بسم الله الرحمن الرحيم،

لقد كان حلواً وممتعاً جداً بالنسبة إليّ لو وُفّقنا أيضاً للاستفادة من جمعٍ آخر من الأعزاء على هذا النحو نفسه، فتأتون - أيها الشباب الأعزاء وآمال المستقبل - بقلوبكم النقية وأرواحكم المشرقة الخالية من الشوائب وتقرؤون لنا عبارات نهج البلاغة النورانية[1]. لأن الطقس حار، ومع أنني أتوق إلى السماع منكم، سأصرف النظر وسأتحدث إليكم فقط ببضع جمل قصيرة. لكن تذكروا أن قراءتكم نهج البلاغة هي مطلبنا وفي يوم ما - إن شاء الله - تجيبون هذا الطلب. الآن لأن الطقس حار، سوف نصرف النظر.

شدّتني جاذبيتان إلى مخيّمكم واجتماعكم هذا: أولاً جاذبية نهج البلاغة، وثانياً جاذبية اجتماعكم، أيها الشباب والناشئون والإخوة والأخوات. إنكم في الحقيقة أصحاب هذه الثورة في مراحل المستقبل. سأتحدث ببضع جمل عن الأمرَيْن.

 

«نهج البلاغة» كتاب كامل لبناء الذّات الفرديّة والاجتماعيّة

أولاً، في ما يتعلق بـنهج البلاغة، لا بد أن أقول إننا نحن المجتمعَ الإيراني - للأسف - حُرمنا كتابَ نهج البلاغة الشريف والمنير قروناً متمادية. يمكن نهل الدروس لحياة إنسانية سعيدة من أبعادها كلها وخصائصها كافة من نهج البلاغة. إذا أردنا أن نبني أنفسنا – أخلاقنا وخصالنا ومعتقداتنا ونشاطنا وأملنا وبُعد نظرنا وواجباتنا ومسؤولياتنا - وأن نبني ذاتنا الشخصية، أو كنا نريد مجتمعاً يليق بالإنسانية وبالإنسان، مجتمعاً مليئاً بالعدل وبالحق وبالأمل وبالجهاد وبالسعي وبالنصر وبالنجاح، ويقوم على أساس فلسفة حكيمة وصحيحة، فهذه الدروس كلها في بناء الذات والمجتمع تُستسقى من نهج البلاغة. إنه كتاب كامل على هذا النحو. لقد تعرفتم اليوم إلى نص نهج البلاغة قليلاً وستتعرفون إليه أكثر شيئاً فشيئاً، ولكن في ذلك اليوم الذي تتمكنون من الوصول إلى أعماق هذا المحيط اللامحدود من المعارف والفضائل، حينئذ سوف تؤيدون ما قلته: بناء الذات الفردية والإعمار الاجتماعي للإنسان. طبعاً نهج البلاغة له بُعد عرفاني أيضاً، وأرى نفسي أصغر من أن أفهم تلك الأبعاد وأدركها. إنني مجبر على الاكتفاء بظاهر تلك الكلمات والمرور عليها مرور الكرام، إذ يستطيع أن يفهمها أهل الله والأناس العارفون والحكماء وأصحاب القلوب العارفة بالله. هذا هو نهج البلاغة.

 

