في مستهلّ درس الخارج في الفقه أشار قائد الثورة الإسلامية إلى مقاطع من الرسالة ٥٠ في كتاب نهج البلاغة وأوضح سماحته قائلاً: في منطق الحكومة العلوية إذا اكتسب أحدهم ميزة واحتراماً بسبب. مسؤوليته فلا ينبغي أن يغيّر هذا أخلاقه وطريقة تعامله مع الناس وأن يبعده ذلك عن الناس. 
وتابع الإمام الخامنئي: فليعلم مسؤولو النظام الإسلامي أنّ الشكر على نعمة مسؤوليتهم يتمثّل في أن يقلّصوا المسافة بينهم وبين الناس، وأن يجالسوهم ويتودّدوا إليهم ويهتموا لشؤونهم بنسبة أكبر.

ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية إلى مقطعٍ آخر من هذه الرسالة يتناول قضيّة شفافيّة ووضوح المسؤولين: "ألا وإنّ لكم عندي أن لا أحتجبنّ دونكم سرّاً إلا في حرب".

وشرح سماحته هذا المقطع من رسالة الإمام علي (عليه السلام) قائلاً: "هذه نقطة بالغة الأهميّة؛ فهذه الشفافيّة التي يطالب بها الجميع، موجودة في كلام أمير المؤمنين. البعض تعوّدوا على أن ينسبوا كلّ شيء إيجابي في المجتمع الإسلامي للغربيين. يعجب الإنسان حقّاً من قصر نظر البعض! الاهتمام بالناس، وآراء الناس، والاعتناء بالناس. يقولون "لقد تعلّمنا كلّ هذه الأمور من الغربيين"؛... عندما لا تراجعون المصادر الإسلامية، وعندما لا تطالعون كلمات أميرالمؤمنين ورسول الإسلام (ص)،  ولا تفقهونها، نعم سيتوجّب عليكم حينها التعلّم من الغربيين.يقول البعض، وتسمعون قولهم أن "نعم، لقد قاموا هم أيضاً بتعليمنا هذه الشفافية"؛ لا، الإمام علي هو من علّمنا الشفافيّة والوضوح.

وواصل الإمام الخامنئي في هذا المضمار قائلاً: يقول أميرالمؤمنين أنّ حقكم عليّ هو أن لا أخفي عنكم سرّاً. إلا فيما يخص الحرب والقضايا التي نكون فيها في مواجهة العدو، فليست تلك مواضع الشفافية والوضوح؛ لأنه متى ما نطقنا بالكلام، وسمعته أنت، فسيسمعه العدو أيضاً. نعم، هذا فيما يخصّ شؤون الحرب، والحرب شاملة أكثر من أن تُحدّ بالمصطلح العسكري وأمثال هذه الأمور - في القضايا الأمنيّة، وفي الشؤون العسكرية، وفي مختلف الشؤون التي نخوض فيها حرباً مع العدو، ونخوض فيها معه مواجهة، نعم ليس هنا موضع الإفشاء والوضوح. لكن في سائر القضايا، وفيما يخصّ شؤون النّاس العامّة، أن لا أحتجبنّ دونكم سرّاً.
وشدّد قائد الثورة الإسلامية على هذه النقطة قائلاً: ينبغي على المسؤولين انتهاج الشفافية والوضوح في كافة الأمور عدا الشؤون العسكرية والأمنية والقضايا التي تخصّ مواجهة العدو وأن لا يُخفوا عن النّاس أيّ سر.