بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولا سيما بقية الله في الأرضين.

إنني سعيد جداً، وأشكر الله المتعالي أن منحني هذا التوفيق اليوم في طليعة شمس رمضان أن تكون لي معكم هذه الجلسة[1]، أيها الأعزاء الذين أنتم - بحمد الله - منوَّرون بهذا النور وتأنسون بـالقرآن، وأن أحظى بزيارتكم من كثب. لقد استمتعتُ جداً اليوم بهذه التلاوات والبرامج التي تم إجراؤها.

أودّ أن أتحدث ببضع كلمات عن شهر رمضان المبارك، وبضع كلمات أيضاً عن الأنس بـالقرآن وكلام الله المجيد. بعد ذلك سأتحدث ببعض النقاط عنكم، أي فناني التلاوة.

قال [رسول الله (ص)] حول شهر رمضان: «هو شهرٌ دُعيتم فيه إلى ضيافة الله»[2]. حسناً لقد وُجّهت إليكم دعوة. طبعاً الإنسان يُدعى في بعض الأحيان فيُجيب، ويذهب إلى تلك الضّيافة وتجري استضافته. وفي حين آخر لا؛ يُوجِّهون الدعوة إلينا ولا نبذل الهمة لنتحرّك ونذهب إلى تلك الضّيافة لتجري استضافتنا. إذاً، هذا الأمر بأيدينا، أنا وأنتم. هذا الشهر هو شهر رمضان، شهر الضيافة، شهر الساحة اللامتناهية للرّحمة الإلهيّة. مَن ذاك الذي ينبغي أن يجلس على تلك المائدة؟ مَن ذاك الذي تنبغي استضافته؟ النقاش يدور حول هذا الأمر. لا بدّ أن نشحذ الهمة لدخول قاعة الضّيافة العظيمة هذه والجلوس على هذه المائدة. ما هذه الضّيافة؟ ماذا سيمنحكم الله المتعالي إذا ما دخلتم جميعاً – إن شاء الله – قاعة الضيافة هذه على أفضل نحو وتشرّفتم بالضّيافة الإلهيّة؟ الضّيافة الإلهيّة هي توفير الفرصة للتقرّب إلى الله، أي لا يوجد ما هو أرقى من ذلك. لقد وفّر الله المتعالي في هذا الشّهر الفرصة للتقرّب إليه. وإذا دخلتم هذه الضّيافة، فستنتفعون منها. ما هذه الفرصة؟ هي فرصة الصّوم، فرصة الأجر اللامتناهي لتلاوة [الكتاب] الإلهيّ، تلاوة القرآن. هي فرصة الأجر المضاعف لإصلاح ذات البين وأمثال هذه الأمور الواردة في خطبة الرّسول الأكرم (ص). فلنطلب هذه الأمور من الله المتعالي. لنطلب أن يمنّ علينا الله المتعالي بالتوفيق للانتفاع من هذه الفرص. لذلك قال (ص): «فَاسأَلُوا اللهَ رَبَّكُم بِنِيّاتٍ صادِقَةٍ وَقُلوبٍ طاهِرةٍ أَن يُوَفِّقَكُم لِصِيامِهِ وَتِلاوةِ كِتابِه»[3]. اطلبوا هذا من الله.

بحمد الله، أنتم في الغالب من الشباب والقلوب الطاهرة والنورانية والمتلألئة، إذْ يغبط الإنسان حالكم حقاً، أيها الشباب، إذ تستطيعون الاستفادة بأفضل وجه من هذه الفرص. هكذا يخاطب الإمامُ السجاد (ع) اللهَ في الدعاء الرابع والأربعين من الصحيفة السجادية، وهو دعاء «دخول شهر رمضان»: «وَأعِنّا عَلى صيامِهِ بِكَفِّ الجَوارِحِ عَن مَعاصيك». صيامٌ مثل هذا. لقد اتضح أن الصيام لا يقتصر على تجنب الأكل وهذه الأفعال الظاهرية.

هذا أيضاً جزء من الصيام الذي يقربكم إلى الله على ذلك النحو: «كفّ الجوارح» عن معاصي الله، «واستعمالها فيه بِما يُرضيك». طبعاً الدعاء دعاء مفصّل وأنا أوصي مَن لم يقرؤوا هذا الدعاء أن يقرؤوه. اقرؤوه وانتفعوا منه حقاً. أنتم تستحقون أن تستفيدوا من كلمات الإمام السجاد (ع) في الصحيفة السجادية على أفضل وجه. ثم يكمل بعد مسافة فيقول: «وَأَن نتَقَرَبِ إليك فيه بالأعمال الزاكية بِمَا تُطهّرنا عَن الذنوب وَتَعصِمُنَا فِيه مما نستأنف من العيوب»، أي أن يطهرنا الله المتعالي من الماضي ويحفظنا أيضاً في المستقبل. فلنقدّر هذا الشهر.

