد بالتوازي مع النقاشات العَقدية التي كانت تطول لساعات. أدت المناقشات والأسئلة والأجوبة في النهاية إلى عودة عدد ملحوظ من الفرقانيين وتوبتهم.

في نهاية المطاف، أُعدم أكبر غودرزي في 24/5/1980 مع عدد آخر من أعضاء «فرقان». كذلك حُكم بالسجن على عدد من أعضاء المجموعة الذين لم يتورطوا في الجرائم والقتل. كما ذهب بعض التائبين إلى الجبهة واستشهدوا في ما بعد. بعد إعدام غودرزي، خصصت «فرقان» العدد الخامس والعشرين لغودرزي، ومع نشرهم صورة له، كتبوا أسفل الصورة: «مجاهد التشيّع المظلوم، الشهيد الأيديولوجي السادس للشيعة، أكبر غودرزي». قبل ذلك، كانت «فرقان» قد سمّت بعد الشهيد الأول والشهيد الثاني والشهيد الثالث: مجيد شريف واقفي الشهيد الرابع، وعلي شريعتي الشهيد الخامس.

 

ما بعد الفرقانيين

كان محمد متحدي مسؤولاً عن الفرع العسكري في «فرقان»، وقد سُجن خلال الاعتقالات الأولية في أيار/مايو 1979 لكن أُفرج عنه بعد تقديم نفسه كشخص عادي، لأن العناصر الرئيسية لـ«فرقان» لم يُقبض عليهم بعد. واعتُقل مرة أخرى في تشرين الثاني/نوفمبر لكنه قدم نفسه أنه «مهدي سيفي»، وبعد نحو شهر من الاحتجاز، أمال أنبوب التدفئة المركزية تحت النافذة وهرب بقصه قضبان النافذة.

كانت معظم الاغتيالات تحدث بموافقة أكبر غودرزي ومحمد متحدي، وكان متحدي نفسه حاضراً في ثلاثة اغتيالات: الشهيد عراقي وتقي حاجي طرخاني والشهيد قاضي الطباطبائي. وكان هو نفسه العنصر المؤثّر في غسل أدمغة لعدد من الشباب واستقطابهم إلى «فرقان». وكان أحدهم مسعود تقي زاده، منفذ اغتيال الشهيد قاضي الطبطبائي في تشرين الثاني/نوفمبر 1979.

بعد إعدام غودرزي، أنشأ متحدي بجمع الأعضاء المتبقين من «فرقان» منظمة «أتباع فرقان». جاءت «أتباع فرقان»، التي كانت شعبة فرقان تبريز نفسها، إلى طهران بهدف الانتقام لدماء من يسمونهم «شهداء فرقان»، فوضعوا على جدول أعمالهم اغتيال آية الله رباني الشيرازي، وآية الله موسوي الأردبيلي، وحجة الإسلام عبد المجيد معاديخواه، الذين كانوا من حكام الشرع في محاكمة فرقان، وكذلك اغتيال آية الله الخامنئي. اغتيالاتٌ لها بُعد أخذ الانتقام من النظام وللتعبير عن الوجود وحياة «فرقان» في الساحة أكثر مما لها بُعد سياسي أو أيديولوجي.

في 28 آذار/مارس 1981 في شيراز، أُطلق الرصاص على آية الله رباني الشيرازي لكنه لم يستشهد. يكتب الإمام الخميني - رحمه الله - في جزء من بيانه ما يلي: «علمت بمحاولة اغتيالكم.  هذا النوع من التعامل مع علماء الدين الملتزمين كان ولا يزال مشروع المنحرفين، وهدفهم هو إخراج المجموعة الكفوءة والملتزمة من الساحة غافلين عن أن التاريخ يشهد أن علماء الدين الواعين كانوا الطليعة في الميادين السياسية وغيرها، وأن اغتيال الأشخاص لا يمكن أن يجعلهم ييأسون ويمهد الطريق أمام الذين يريدون بالإسلام والبلاد شراً».[3]