الإعراب عن الأسف على قلّة استفادة الشّعب الإيرانيّ

من معارف «نهج البلاغة» سنواتٍ متمادية

نحن مثل ذلك المريض الذي لديه وصفة طبية كاملة من طبيب حاذق في جيبه أو على رف غرفته، لكنه في الوقت نفسه لا يفتح تلك الوصفة ولا يعمل بها ويعاني من هذا المرض باستمرار. كان لدينا نهج البلاغة قروناً متمادية ولم نستخدمه ولم نستفد من معارفه، واحتفظنا بأمراضنا الفردية والاجتماعية لأنفسنا هكذا. ذلك هو التأسف والحسرة الكبيرة التي ستدخل قلب أي شخص يتعرف إلى نهج البلاغة. كان أول شخص جلب نهج البلاغة إلى الناس في زماننا المرحوم فيض الإسلام، وكان من علماء طهران، عالماً مخلصاً ومطلعاً ونيّر الفكر، وقد ذهب إلى ترجمة نهج البلاغة ووضعه في أيدي الناس. أرى نفسي ملزماً ذكرَ اسم هذا السيد الجليل - لم أره من قرب لو مرة واحدة في حياتي، والتحق أخيراً برحمة الله قبل عام أو اثنين – في كل مكان حتى لا تُنسى خدمته العظيمة للمجتمع الإيراني. لكن قبل أن تصير ترجمة فيض الإسلام متاحة لنا لم يكن هناك أي مؤشر على نهج البلاغة في البيئة الشعبية والفكرية والطالبية – ناهيك بالتلاميذية - وحتى في بيئة طلبة العلم والحوزة العلمية، باستثناء ترجمة الملا فتح الله الكاشاني والكتب القديمة والشروح العربية وما شابه.

 

تعلّم «نهج البلاغة» والاستفادة منه عملٌ مبارك ومثمر للمستقبل

علينا اليوم أن نعوض. المفاهيم اللازمة كلها لتقوية نظام الجمهورية الإسلامية موجودة في نهج البلاغة. وأنتم - يا أعزائي ونورَ أعيننا، التلاميذَ والنخب والشباب الموهوبين وذوي الذاكرة الجيدة، سواء البنات أو الفتيان الذين انخرطتم في وادي ترجمة نهج البلاغة وحفظه وتعلّم هذا الكتاب المقدس، وتعلمون أن هذا الكتاب مبارك وعظيم جداً - اغتنموا هذا الأمر وامضوا قُدماً. ينبغي للمعلمين والمربّين والمعاونية ذات الصلة والإخوة الذين تابعوا هذا العمل أن يعلموا أنه من أثمن الأعمال. إياكم أن تستهينوا بهذا العمل أو تصغّروه! سوف يدرك مجتمعنا في الأعوام العشرين الآتية الآثار التي سيتأتى بها اجتماعكم اليوم وتعلّمكم نهج البلاغة. اعلموا أن هذه الشتلة مباركة. لقد غرس هذه [الشتلة] اليوم إخواننا الأعزاء في «مؤسسة نهج البلاغة» ووزارة التربية والتعليم وسائر العاملين، وستعطي بركاتها وثمارها في المستقبل. لا تتركوا هذا الأمر.

 

السّعي لتعويض التّأخير في فهم «نهج البلاغة» والاستفادة منه

ليعلم أبناؤنا وإخوتنا الأعزاء أيضاً أن هذه الكلمات قيّمة جداً. بالطبع، قد لا تتمكن هذه الترجمات من إيصال المعنى بوضوح وبلاغة عالية. نهج البلاغة عمل فني استثنائي من حيث جمال الكلمات وبلاغة التعبيرات. ولا نعرف أي متحدث أو كاتب فارسي أو أي فنان أو شاعر في عصرنا وأي زمان يمكنه التحدث ببلاغة عليّ (ع). في الوقت نفسه من الممكن اختيار جمل - كما اخترتم - من شأنها أن تُفهِمَ المعاني إجمالاً. لكن كلما تقدمتم، تعرّفتم أكثر إلى نص نهج البلاغة، وشعرتم أكثر بتفاصيله الظريفة وجمالاته. هذه الجملة نفسها التي كان يقرؤها هذا الأخ الآن - «ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين. يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون»[2]- من ضمن أجمل الأشعار. هل من الممكن ترجمة هذا أصلاً؟ «فمرة لنا من عدونا. ومرة لعدونا منا. فلما رأى الله صدقنا، أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر»[3]. أصلاً هذه [الجُمل] غير قابلة للترجمة، ولا يمكن لأي بيان جميل أن يترجمها. «إنّ أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله - سبحانه وتعالى - الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله»[4]، وهل من الممكن تحويلها إلى الفارسية! تعرفوا إلى نص هذه العبارة حتى تتمكنوا من إدراك تفاصليها الظريفة شيئاً فشيئاً في المستقبل، إن شاء الله. أطلب من إخوتنا الأعزاء في وزارة التربية والتعليم ألا يتركوا هذا المسار، فتابعوا هذا الخط. أدخلوا نهج البلاغة إلى المدارس وفي صفوف الدراسة حتى يتعلّموا النص العربي له. وظّفوا أفضل الكتّاب وأبلغ الفنانين واطلبوا منهم أن يترجموا ذلك بصورة جميلة حتى يتمكن أبناؤنا من حفظ النص والترجمة. لا بدّ أن يدخل هذا في كتبنا المدرسية. لقد كنا بعيدين جداً عن نهج البلاغة، وبقينا بعيدين جداً وعلينا التعويض. هذه النقطة الأولى بشأن نهج البلاغة.