في ما يتعلق بالأنس بكلام الله... حسناً إن من أسماء القرآن المباركة «الذِّكر». في القرآن نفسه، استُخدم تعبير «الذِّكر» مرات عدة والمراد هو القرآن. مثلاً: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ... (50)} في سورة الأنبياء حيث عُرِّفَ القرآن أنه «ذِكر»، أو {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر، 9). في سورة الحجر على النحو نفسه أيضاً، وفي بعض المواضع الأخرى من القرآن - ربما هناك ما مجموعه أربعة مواضع أو خمسة... خمسة أو ستة مواضع في القرآن - حيث سُميَ القرآن بـ«الذِّكر»، فلماذا «الذِّكر»؟ «الذِّكر» يعني «الذِّكرى». ماذا يعني أن القرآن ذكر؟ يعني أنه «مُذَكِّر». القرآن يُذَكِّرُنا. هذه صيغة مبالغة. في كلام العرب عندما يريدون المبالغة، لا يستخدمون اسم الفاعل اسمَ فاعل، وإنما يستخدمونه مصدراً، فيقولون: «زيدٌ عدلٌ». حين يريدون أن يقولوا: زيد عادل جداً، يقولون: زيدٌ عَدْلٌ. هذه [المسألة] كذلك. القرآن ذِكر، أيْ هو في منتهى التذكير، ومنتهى «المُذَكِّرِيّة». هذا هو القرآن.

حسنًا «الذِّكر» وسيلة تواصل. «الذِّكر» يعني ذكرى. إذا كنتم تتذكرون، فإنكم تتواصلون مع أي شخص أو أي شيء، وإذا نسيتموه، فإنكم قهراً لن تتواصلوا معه. الذِّكر هو بطبيعة الحال وسيلة تواصل. إذا أردنا أن يكون لدينا تواصل مع الله والجنة ومع باطن نفسنا ذي المرتبة العالية التي جعلها الله المتعالي لنا ونستطيع الوصول إليها وتفعيلها، وأن نقيم تواصلاً، فعلينا أن نكون متذكّرين له. فإنْ نسيَ، فسوف تحدث الغفلة عنه، وهذه الغفلة هي ذلك الشيء نفسه الذي جرى التحذير والتنبيه إليه مراراً في القرآن، وقد حُذّرنا من ذلك.

يوم القيامة يقولون للكافر والمنحرف: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ... (22)} وهي من سورة ق، أو في سورة  للأنبياء المباركة: {يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)}. هكذا يقول الكافر في القيامة: {يَا وَيْلَنَا}. ويل لنا! لقد كنا مصابين بالغفلة. الغفلة بلاء عظيم جداً. لذلك، في أحد الأدعية المتعلقة بنافلة الليل [ورد]: «اللّهُم إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ الجُبنِ وَالبُخلِ وَالغَفلةِ والقَسوَة»[4]. نلجأ إلى الله من الغفلة. حسناً، إذن «الغفلة» هي النقطة المقابلة لـ«الذِّكر». القرآن ذكرٌ أيضاً. وكلما أنستم بـالقرآن أكثر، يزداد الذِّكر. وبالطبع «الذِّكر» و«المراقبة» متطابقان تقريباً أو متحدان على معنى واحد... المراقبة التي يؤكدها أهل المعنى وأهل السلوك جميعهم إذ يقولون إن سلّم عروج الإنسان هو المراقبة؛ مراقبة النفس. أعتقد أنه في كلام المرحوم الشيخ حسين قلي الهمداني أو أحد تلامذته رأيت ذات مرة أنه يقول إنه من دون المراقبة تحدث أحياناً للإنسان حالة لكن هذه الحالة لا تدوم. إذا كانت هناك مراقبة، فإن تلك الحالة المعنوية للإنسان ستبقى. لذلك إن تلاوة القرآن والأنس به لهما هذه الخصوصيات.