 

خطة الاغتيال

بعد محاولة الاغتيال لآية الله رباني الشيرازي، حاولت «أتباع فرقان» مرات عدة اغتيال آية الله موسوي الأردبيلي وحجة الإسلام معاديخواه لكنها أخفقت. في كل مرة، لم تنفجر القنبلة المزروعة على الطريق، أو كان يُغيّر مسار السيارة التي تقلّ الشخصية. أدى الإخفاق في محاولة الاغتيال بأسلوب تفخيخ مسار الشخصيات وارتفاع مخاطر الاغتيال بأسلوب ركوب دراجة نارية بـ«أتباع فرقان» نحو فكرة جديدة هي استخدام جهاز تسجيل الصوت المفخخ. اقترح الفكرة لأول مرة محمد متحدي. يقول مسعود تقي زاده حول هذا الموضوع: «هذه الخطة، خاصة بعد إخفاق الأعمال ضد [حجة الإسلام] معاديخواه أو [آية الله] موسوي الأردبيلي، شغلت تفكير مهدي[4] كثيراً. رسم لي مخططاً لكي أصنع واحداً، وكان مكعباً مستطيلاً فيه بعض الثقوب التي تبدو 9 ملم ومعبّأة على مسافات متساوية. ثم بعد تحضيره، إذْ كنت قد أعطيته لعامل مخرطة، وحتى هو شك في الأمر وقال لرب عمله إن هذا يستخدم للأسلحة، في النهاية حصلت عليه بعد ألف معاناة وتبرير، وبعد أيام عدة من العمل عليه صنع مهدي شيئاً لتوضع أربع رصاصات في الفتحات (واحدة في كل ثقب)، ثم كانت هناك صفيحة بأربعة مسامير موصولة بها، وبمحور في وسطها يسحب الصفيحة نحو المكعب المستطيل، فإذا كنا نحرر الأمّان ونسحب الصفيحة إلى الخلف ونفلتها، كانت المسامير ستطرق على الرصاصات وتنطلق. بالطبع، كان الأمر يبدو صحيحاً، لكن عندما جربته، أنا ورضا، على طريق سولقان، لم يعمل (الصندوق). في المرة الأولى التي ذهبنا فيها بالسيارة، كان حسين أيضاً ولم يعمل. في المرة الثانية، عندما قال مهدي: لا بد أنكم لم تحرروا أمّانه، فذهبنا مع رضا، لكن الأمر لم يفلح أيضاً. في النتيجة، بقيت المسألة معلقة حتى غيّر مهدي مخططه ووضع هذه المرة ثقباً واحداً بدلاً من أربعة بقطر أكبر، وهي الخطة نفسها التي استخدمت في جهاز مسجّل الصوت [لاغتيال آية الله الخامنئي]. طبعاً كنت قد جرّبته وعمل جيداً. طبعاً، غيري أنا، كان مهدي قد جرّبه بنفسه، لكن هذه المرة في نهاية ذلك الثقب الذي كان قطره نحو 1 سم ويؤدي إلى ثقب صغير آخر يخرج سلك الصاعق الكهربائي، وقد رُشّ بعض البارود على الصاعق يليه بعض كرات بلبرينغ، ثم هناك دائرة بلاستيكية وكلها موضوع عليها لاصق مع تثبيتها».[5]

 

الرّصاصة التي لم تصب هدفها

بعد انتصار الثورة الإسلاميّة، بدأت مختلف الفرق الالتقاطيّة والماركسيّة أيضاً بالمطالبة بحصصها من الثورة. كان «مجاهدو خلق» الذين انتهجوا نهج السلاح قبل الثورة الإسلاميّة خلافاً لنهج التوعية الذي اتّخذه الإمام الخمينيّ يتباهون بعدد قتلاهم. كما أنّ المنافقين الذين لم يحظوا في انتخابات رئاسة الجمهوريّة عام 1980 بترحيب النّاس ولا في انتخابات «مجلس الشورى الإسلاميّ» في العام نفسه حاولوا مع انتهاج نظريّة «البديل» وعبر الاتّحاد مع بني صدر تعريض النّظام للضربات. كان المنافقون وبني صدر الذين وجّهوا خلال لقاءين في كانون الثاني/يناير وآذار/مارس من العام الفائت شفرتهم الحادّة باتّجاه «الحزب-اللهيّين» يسيرون يوماً بعد يوم نحو المواجهة مع الجمهوريّة الإسلاميّة.