النقطة الثانية تتعلق بكم، أنتم أيها الأعزاء: إن مستقبل الثورة لكم، سواء أكنتم من التلاميذ الذين ينشطون في نهج البلاغة، أم من التلاميذ المتميزين الذين قدِمتم من أماكن أخرى، أم التلاميذ من أنحاء البلاد كافة. كانت هذه الثورة مثل شتلة، مثل حقل وبستان، فأعُدّت أرضها وحُرثت، ونُثرت فيها بذور وسُقيت في الوقت المناسب، ويا ​​له من سقي باهظ الثمن! نُثر أفضل البذور في أفضل الظروف في هذا الحقل، ومنذ نبت المحصول من الأرض حاول الأعداء من الأطراف والأكناف أن يقتلعوا هذه النباتات والشتلات والأشجار من هذه الأرض ويرموها بعيداً، وأن يدمّروا هذا البستان ويقضوا عليه. لقد حافظ الجيل الذي سبقكم بكل كيانهم وجهودهم وقدراتهم وببذلهم الدماء على هذا البستان [المليء] بالشتلات القيّمة من أجل أن يوصلوها إليكم. وقت قطاف الثمار من هذه الحديقة هو ذاك الوقت الذي ستُثْمرون فيه أنتم، الناشئةَ وشبابَ اليوم. إنّ رسالة ثورتنا هذه، وشعار «لا شرقية، لا غربية» هذا، وشعار حاكمية المظلومين هذا، وشعار العدالة وإرساء العدل في المجتمع هذا، وشعار حاكمية القرآن الكريم والإسلام على البشرية هذا، والهدف والفكرة العظيمة لإنقاذ الإنسانية هذا، التي هي شعارات ثورتنا وأهدافها، هي اليوم بمستوى شعاراتٍ ودعاياتٍ وأهدافٍ نسعى وراءها لكي نصل إليها. ذلك اليوم الذي ستُثمر فيه هذه الشتلة سترونه بأنفسكم، وربما لن نرى تلك الأيام. لقد زيّن هذا البستان بهذا الشكل أيدي بستانيٌّ ماهر حريص متوكل من الله، أي إمامنا (الخميني) العزيز، وسقت هذا البستان دماء كثيرة، أيْ بستان الجمهورية الإسلامية وحاكمية القيم الإلهية.