إذن، هذا حديث الله. عندما نقرأ القرآن هذا يعني أن الله يتحدث إلينا. لا يتعلق هذا الحديث بالماضي والقضايا والقصص القرآنية فقط، بل بوضعنا الحالي الذي يجري التعبير عنه بذلك البيان من أجل أن نجد سبيلنا ونجلس للاستماع إلى حديث الله. وهذه نعمة عظيمة أعطانا إياها الله المتعالي. إحدى النعم هي أنه يمكننا التحدث مع الله متى نشاء «بغير شفيع»[5] - هذا في الدعاء الشريف لأبي حمزة - فمتى نشاء نتحدث إلى الله المتعالي. هذا هو الدعاء. ومتى نشاء نستطيع أن نجلس للاستماع إلى حديث الله. [تحديد] الوقت بيدكم. أنتم في الواقع تحددون موعداً للجلوس للاستماع إلى حديث الله والانتفاع، فلننظر إلى تلاوة القرآن بهذه النظرة. فلننظر إلى القرآن بهذه النظرة.

يجب أن تُكَرَّر التلاوة. لقد قلت مرات كثيرة إنه لا بدّ من تكرار التلاوة، ومن قراءة القرآن وختمه من أوله إلى آخره ثم البدء من جديد من البداية إلى النهاية، ومن الاستفادة من القرآن على نحو متصل ومتتابع.

القرآن معجزة الرسول (ص). حسناً، هذا النبي (ص) وهو النبي الخاتم (ص) ودينه أبدي، ولذلك لا بدّ أن تكون معجزته أبدية أيضاً. دين الرسول (ص) دين أبدي ومعجزته لا بد أن تكون أبدية أيضاً. ماذا يعني أن تكون أبدية؟ هذا يعني أنه في أي وقت من فترات التاريخ الطويلة إلى ذلك الزمان الذي يكون فيه هذا الدين قائم، أي إلى الأبد حيث يمكنكم العثور على المعارف التي تحتاجونها للحياة من القرآن في أي مرحلة. ماذا تعني الحياة؟ الحياة هي ذلك المعنى نفسه الواسع للحياة: الحياة الروحية، والحياة المتعالية الإلهية، والحياة المادية، والأسرة، والحكومة، والعلاقات الاجتماعية... إلى الاتصال بالله المتعالي. هذه [الجوانب] هي المجال الشاسع والنطاق العظيم لحياة الإنسان.

يجب أن يكون القرآن قادراً وهو قادرٌ على الإجابة عن أسئلتكم حول كل هذا النطاق العظيم، وأن يرشدكم إلى المعارف الإلهية السامية. يمكن لـالقرآن أن يعرّفنا إلى أسمى المفاهيم المتعلقة بحياة الإنسان، التي بالطبع يمكن تحصيلها بالتعلّم والتفقّه. لا تنسوا هذا. نعم، معظم الناس - ليس كل الناس - يستفيدون من ظاهر القرآن بطريقة ما، لكن الاستفادة من أعماق القرآن وبطونه لا يمكن تحقيقه إلا بالتعلّم والتفقّه، إذ يقول (ع) في نهج البلاغة في الخطبة 110: «وَتَعَلَّموا القُرآنَ». ثم بعد فاصلة [يقول]: «وتَفَقَّهوا فيه». التفقّه يعني التعلّم العميق، إذْ يقولون عن التعلّم العميق «التفقّه». خوضوا في التعلّم العميق بشأن القرآن، «فَإنَّهُ ربيعُ القُلوب». إذْ إنه ربيع القلوب. ربيع القلوب! يُنعش القلب ويُضفي عليه الازدهار، هكذا هو. والتدبّر والتعلّم والتفقّه شروط لذلك. طبعاً شرطه أيضاً تطهير القلب. يجب أن نطهّر قلوبنا وننقذ أنفسنا من كثير من وارداتنا القلبية، وهذا مرة أخرى أسهل بمراتب بالنسبة إليكم - أيها الشباب - عن أمثال هذا العبد.

أود أن أقول لكم هذا: اعلموا أننا مررنا بمرحلتكم وعبرناها، ولدينا تجربتها، ولدينا مرحلتنا التي ليس لديكم تجربتها. إن تطهير القلب الذي أتحدث عنه أسهل بمراتب في مرحلتكم من مرحلتنا. {لَا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (الواقعة، 79). لا بدّ من تطهير القلب ومسّ القرآن.