كانت مختلف اللقاءات واستعراض الميليشيا للقوّة في شوارع طهران من ناحية، وتصريحات بني صدر السلبيّة من ناحية أخرى، تُسعّر نيران الخلافات. شكّل عزل الإمام الخمينيّ بني صدر من القيادة العامّة للقوّات المسلّحة ضوءاً أخضر للتيّار الرّسالي المعارض لبني صدر. وهنا دعت الجبهة الوطنيّة لاتّخاذ موقف والتجمّع ضدّ لائحة القصاص التي كانت مطروحة في المجلس. ومع تحذير الإمام الخمينيّ انتفى هذا الأمر. في 17/6/1981، أُقرّ المشروع العاجل والمُكرّر في «مجلس الشورى الإسلامي» بنفي أهليّة بني صدر. ومع اقتراب عزل بني صدر أقدم المنافقون الذين كانوا ينوون ضمن إستراتيجيّتهم إلحاق الهزيمة بالنّظام عبر بني صدر إلى الانتحار بعدما لاحظوا انهزام نظريّة «البديل» التي كانوا يتّبعونها. فبعد يوم صدر عن المنافقين بيانٌ أعلنوا فيه خوض مواجهة مسلّحة مع الجمهوريّة الإسلاميّة. وأعلنت المنظّمة ضمن بيان كُتِبَ بخطّ يد رجوي[6] اتّباع «المقاومة الثوريّة المسلّحة بأيّ سبيل وعلى نحو هو الأكثر حزماً» مقابل «الرجعيّين الانحصاريّين والأوباش حاملي الهراوات» وأنّهم «سيستحقّون أقسى العقوبات الثوريّة»[7].

آية الله الخامنئي هو أهمّ الشخصيّات السياسيّة في هذه الأيّام وأبرزها. وقد أشار سماحته في خطبتي صلاة الجمعة في 19/6/1981 إلى رسالة للإمام الخمينيّ (قده) وعرض بعض الأمور التي كُتمت طوال أشهر احتراماً لأمر الإمام، وخطّأ بني صدر والمنافقين: «أيّها الإخوة، كما سبق وقلت: السيّد بني صدر ليس طرفاً بشخصه، بل هناك تيّار يشكّل طرفاً. لقد برز هذا التيّار اليوم في هذه الصورة وكان سابقاً قد ظهر بصور أخرى وقد يظهر في يوم آخر بصور أخرى. فلتكونوا واعين. ولتشخّصوا تيّار النفاق، أي الكفر الخفيّ. هذا الكلام ليس كلام اليوم. هذا الكلام من أجل الزمان الذي لا يكون فيه الخطباء وقائدنا العظيم الشّأن حاضرين بيننا. هذا التيّار ملكٌ لتاريخ ثورتنا. أيتها الأجيال الشابّة، ويا فتيان اليوم ومسؤولي الغد، وأيّتها الأجيال التي لم تأتِ بعد أو ما زلتم أطفالاً، فلتعلموا أنّ هذه الثورة تتلقّى الضربات من ناحية المنافقين أكثر من الجميع، فلتتوخّوا الحذر. الخطّ الصحيح يكمن في الثورة الإسلاميّة، وهو خطّ "لا شرقيّة ولا غربيّة"، وخطّ التمسّك بإسلام الفقاهة، وخطّ التمسّك بالمشاركة الحقيقيّة للنّاس في المشهد، وخطّ الصّدق والنّقاء في التعامل مع النّاس، لا أن يتحدّثوا إلى الناس ويقولوا الكذب ولا أن يقولوا: نحن مناصرون للإسلام لكنّهم على أرض الواقع يحملون المطرقة ويضربون جذور الإسلام، ولا أن يقولوا: نحن نعارض الشّرق والغرب لكنّهم على أرض الواقع يعزفون ألحان السياسات الأجنبيّة» (19/6/1981).