العالم اليوم مستعد لسماع رسالتنا وقد سمعت شعوب كثيرة رسالتنا أيضاً. إن الذين سمعوا رسالة الثورة الإسلامية قد اقتدوا بها ورحّبوا بها. لم تكن هناك أيّ ثورة على هذا النحو من قبل، ولم تُسرِ أي ثورة ثقافتَها إلى أعماق الشعوب على هذا النحو السلس والمريح. اليوم ليس في البلدان الإسلامية فقط، إنما غير الإسلامية [أيضاً]، يريد الشباب الاقتداء بشبابنا، وتريد النساء الاقتداء بنسائنا، وعلماء الدين يريدون الاقتداء بعلمائنا، ويريد أفراد الشعب الاقتداء بأفراد شعبنا. هذا ما هو عليه الوضعُ اليوم. في تلك البلدان التي لم تجرب نساؤها الحجاب على مر سنوات متمادية وحتى قرون - ببركة ثورتنا ومن منطلق المحبة والمودة التي يكنّها هؤلاء الناس تجاه ثورتنا - ارتأت نساؤهم وبناتهم مثل أخواتنا وبناتنا ارتداء الحجاب الإيراني والحجاب على نمط الثورة الإسلامية. إن ثقافة الثورة في حالة نمو كهذه! أناس في دول لم يكونوا يعرفون ما أمريكا ومن هي وما تروم بهم ولماذا يجب أن يكونوا أعداء لها ها هم اليوم يحرقون العلم الأمريكي! فترون في جنوب أفريقيا يُظهر الناس أثناء المظاهرات فجأة العلم الأمريكي ويضرمون النار فيه. حسناً ما علاقة جنوب أفريقيا بأمريكا؟ لسنوات طويلة، عندما كان ذوو البشرة السمراء يحاربون نظام بريتوريا[5]، لم يكن الأمر متعلقاً بأمريكا. مَن الذي منحهم هذه الصحوة؟ مَن الذي جعل شعب جنوب أفريقيا يدرك أنه إذا رأيتم أن نظام بريتوريا يضطهدكم، فاعلموا أنه الاستكبار العالمي الذي تحمل أمريكا رايته وهي على رأسه؟ لذا، إنهم يحاربونه ويحرقون علم أمريكا. في باكستان والفيليبين والهند وأين ما كانت هناك مظاهرة ضد الأجهزة الاستكبارية، وضد سياسات التمييز العالمية، يحرقون علم أمريكا في [خطوة] رمزية. هذه ثقافتنا. إنها انبثقت من هنا. هذه هي حالة ثورتنا، وهكذا كانت ثورتنا حتى الآن.

 

تغيير توجّه المجتمع والحياة العامة للشّعب الإيراني

نحو القيم الإلهيّة ببركة الثّورة الإسلاميّة

في مجتمعنا الإيراني، تمكّنا من قلب حياة المجتمع والحياة العامة للشعب من هذه الصفحة إلى تلك، وبدّلنا توجّه المجتمع أصلاً. الثورة فعلت هذا العمل. بعضكم لا يتذكرون جيداً، وبعضكم يتذكرون إلى حدّ ما أنه قبل عشر سنوات في هذه البلاد كان يُعدّ الفساد والرشوة والأفعال غير الأخلاقية والجنسية قِيمة! في رامسر هذه نفسها، وفي مدن مازندران هذه، بجانب بحر قزوين هذا وفي كل مكان في هذه البلاد، كانت ثقافة الفساد رائجة والابتذال أمراً مقبولاً عند الناس. إذا لم تكونوا من أهله، فكان ذلك يبعث على الدهشة. اليوم صار العكس تماماً؛ لقد تغيّرت القِيَم. الثورة فعلت هذا العمل. في هذه البلاد، كانت الذخائر كلها - المالية والبشرية والفكرية والموهوبة – تُستهلك لمصلحة طبقة واحدة، طبقة المرفهين تلك، الذين يرتبطون بالأجهزة الحاكمة بطريقة ما. اليوم، كل شيء عكس ذلك: الشعار شعار المستضعفين، وأولئك المرفهون الذين يتمتعون بحياة راقية يفخرون بأن يقولوا: «نعم، كنا فقراء يوماً ما مثلاً»، أو حتى أنهم الآن [يحاولون] إخفاء تلك الرفاهية الضخمة بقدر معين، وطبعاً ذلك الشكل العالي جداً [من الرفاهية] غير موجود في مجتمعنا أصلاً. صارت القيم في مجتمعنا قِيماً إسلامية. أين كان يجتمع الفتية في هذه المخيمات لقراءة القرآن ونهج البلاغة؟ كانوا يجتمعون هنا ليجترّوا ثقافة الغرب والمنتجات الثقافية الذهنية للأجانب، المخطئة والفاسدة، ويتعلموها من بعضهم بعضاً. كانوا يعلمون الفساد للفتية! صار العكسُ اليوم: يعلّمون الفتية الدين. [صار] الفتية متديّنون. هذه هي الشتلات نفسها التي نبتت من الأرض. إنها تلك الشتلات التي اخضرّت.