هناك حديث ينقله المرحوم العلامة الطباطبائي (رض)[6] وددت أن أقوله لكم، وهذا الحديث عن أمير المؤمنين (ع)، إذْ يقول المرحوم الطباطبائي: «وهو من غُرر الأحاديث». إنه من أبرز أحاديث أهل البيت (ع) وأكثرها صفاء. «قيلَ لَهُ هل عِندَكُم شيء مِنَ الوَحِي». كان هناك شخص يسأل أمير المؤمنين (ع) هل عندكم شيء من الوحي غير هذا القرآن الذي عندنا الآن؟ «قالَ: لا والذي فَلَقَ الحَبّةَ وَبَرَأَ النَّسْمَةَ». يقول الإمام (ع): كلا! قسماً بالله ما عندنا شيء آخر غير هذا، «إلَّا أَن يُعطيَ الله عَبداً فَهْماً في كتابِه». الترجمة الفارسية لهذا، بلغتنا المتعارفة، هي كما يلي: نعم، إذا فتح الله المتعالي الطريقَ، فنغور في هذا الموجود نفسه، فحينئذ يكون لدينا أشياء كثيرة.

يقول المرحوم العلامة الطباطبائي إن أقوال أمير المؤمنين (ع) هذه في التوحيد والمعارف الإلهية، بتعبير سماحته، من الأقوال العجيبة لأمير المؤمنين (ع) - حين تنظرون إلى نهج البلاغة هذا حقاً تعبير سماحته عن العجائب - ولقد استفاد أمير  المؤمنين (ع) فيها كلها من القرآن. يُستفاد من هذا الحديث للقول إن كل هذه المعارف الرائعة والممتازة التي لا تكفي العقول المتعارفة العادية لفهمها، وعلى الإنسان أن يفكر ويتعلّم ويأخذ الدروس ليفهمها، هذه المعارف كلها أخذها أمير المؤمنين (ع) من القرآن واستفاد منه. القرآن على هذا النحو. هذا المحيط العميق هو كذلك.

حسناً، الآن بضع جمل وبضع نقاط حول مسائل التلاوة في المحافل، وهو عملكم القيّم.

أولاً، بحمد الله، بلدنا من البلدان البارزة والنموذجيّة من حيث القرّاء الحسني التلاوة، أيْ ربما في العالم الإسلامي، على سبيل المثال [باستثناء] مصر التي تتمتع بامتياز في هذا الصدد، لا أعتقد أنه يوجد هناك في البلدان الأخرى هذا العدد من القرّاء البارزين والحسني التلاوة والصحيحي التلاوة الموجودين في بلدنا، بحمد الله. هذا ببركة الجمهورية الإسلامية. أين كنا وإلى أين وصلنا! في بداية انتصار الثورة، كانت همتنا واهتمامنا أن يعرف قارؤنا أين يقرأ، وأين يوصّل، وأين يقف! أي إلى هذا الحد، وقد كانوا قراءً معدودين. بحمد الله، اليوم عندما ينظر المرء يرى قرّاء عديدين وكثيرين.

إنني آنسُ - الحمد لله - بـ«راديو تلاوة»، وكثيراً ما أستمع له عندما يكون لدي وقت فراغ. هناك عدد كثير من التلاوات الجيدة على هذه الإذاعة وفي بعض الأحيان على شاشة التلفاز - لدرجة أنني قلّما أُوَفّقُ لها كلّها - إلى حدّ أن المرء يشكر الله حقاً. أكثر الأوقات عندما أسمع التلاوة أشكر الله.

اليوم كثيرون من قرّائنا [متفوقون على الآخرين]. طبعاً أنا لا أقول «الجميع»، فأنتم لم تصلوا بعد إلى المراتب البارزة مثلهم. عليكم أن تعملوا. وهذه إحدى النقاط التي سأتحدث عنها الآن بين مزدوجين: «أنتم إذْ تقرؤون جيداً وتقرؤن بشكل صحيح وتثيرون حماسة المستمع فلا تظنوا أن العمل انتهى!» في أي وقت وأي مكان يظن المرء أنه وصل إلى نهاية الطريق، وليس هناك ما هو أعلى، هناك تكون نقطة سقوط الإنسان! أقول هذا الشيء نفسه للشعراء أيضاً، وأقوله للكتّاب أيضاً، وأقوله أيضاً لطلاب الحوزة. عليكم المضي قدماً، والتقدّم إلى الأمام أيضاً، والمضي قدماً فلا يزال هناك مجال للإكمال. ليس الأمر كما لو كنتم تظنون أن كل شيء قد انتهى الآن.