في 20 حزيران/يونيو، وتزامناً مع جلسة «مجلس الشورى الإسلامي»، حوّلت ميليشيا «مجاهدو خلق» طهران إلى ساحة قتال وحرب وأطلقت حروب الشوارع. كانت نتيجة أفعال هذه الميليشيا استشهاد 25 شخصاً من النّاس.[8]

كان ممثّل الإمام الخميني في «المجلس الأعلى لشورى الدّفاع»، والنائب في مجلس الشورى وإمام جمعة طهران، آية الله الخامنئي، من علماء الدين النشطين، ويتردّد باستمرار بين الجبهة، ومجلس الشورى ومكان إقامة صلاة الجمعة. كما أنّ سماحته كان يهتمّ أثناء زيارته مختلف المدن بعقد جلسات خطابة وأسئلة وأجوبة في المساجد. وجّه القيّمون على مسجد أبو ذر دعوة لآية الله الخامنئي في أيّام حزيران/يونيو اللاهبة من أجل إلقاء كلمة في هذا المسجد. أُلغي هذا البرنامج بسبب عقد جلسة نزع الجدارة عن بني صدر وأُجّلت أسبوعاً لتكون في السّبت السابع والعشرين من حزيران/يونيو. وآية الله الخامنئي الذي كان يتعامل مع بني صدر في الجبهة وميدان السياسة، وعلى معرفة كبيرة به، ألقى كلمة في جلسة نزع جدارته وطرح 14 دليلاً على إثبات فقدان كفاءته. وفي النهاية، تمّ إقرار نزع الأهليّة عن بني صدر مع تأييد 177 نائباً في مجلس الشورى.

من المقرّر أن يُلقي آية الله خامنئي عصر الثلاثاء في 23 حزيران/يونيو كلمة في حفل تكريم الشهيد شمران المُنعقد في مدرسة الشهيد مطهّري العُليا. كان آية الله الخامنئي والشهيد شمران ممثّلين عن الإمام الخميني في «المجلس الأعلى لشورى الدفاع»، وكانت واحدة من نتائج تعاونهما تأسيس مقرّ حرب العصابات. نظراً إلى الممارسات المسلّحة التي بدأها المنافقون في 20 حزيران/يونيو كان الخطر قائماً لكن لحُسن الحظّ أقيمت هذه المراسم في أمانٍ مطلق ودون أيّ حادثة. بعد انتهاء كلمة آية الله الخامنئي التفّت حوله الجموع، وكان هناك شخصٌ يحاول بالقوّة أن يوصل نفسه إليه، وقد وجّه ضربات عدّة بساعده إلى فريق الحماية لكنّهم منعوه من الاقتراب. عندما عادوا من المراسم، لفت اللباس المدمّى لأحد أعضاء فريق الحماية أنظار الآخرين. كان الحارس الشّخصي قد جُرح بشفرة لكنّ الخطر قد زال.