 

إيصال رسالة الثّورة الإسلاميّة إلى العالم مَهمّةُ النّاشئين والشّباب

لكن لا يزال أمامنا كثير من العمل. في ذلك اليوم الذي يمكننا أن نقدم أنموذجاً إلى العالم بالعدالة الاجتماعية بنسبة 100% في بلدنا، وفي ذلك اليوم الذي يمكننا أن نقدم أنموذجاً حياً إلى العالم بالأخلاق الإسلامية بنسبة 100% بين شعبنا، وفي ذلك اليوم الذي يمكننا أن نقتلع جذور الفساد من المجتمع كلياً، وفي ذلك اليوم الذي يتحول صغارنا وكبارنا ورجالنا ونساؤنا كلياً إلى أناس ذوي أخلاق إسلامية ونمط إسلامي، هو اليوم الذي سيتحرك فيه العالم نحو أهدافنا وشعاراتنا بتسارع. لدينا طريق طويل أمامنا. أنتم مَن ينبغي أن يكمل بقية الطريق، وأنتم الأصحاب الأساسيون للثورة. أعزائي، نورَ العيون، أيها الفتيةُ والناشئة، لقد حافظنا على هذه الثورة والجمهورية الإسلامية حتى تصلوا أنتم، ذوي النفَس الجديد، وتجعلوها عالمية. أنتم من ينبغي أن تنقلوا رسالة هذه الثورة إلى العالم. ابنوا أنفسكم وهيّئوها لذلك اليوم. لقد كتبوا على هذه اللافتات عبارة: «آمال مستقبل الثورة». هذا صحيح. أنتم آمال المستقبل.

 

سعيُ أعداء الثّورة والإسلام لفصل جيل التّلاميذ عن الإسلام والثّورة

أودّ أن أقول هذه النقطة في ختام حديثي: إن سعي أعداء الثورة، أعداء الإسلام، أمريكا والاتحاد السوفييتي، وأياديهم ومرتزقتهم، هو أن يفصلوا جيل التلاميذ لدينا عن الثورة والإسلام، أي أنْ يسلبوا مستقبل هذا البلد هذه الآمال. لماذا؟ لأنهم يخافون منكم. إذا كنتم تمضون قُدماً على هذا النحو كما تفعلون اليوم في التعرف إلى الدين والقرآن ونهج البلاغة والإسلام، فسوف تتزلزل غداً أركان إمبراطوريات الذهب والقوة في العالم بسببكم. لذا يخافون منكم، ويجب أن تكونوا حذرين - كما على أولياء الأمور أن يتوخوا الحذر وعلى مديري التربية والتعليم في أنحاء البلاد كافة أن يكونوا حذرين، والأكثر من ذلك كله أنتم، أيها الأبناء في المدارس الابتدائية والثانوية والإعدادية، كلٌّ من البنات والصبيان - ومنتبهين وأن تروا أولئك الذين يريدون حقن إبر الفساد في جسم المدرسة أعداءَكم الخطرين والخائنين. أيّ شخص يريد أن يجرّ هذا الجيل الذي هو أمل المستقبل إلى اللامبالاة وقلة الاكتراث للثورة، أو إلى فساد الأخلاق – كائناً من يكن، سواء أكان تلميذاً أم معلماً أم مديراً أم ولي أمر - فاعلموا أنه عدو خطير للغاية وعليكم أن تقفوا في وجهه.

إن شاء الله، أتمنى أن تستمتعوا بهذا المخيّم وأن تنجحوا في هذه الاختبارات والمسابقات أيضاً، وأن تتقدموا يوماً بعد يوم - إن شاء الله - وأن نلتقي مرة أخرى أيضاً في العام المقبل والاجتماعات المقبلة بأيادٍ مملوءة أكثر والمزيد من الاستعدادات. إنني سعيد جداً لأنني وُفِقت للقائكم هنا، أيها الأعزاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


[1]. في بداية هذا اللقاء، الذي عُقد في مخيم ميرزا كوتشك خان في مدينة رامسر، خلال رحلة ليوم واحد، قرأ عدد من التلاميذ عبارات من نهج البلاغة.

[2]. نهج البلاغة، ج. 1، ص. 105.

[3]. المرعج نفسه.

[4]. شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج. 7، ص. 221.

[5]. نظام الفصل العنصري الحاكم في جنوب أفريقيا.