لكن ما هو [قائم] الآن يبعث على المفخرة إنصافاً، أيْ ما نتمتع به اليوم. بحمد الله، هذا العدد وهذه النوعية، ولا نعلم أنه يوجد بهذا المقدار في مكان ما غير الذي ذكرته. حتى أن كثيرين من قرائنا الحاليين أفضل من بعض أولئك الذين دعوناهم وأحضرناهم إلى هنا ودفعنا ​​لهم المال واستمعنا لتلاواتهم القرآنَ، وهتف ألف شخص لهم: «الله الله» بلا داعٍ ولم يكن يستدعي ذلك أيّ لزوم! أحياناً كانت قراءة بعضهم سيئة لكن الجمع يقول: «الله الله» فيُدرك أن الجمع لا يفهمون حُسن التلاوة وسوءَها، ولذا لا يحاول حتى القراءة جيداً! لقد رأيت ذلك. بعض القراء حين قرؤوا في مصر قرؤوا جيداً، ولما أتوا إلى هنا وقرؤوا، فكلا؛ كانت تلاوتهم دون المستوى المأمول! هذا مهم. فالآن إذْ إنكم تجابهون المستمعين عليكم أن تقدموا إليهم[7] هذه التذكيرات، مع أننا لم نستقبل مثل هؤلاء الضيوف منذ مدة، فالحمد لله قرّاؤنا جيّدون. الآن حين أنظر إلى هؤلاء الجمع الذين قرؤوا اليوم أرى أن التلاوات التي استمعت لها كانت جيدة جداً! وقد تلا السيد نظريان[8] تلاوة من سورة القصص - المقطع نفسه الذي تلاه مصطفى إسماعيل - وكانت [تلاوته] جيدة جداً جداً، أو التلاوة التي تلاها السيد مقدّمي[9] من سورة هود كانت جيدة جداً ومتميزة إنصافاً. والسيد حامد[10] على هذا النحو أيضاً كانت له تلاوات جيدة جداً. وبعض الأصدقاء الذين قرؤوا هنا اليوم وكثيرون غيرهم على هذا النحو كذلك. الآن لأنني لا أرى الأشخاص ولا أعرف أسماءهم ولا أعرف مَن هم موجودون ومن ليسوا موجودين، لن أذكر أسماء. ذكرت أسماء هؤلاء الأشخاص القلائل الذين تلوا هنا وكانوا يقرؤون أفضل من العديد من أولئك الذين جاؤوا إلى هنا وكان يُشار إليهم بالأستاذ - الأستاذ فلان - وبحمد الله هذا جزء من افتخاراتنا. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية أن التلاوة في المحافل فنٌّ مقدس. إنه فن. هذا الفن من أرقى الفنون القدسية وأسمى الفنون المقدّسة. يجب أن يكون ذلك في خدمة الذِّكر وخدمة الدعوة. القرآن هو الذِّكر. يجب أن تكون تلاوتكم في خدمة الذِّكر. كما يجب أن تتلوا بأسلوب يجعلني - أنا المستمعَ - أتذكّر الله ويوم القيامة والعوالم العليا أكثر. يجب أن يتذكّر الإنسان من تلاوتكم. ضعوا هذا في الاعتبار خلال تلاوتكم، واعملوا عليه. علينا أن نلتفت إلى ألّا تتغلب علينا بعض الأمور الهامشية وبعض الاستعراض - حسناً نحن بشر ونحن ضعيفون، وهناك مقدار من التباهي في عملنا، ولا أريد أن أتشدد تشدداً لا داعي له تجاه هذا المقدار القليل - ولا ينبغي لحالة التباهي أن تتغلب على حالة التذكّر والذِّكر والدعوة إلى الله في هذه التلاوة التي تتلونها. ينبغي ألّا ننظر إلى هذه [التلاوة] على أنها مجرد فن. عندما ننظر إلى بعض قرّاء القرآن، غير الإيرانيين نرى أنّهم يرونها فنّاً فقط. لا! إنّها ليست مجرد فن. هي وسيلة الدعوة إلى الله. عليكم أن تنظروا إليها بهذه الطريقة. لا بدّ أن تكون [الطريقة]: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال، 2). عندما تقرؤون القرآن يجب أن يزداد إيماني وإيمان المُستمعين. جزء من هذا في عهدتكم وعليكم أن تفعلوه. إنه في عهدة القارئ إلى حد كبير.