في السادس والعشرين من حزيران/يونيو، ألقى آية الله الخامنئي خطبتي صلاة الجمعة وحاكم المنافقين بشدّة: «إنكم أنتم من أقبلتم على الكفر بعدما وُلدتم من آباء وأمهات مسلمين ومسلمات. كتبكم مُتاحة، والمباني الماركسية والإلحادية ومباني الكفر مشهودة في كلامكم وكتبكم وأعمالكم. أنتم رجعيون، أنتم مرتدون، أنتم من ثبت مرات عدة في السجن وخارج السجن للعناصر الثورية الإسلامية المناضلة ابتعادكم عن الإسلام. ثم تتشبّثون بذريعة الرجعية لتقاتلوا الجمهورية الإسلامية؟ أخطأتم وعميت أبصاركم. هذه شواهد إدانتكم التي سيتوصل إليها في المستقبل كل العالم والتاريخ بأسره. وكذلك اسمكم لن يخلد في التاريخ. وأما إذا بقي، فإنه سيبقى مع لعنة وسخط عام، لأن هذه الثورة انتصرت مع كل هذه المعاناة، وقاد هذه الثورة إمام وقائد ذو شخصية استثنائية في تاريخنا، وقد ثبّت دعائم هذه الثورة بكل ما يملك شعبٌ بهذا الوعي وهذا الإيثار على النفس، ثم تأتون - يا بضعة أشخاص أنانيين جاهلين لاهثين وراء السلطة وكثيري الادّعاء - تريدون أن تعرّضوا حصيلة هذا الكد والسعي للخطر، وتزعجونها وتُضرُّون بها. سيلعنكم التاريخ وسيسخط عليكم. كونوا على ثقة» 26/6/1981.

في تلك الأيام، عمدت جماعة «أتباع فرقان» التي أرادت اغتيال آية الله موسوي الأردبيلي خلال جلسة تفسير القرآن التي تُقام ليلة الجمعة إلى تغيير قرارها بسبب سفره إلى مشهد وإلغاء المراسم في ذاك الأسبوع. آخر شخص على قائمة اغتيالات «أتباع فرقان» لم يكن سوى آية الله السيد علي الخامنئي. وهكذا تحققت توقعات آية الله الخامنئي قبل عام.

«كان جهاز التسجيل هذا مخصصاً ابتداءً لموسوي أردبيلي الذي كان يحاضر ويقيم جلسات التفسير كل ليلة جمعة في المسجد المجاور لمنزله، ومهدي الذي ذهب للاستطلاع قال لحسن: سيكون الأمر سيئاً للغاية من الناحية الإعلاميّة لأن العملية تستهدف جلسات تفسير القرآن، ولهذا، ذهبت بنفسي في المرة التالية ورأيت أن من الممكن إتمام الأمر بجهاز التسجيل، ولذلك في الأسبوع التالي أعد مهدي جهاز التسجيل لكن في ذلك الأسبوع تحديداً ذهب [آية الله موسوي أردبيلي] إلى مشهد بسبب حداد أو فرح ولم يحدث الأمر. حتى علمنا أن [آية الله] الخامنئي لديه برنامج أسئلة وأجوبة في المنطقة».[9]

يجري تنفيذ الاستطلاع بسرعة، ويأخذ مسعود تقي زاده جهاز التسجيل إلى مسجد أبو ذر يوم العملية. «ذهبت لاستطلاع المسجد في اليوم السابق، وفي اليوم التالي، ذهبت إلى المكان مع جهاز التسجيل. كان مهدي يختبره بالمصباح وكان يعمل جيداً لكن في صباح يوم العملية، عندما اختبرته مرات عدة، وجدت أنه لا يمكن الاعتماد عليه كثيراً، فمع قليل من الاهتزاز يخرج عن حالته الطبيعية».

آية الله الخامنئي الذي ذهب إلى الإمام لتقديم التقرير عن الوضع على الجبهات غادر جَمَران متوجهاً إلى مسجد أبو ذر. في الطريق إلى المسجد، يناقش الشهيد بابائي وآية الله الخامنئي قضايا الجبهة والقوات الجوية. الشهيد بابائي يصلي خلفه ويترك المسجد.

«في اليوم نفسه الذي حدث فيه الانفجار، كان هذا الشهيد معي قبل الظهر أو عند الظهر تقريباً عندما كنت ذاهباً إلى ذلك المسجد. كنت قد أتيت من عند الإمام وذاهباً إلى ذلك المسجد كي نصلي ونؤدي البرنامج حيث وقعت الحادثة بعد ذلك. تبعني هذا الشاب حتى خرجت من عند الإمام، فجاء وظل يتكلّم ويتحدّث بتلك الأقوال ووجهات النظر النابعة عن إصلاح وحرص وحماسة واندفاع، ولم يتركني في السيارة أيضاً حتى جاء معي إلى المسجد» (14/08/1987)[10].