تبدؤون التلاوة بالاستعاذة. [يجب] أن تكون هذه الاستعاذة حقيقية، أي تلجؤون إلى الله حقاً من شرّ الشيطان بهذه الاستعاذة. {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} في سورة النحل المباركة. إذا بدأت هذه التلاوة بالاستعاذة، فلن تكون في خدمة الأغراض الشيطانية. هذه نقطة أيضاً.

نقطة أخرى هي هندسة التلاوة. هذا ما أرادت قوله مرات عدّة لبعض القرّاء الذين قرؤوا عندنا، لكنّ الفرصة لَم تسنح. من الأمور التي عليك أن تفكر فيها بصفتك قارئاً هندسة التلاوة. عليك أن تهندس هذه التلاوة في ذهنك مسبقاً. بالطبع، تصير هذه الأشياء غريزية وطبيعية للإنسان تدريجياً في ما بعد، ولكن في بداية العمل، منذ بدايته إلى وقت طويل، من المؤكد أنك بحاجة إلى الالتفات.

ماذا تعني الهندسة؟ هناك أنواع عدة من الهندسة. أحدها اختيار اللحن المناسب لكل جزء، فعلى سبيل المثال ليست الألحان كلها مناسبة للحن القصة أو ليست الألحان كلها مناسبة للآيات التي تُنذر من العذاب. هناك ألحان مناسبة وأخرى غير مناسبة. يجب العثور على اللحن المتناسب مع المضمون. بعض القُراء المصريين ممتازون في هذا الصدد حقاً وإنصافاً إذْ يعرفون بأي لحنٍ ينبغي أن يتلوا هذه [الآيات]. هل هي إنذار أو وعيد أو بُشرى أو وعد بالجنّة؟ لكلّ منها مقتضاه. إذا كانت قصّة، فكلّ منها يتطلب لحناً، وعليكم هندسته.

هندسة أخرى هي هندسة الانخفاض والارتفاع في أصواتكم. متى ترفعون مستوى الصوت ومتى تخفضونه؟ هذا مهم. بعض الناس يرفعون أصواتهم دون داعٍ مع أنه ليس مكاناً لرفع أصواتهم إطلاقاً. عليكم أن تشخّصوا أين ترفعون مستوى الصوت وتقرؤون بصوت عالٍ وأين تقرؤون بهدوء. طبعاً، في بعض التلاوات التي يسمعها المرء من القرّاء المشهورين هناك انخفاض وارتفاع مختصّ بهم، وفي رأيي ليس مناسباً جداً أن تكرروا عن هؤلاء. عليكم أن تشخّصوا بأنفسكم وأن تلتفتوا أين يتعيّن عليكم رفع أصواتكم وأين يتعيّن عليكم القراءة بهدوء.

[نوع] آخر أيضاً هو كيفيّة الإلقاء. كيفيّة الإلقاء [لتلاوة القرآن] مهمّة جدّاً أيضاً، وسوف أعرض الآن أنموذجاً على ذلك، في تلاوة عبد الفتّاح الشعشاعي سورةَ فاطر المباركة، وهو فعلاً قارئٌ استثنائي، عندما يصل إلى هذه الآية الشّريفة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ... (15)}. تعلمون أنّ المستمعين العرب يترقبون استخدام النّفَسِ الطّويل، ويُعجبهم استخدام القارئ للنَّفَسِ الطّويل عند التلاوة ويُشجعونه ويقولون: «الله، الله»، ولا يُعجبهم النَّفَس القصير. نَفَسُ عبد الفتّاح قصيرٌ لكنّه يقرأ الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} بلحنٍ يقلب هذا المجلس رأساً على عقب! في رأيي، استمعوا إلى هذه التّلاوة؛ فإنه يقلب المجلس رأساً على عقب من شدّة كون اللحن الذي يستخدمه في القراءة مناسباً. التفتوا إلى اللحن المتناسب. هذا نوع من الهندسة.