 

قصة الاغتيال

بعد الصلاة يأتي دور برنامج «سؤال وجواب». في البداية، اعتذر آية الله الخامنئي عن إلغاء مراسم الأسبوع الماضي بسبب عقد اجتماع البحث حول نزع الأهلية عن بني صدر. «في البداية، لا بد أن أعتذر عن الغياب الأسبوع الماضي. مع أنه كان لدينا مثل هذا الموعد، ولكن كما تعلمون، كان مجلس [الشورى الإسلامي] السبت الماضي منشغلاً بأعمال مهمة واستمر الأمر حتى الحادية أو الحادية والنصف ظهراً. لم يكن ممكناً مغادرتنا المجلس، وعندما خرجنا كان الوقت قد فات ولم يكن من الممكن المجيء». ثم تُطرح أسئلة متعددة بعضها يتعلق بشائعات ضد قادة الحزب الجمهوري. يتحدث آية الله الخامنئي. كان من المفترض ألا يضعوا جهاز التسجيل أمام الخطيب حتى لا تصفر مكبّرات الصوت، ولكن في نهاية الخطاب يُحضر تقي زادة جهاز التسجيل ويضعه أمامه على الجانب الأيسر، مقابل القلب.

«ذهبت إلى المسجد ظهراً ورأيت أن صلاة الظهر قد أُقيمت بإمامة [آية الله] الخامنئي، فشاركت في الصلاة التالية (العصر)، ثم عندما ذهب إلى الطاولة لإلقاء الكلمة، ضبطت جهاز التسجيل بعد دقيقة أو اثنتين ووضعته أمامه. بالطبع، لأن الطاولة كبيرة، كان ينحني إلى هذا الطرف أو ذاك لالتقاط ورقة الأسئلة. لم أكن متأملاً كثيراً إصابة الهدف، ولأنني أخشى أن تنفجر القنبلة قبل أن تصل إلى نهاية الشريط، تنحيت جانباً بسرعة وارتديت جواربي، ثم ذهبت إلى المرحاض وخرجت من هناك، وذهبت من الزقاق الخلفي إلى ساحة أبو ذر حيث ركنت الفولكس (Volkswagen) وابتعدت عن المكان».

اعتقد الحرس أن جهاز التسجيل للمسجد ولم يمنعوه. واحد منهم فقط حرّكه قليلاً كي لا يتسبب في صفير مكبر الصوت. يقول آية الله الخامنئي: «إذا كان هذا مكبر للصوت، أطفئه. ضع مكبر صوت على اليمين حتى لا يصدر ضجيجاً». يحرّك الحرس جهاز التسجيل قليلاً، وتستمر الكلمة، وفجأة يدوّي صوت يفاجئ الجميع.

 

- ذهبت نحو جهاز التسجيل! نظرت إليه قليلاً ثم غيّرت مكانه على نحو لا إرادي ووضعته إلى اليمين بجانب الميكروفون، بعيدًا قليلاً عن السيّد!

- فجأة بدأ الميكروفون الصفير...

- التفت السيّد، وقال: عالجوا هذا الصوت، أو أطفئوه.

- في مثل هذه الحالات، يعمد أهل المنبر إلى التحرك قليلاً إلى الأمام أو الخلف لعلّه يَصلح الصوت.

- كنت أقف مقابل السيد بجانب باب الصحن، فرجع السيّد قليلاً إلى الخلف والجهة اليسرى، فجأة...