هناكَ هندسةٌ أخرى أيضاً هي أسلوب التلاوة ليتمكّن من تجسيد الحدث أمام المستمع. فأن يجسّد الحدث، أي أن يقرأ على نحوِ أنّكم، أنتم الذين تسمعون، تشعرون كأنّكم ترون الحدث أمامكم. للإنصاف إنّ الأستاذ المسلّم به في هذه القضيّة هو الشيخ مصطفى إسماعيل، وهو استثنائيٌّ في هذا الجانب، وذلك في الآيات الشّريفة من سورة القصص حيث يقول الله المتعالي: {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا... (23)} إلى أن يقول: {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ... (25)}. إنه يقرأ هذه الآيات كأنّما ترون ما يحدث: هذه الفتاة تأتي وتخجل، وهذا الخجل نابعٌ من مشاعر معيّنة، فذهبتا إلى والدهما وحدّثتاه عن هذا الشّاب، فقال: حسناً، اذهبا إليه واطلبا منه المجيء. يكرّر: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} مرّات عدة. أو على سبيل المثال في سورة النّمل المباركة: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ... (39)}. {أَنَا آتِيكَ بِهِ} يكرّر ويقول: {أَنَا آتِيكَ بِهِ} عن لسان هذا العفريت الجني، فيشعر المرء أنّه يرى عفريت الجنّ الذي يقول بغرور: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِك}. ثمّ: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ... (40)} أي [ذاك الآخر] ألقمَ فم ذلك العفريت الجنّي حجراً قال إنّني سأحضره قبل أن ترمش بعينيك، وقد أحضره فعلاً. يقرأ ذلك بأسلوب يُشعر المرء أنّه يرى وقوع هذا الحدث. هذا نوعٌ آخر من الهندسة أيضاً. في نهاية المطاف وخلاصة الأمر لا بدّ لتلاوة القارئ أن تكون منشأ للأثر. لا بدّ لكم، أنتم الذين تتلون، أن تتلوا بأسلوب يترك أثراً في مستمعكم ويكون منشأ للأثر؛ {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} (يس، 11). لا بدّ أن ينشأ الاتّباع عبر قراءتكم، ولا بدّ أن ينشأ الاتّباع عبر تلاوتكم. هذه بضع نقاط قد أشرت إليها.

نقطة أخرى حول مسألة الاختلافات في القراءات، أي تقيُّد بعض القراء المصريين الذين دعوناهم وجاؤوا خلال هذه السنوات بمختلف أنواع القراءات. حسناً، بما أنّني لست محيطاً بالأمر كثيراً، لا أستطيع أن أقول على وجه اليقين إنهم يقرؤون قراءات شاذة أيضاً.

لدينا أربع عشرة قراءة وبالإضافة إليها لدينا قراءات شاذّة. أحتمل أن بعضهم كانوا مقيَّدين في تلاواتهم، فيتلون ويكرّرون القراءات المختلفة، ويتلون القراءات الشاذة أيضاً. لا معنى لذلك في رأيي، ولا وجود للذِّكر أبداً في هذا، ولا دعوة فيه. نعم، لا أعارض تلاوة القراءات المختلفة لكن بصورة محدودة. قراءة «ورش» مهمة بصفتها قراءة شائعة في شمال أفريقيا والجزء الغربي من العالم الإسلامي.

ورش نفسه عاش في مصر سنوات عدة – ورش وقالون أيضاً كانا يعيشان في مصر - ولذلك اشتهرت قراءة ورش في مصر وشمال أفريقيا وتونس ونحو ذلك. طُبعت المصاحف هناك طبق قراءة ورش وقراءة قالون وأرسلوها إلينا أيضاً وقد رأيتها بنفسي. هذه قراءة ورش. وعليه لا حرج في تلاوة «ورش» لأنها من أكثر القراءات شيوعاً، مع أنها ليست بقدر قراءة حفص لكنّها شائعة في النهاية. هذا جيّد.

قراءة حمزة أيضاً التي تلا جزءاً منها يافعنا[11] هي مناسبة من ناحية أن هذا السكوت في قراءة حمزة بين الحرف الساكن والهمزة شيء جميل. وبما أنّها تجعل التلاوة جميلةً لا مانع في رأينا من قراءتها أحياناً. هاتان القراءتان لا مانع إذا تمت قراءتهما لكننا لا نجد ضرورة للقراءات المختلفة والأشكال المتنوعة للكلمة الواحدة وما شابه، فلا يتحقّق ما هو متوقّع منكم للحق والإنصاف كالذِّكر والدعوة والتذكّر وأمثال ذلك.

لقد دوّنت نقطة أخرى لأوضحها. تم إنجاز أعمال جيّدة جدّاً في مجال الأنشطة القرآنية لكنها ليست كافية. نحن بحاجة إلى المزيد من بذل الجهود. مما اقتُرح علينا، وكان اقتراحاً جيّداً، وسوف أعرضه، وأي واحد منكم في استطاعته فليفعل ذلك، هو أنّ المساجد في منطقة ما - على سبيل المثال، في تلك المنطقة من طهران حيث هناك ثلاثة مساجد أو أربعة أو خمسة– فليكن كلّ واحدٍ منها مقرّاً قرآنياً، ولترتبط ببعضها بعضاً. فليذهب هؤلاء إلى ضيافة أولئك، وليأتِ أولئك إلى ضيافة هؤلاء، وليقيموا المسابقات مع بعضهم بعضاً، بخلاف المسابقات الرائجة التي تُطلقها الأوقاف (منظمة الأوقاف والشؤون الخيرية) والآخرون. لنفعل مثل هذه الأشياء؛ هذا أفضل حافز للشباب واليافعين لدخول وادي تلاوة القرآن. نحن بحاجة إلى هذا.

على شبابنا أن يدخلوا مجال تلاوة القرآن وبخاصة حفظه إذ إنّنا نحتاج إلى كثير من حَفَظة القرآن. لقد قلت قبل بضع سنوات[12] إنه تم بذل الجهود لكننا ما زلنا بعيدين عن ذلك. إذا أردتم الوصول إلى رقم عشرة ملايين [حافظ]، فإن السبيل إلى ذلك أن يدخل اليافعون عندنا وادي القرآن. من السهل الحفظ على اليافع الذي يدخل [وادي القرآن] والسبيل إلى ذلك أيضاً أن يحصل هذا العمل في المساجد، وأن يصير كلّ مسجدٍ مقرّاً قرآنياً، وأن تتواصل مساجد المنطقة مع بعضها بعضاً، وأن يتعاونوا وأن يعمد أساتذتهم إلى تعريفهم إلى بعضهم بعضاً، وأن يتزاوروا.

كان لدينا مثل هذا الأمر في مشهد، سواء في مسجد الكرامة أو مسجد الإمام الحسن المجتبى (ع). رحم الله المرحوم السيد مختاري - إن شاء الله - الذي كان قارئاً جيّد جداً في مشهد، وكذلك السيد مرتضى فاطمي الذي كان من أفضل القراء في مشهد وما زال من أفضل القراء في البلاد، بحمد الله. لقد دعوت هذين الشخصين، وأردت ذلك، وكانا يديران هذا الاجتماع في مسجد الكرامة سنوات عدة، وفي مسجد الإمام الحسن أيضاً حيث كنا - هذين المسجدين اللذين كنت أتردد إليهما - وكانوا يأتون ويتلوون. إن ارتباط هذه المساجد ببعضها بعضاً وارتباط القراء والمستمعين بالقراء وطلاب القراء ببعضهم بعضاً يُعد من الفرص التي يُمكن أن تكون في خدمة هذا العمل، إن شاء الله. إنه لأمر جيد أن نذكر المرحوم السيد مولايي (ره) الذي له حق في عنق [مجال] تلاوة القرآن في طهران وبذل جهوداً كثيرة، والمرحوم غفاري وبقيّة الإخوة الآخرين الذين كانوا في هذا الجمع منذ سنوات وليسوا بيننا هذا العام. نسأل الله أن يرفع درجاتهم جميعاً، إن شاء الله.

إلهي، بمحمد وآل محمد، اجعلنا أهل القرآن. اجعلنا نأنس بـالقرآن. اللّهم أحْيِنا بـالقرآن، وأمِتْنا على القرآن، واحشرنا مع القرآن. إلهي، أيقظ قلوبنا وأحيِها بالمعارف القرآنية. إلهي، أساتذتنا أولئك الذي هَدونا إلى هذا الطريق وأرشدونا وعلّمونا الأُنس بـالقرآن، اشملهم برحمتك، واحشر إمامنا [الخميني] العظيم وشهداءنا الأعزاء مع النبي (ص)، وثبّت أقدامنا في طريقهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


[1] في بداية هذا اللقاء الذي عُقد في أول شهر رمضان 1443 تلا عدد من القراء آيات من القرآن الكريم.

[2] أمالي الصدوق، المجلس العشرون، ص. 93.

[3] المرجع نفسه.

[4] الكافي، ج. 2، ص. 586.

[5] مصباح الكفعمي، ص. 589، دعاء «أبو حمزة».

[6] الميزان في تفسير القرآن، ج. 3، ص. 71.

[7] يقصد القراء الأجانب.

[8] السيد وحيد نظريان.

[9] السيد قاسم مقدّمي.

[10] السيد حامد شاكر نجاد.

[11] علي-رضا حاجي زادة (من تبريز).

[12] من جملتها كلمة الإمام الخامنئي مع جمع من قرّاء القرآن في البلاد، 02/08/2011.