- لفّ صوت غريب أرجاء الصحن.[11]

 

آية الله الخامنئي يسقط على الأرض على جنبه الأيسر. اعتقد الجميع أن إطلاق نار حدث، وقد تمددوا على الأرض. ذخّر الحرس أسلحتهم. ذهب أحدهم نحو آية الله الخامنئي. «بأي طريقة ممكنة فتحنا الطريق وعدت إلى خلف المنبر، وكان جهاز التسجيل مفتوحاً مثل دفتر ذي أربعين ورقة. كتبوا على جداره الداخلي: أوّل عيدية من مجموعة "فرقان" إلى الجمهورية الإسلامية»، لكن مواقف آية الله الخامنئي الحازمة والواضحة من جهة، والاشتباكات بين المنافقين والشعب في الأيام الماضية من جهة أخرى، أدّت إلى اتهام المنافقين بأي عمل إرهابي وعنيف. وحادثة اغتيال مسجد أبو ذر ليست استثناءً من هذه القاعدة.

خارج المسجد يعود إلى وعيه لحظة بين أحضان الحراس. يرفع رأسه لكن سرعان ما يهوي رأسه. يقود الحرس سيارة «البليزر» البيضاء بسرعة لا يمكن تصورها كأنها بلا مكابح. في الطريق إلى المستشفى، كلما عاد إلى وعيه، كان يتمتم بالشهادتين. كانت الشفتان والعينان تتحركان بشكل قليل جدّاً.

«منذ المرة الأولى التي سقطت فيها على الأرض - بالطبع لم أعرف ما الذي حدث حتى سقطت - حتى فقدت الوعي تماماً، عدت ثلاث مرات إلى وعيي للحظات، وكل مرة كان لدي شعور ما. لن أنسى تلك الحالات أبداً. الآن سوف أقول واحدة منها: في إحدى الحالات، شعرت أنني سأغادر، أي شعرت أن الموت كان أمامي. رأيت نفسي على حافة عالم البرزخ تماماً، وشعرت أنه في تلك الحال ليس للإنسان وسيلةً سوى الله، ولا أي وسيلة! يعني أياً كان العمل الذي تركه الإنسان خلفه، وإذا لم يستطع جلب التفضل الإلهي ورحمة الله، فلن يمكن الاطمئنان إلى ذاك العمل. يشك المرء: هل فعلت هذا العمل بإخلاص؟ هل كانت نيتي إلهية بنسبة 100%؟ ألم يكن فيها شرك ورياء؟ ألم يكن هذا الاعتبار وذاك؟ على أيّ حال نحن مركز العيوب. للأسف لدينا كل العيوب. هناك يشعر الإنسان كأنه قشة بين الأرض والسماء. إنه منقطع عن كل شيء. شعرت بحالة الانقطاع هذه في ذلك الوقت ودعوت الله المتعالي وقلت: إلهي، ترى، كم أياديّ خالية ولا أملك شيئاً وأنا محتاج! إذا تفضّلت عليّ فقد فعلت وإلا نحن راحلون. لم أقصد الموت [بل] الخروج من وادي السعادة، ثم أُغمي عليّ ولم أعرف شيئاً» (29/04/2000)[12].

نُقل آية الله الخامنئي سريعاً إلى المستشفى وقد نجا بجهود الفريق الطبي. وفي اليوم التالي، بعث الإمام الخميني رحمه الله برسالة جاء فيها: «نفتخر في محضر الله تعالى ووليه الحق بقية الله - أرواحنا فداه - بهؤلاء الجنود في الجبهة وخلف الجبهة الذين يمضون لياليهم في محراب العبادة وأيامهم في الجهاد في طريق الحق، وإني أفخر بك، أيها الخامنئي العزيز، وأبارك لك خدمتك على الجبهات بلباسك العسكري وخلف خطوط الجبهة بلباس علماء الدين لهذا الشعب المظلوم. وأطلب من الله - سبحانه وتعالى - سلامتك من أجل خدمة الإسلام والمسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏».[13]

بعد عملية 27 حزيران/يونيو التي أدّت إلى إصابة آية الله الخامنئي، تمكنت نيابة الثورة من العثور على آثار لـ«أتباع فرقان» في مشهد، وفي أيلول/ سبتمبر 1981، اعتقل محمد متحدي ومسعود تقي زاده. تحدث مسعود تقي زاده مفصّلاً أثناء التحقيق لكن محمد متحدي لم يتكلم سوى بضع كلمات ورفض أيضاً الدفاع عن نفسه في المحكمة. المحكمة الثورية في طهران، برئاسة آية الله محمدي جيلاني، وبجرم استشهاد آية الله قاضي الطبطبائي، «وافتعال التفجير بهدف اغتيال المجاهد في الله حجة الإسلام والمسلمين السيّد علي الخامنئي، الرئيس المحبوب للجمهورية الإسلامية - دامت شوكته - ما أدى - للأسف - إلى جرح سماحته»، ومحاولة الاغتيال لآية الله رباني الشيرازي، ومحاولة تفجير بهدف استشهاد آية الله موسوي الأردبيلي، والتخطيط لاغتيال حجة الإسلام معاديخواه والسيد أسد الله لاجوردي، ترى تقي زاده «باغياً ومحارباً ومفسداً»، وفي النهاية، تصدر حكم الإعدام بحقه. تم إعدام تقي زاده ومتحدي في 28/1/1982 أثناء صلاة الجمعة في تبريز، مكان شهادة آية الله قاضي الطبطبائي.[14]

يقترب عام 1360 (1981-1982) بكل تقلّباته، وصراع المنافقين وبني صدر مع الجمهورية الإسلامية، وموجة الاغتيالات، وحوادث السابع من تير (28/6/1981، أي اغتيال الشهيد بهشتي و72 شخصية قيادية في انفجار استهدف مقر حزب الجمهورية الإسلامية)، والثامن من شهريور (30 آب/أغسطس 1981، أي اغتيال رئيس الجمهورية محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر) وصعوبات جبهات الحرب، كل ذلك يقترب من نهايته. في 19/3/1982، يعود إمام جمعة طهران المحبوب، الذي غاب عن صلاة الجمعة تسعة أشهر نتيجة محاولة الاغتيال تلك، إلى محراب صلاة الجمعة. عدّد آية الله الخامنئي المصاعب التي مر بها الشعب والثورة هذا العام، وأطلق على 1360 «عام الإيثار والشهادة» و«عام الإنفاق من أثمن الثروات»، وسجل هذا العام «سجلاً دموياً، أحمر اللون، مليئاً بالألم والمعاناة، لكنه ذو عاقبة حسنة وواعدة ومطمئنة».

 


[1] كان الهدف الرئيسي لعملية الاغتيال هو حسين مهديان الذي أصيب بجروح.

[2] استشهد في هذه العملية اثنان من حرس الحماية للشهيد مفتّح.

[3] صحيفة الإمام، ج. 14، ص. 241.

[4] الاسم التنظيمي: محمد متحدي.

[5] أرشيف مركز إسناد الثورة الإسلامية، ملف مسعود تقي زاده، رقم المراجعة 5168.

[6] سازمان مجاهدین خلق پیدایی تا فرجام (منظمة «مجاهدو خلق» من التأسيس حتى النهاية)، ص. 566.

[7] نشرية «مجاهد»، العدد 127.

[8] صحيفة الجمهورية الإسلامية (جمهورى إسلامي، (22/6/1981

[9] أرشيف مركز إسناد الثورة الإسلامية، ملف مسعود تقي زاده، رقم المراجعة 5168.

[10] من كلمة الإمام الخامنئي في خطبة صلاة الجمعة، 14/08/1987.

[11] قصص غير مروية عن الحاثة الأليمة لمحاولة اغتيال قائد الثورة الإسلامية، واستضافة عدد من أعضاء فريق الحماية التابع لآية الله الخامنئي والفريق الطبي له.

[12] ذكريات آية الله الخامنئي عن اغتياله في مسجد أبو ذر، 29/04/2000.

[13] صحيفة الإمام، ج. 14، ص. 504.

[14] حسن روزيطلب، تركيب الالتقاط والاغتيال، طهران: مركز إسناد الثورة الإسلامية، ص. 157.