تحدث قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع أئمة الجمعة من أنحاء البلاد كافة، صباح اليوم الأربعاء 27/7/2022، عن أهمية صلاة الجمعة ومكانتها، قائلاً إنّ «الصلة بين التوجه إلى الله وبين حضور الناس واجتماعهم هي ذكر الله وتذكّره جماعياً ونزول بركات ذلك على الجمع، وأيضاً «استمرار صلاة الجمعة دون توقف كل أسبوع»، كونها «قاعدة مهمة لطرح قضايا المجتمع المختلفة بما في ذلك المسائل الفكرية والخدمات الاجتماعية والتعاون العام والاستعدادات والتعبئة العسكرية». وأضاف: «الدمج بين الروحانية والسياسة من أهم سمات صلاة الجمعة التي حوّلتها إلى إمكان عظيم وفرصة استثنائية».
بشأن شخصية إمام الجمعة ومنهجيته، أوضح الإمام الخامنئي: «مثلما يأمر أئمة الجمعة في خطب الجمعة الجميع بالتقوى ينبغي لهم أيضاً أن يبذلوا قصارى جهدهم في تحصيل التقوى والعمل بها، لأن الأمر إذا لم يكن كذلك، فإن النتيجة ستأتي على العكس»، مبيناً أنّ مواجهة إثارة الشبهات المستمرة ممن يريدون السوء هي «مأمورية مهمة لخطب الجمعة». وقال: «ميدان المعركة اليوم هو ميدان القوة الناعمة، والعدو يسعى في هذا المجال لاقتحام الحصن القوي لإيمان الناس والقضاء عليه بإثارة الشبهات».
وأشار سماحته إلى «مهرجان الغدير» المليوني في طهران وحضور الفئات والمظاهر المختلفة فيه، واصفاً ذلك بأنه «ظاهرةً عجيبةً»، ومضيفاً: «شارك في هذا المهرجان المليونيّ أنماط الناس كلهم، وهؤلاء جميعهم يناصرون الدّين رغم الاختلافات الظاهرية». ولفت إلى أن «العمل العظيم للجمهورية الإسلامية هو إبطال النقطة المركزيّة لهويّة الحضارة الغربيّة، أي فصل الدّين عن التقدّم.
في هذا السياق، شرح قائد الثورة الإسلامية أن «جمهوريّة إيران الإسلاميّة لم تحافظ بشعار الدين على نفسها فحسب، وإنما أبطلَ تقدّم إيران المساعي الطويلة في الغرب لإظهار غياب الانسجام بين الدين والتقدّم». واستدرك: «مافيا القوى الغربية، التي یقع على رأسها الصهاينة وأصحاب رؤوس الأموال لديهم، وتُشكّل أمريكا واجهتهم، غاضبة من هذه الحقيقة الساطعة، وتخطط باستمرار لتوجيه ضربة إلى الجمهورية الإسلامية».
كذلك، رأى سماحته أن من مظاهر هذا الغضب «الدعايات الغربية ضد إيران في مجال المرأة». وأضاف: «قبل بضع سنوات، سُئلتُ في اجتماع: ما دفاعكم مقابل الغرب في ما يتعلق بقضية المرأة؟ وقلت: ليس لدي دفاع، بل لدي هجوم... ينبغي لأولئك الذين حوّلوا المرأة إلى سلعة أن يدافعوا ويجيبوا». وتابع: «حقيقة المسألة هي أنّ المرأة الإيرانية الشريفة والموهوبة وجّهت إحدى أكبر الضربات وأهمها إلى مزاعم الحضارة الغربية وأكاذيبها، وهم غاضبون من هذا الموضوع بشدة».
واستطرد الإمام الخامنئي: «أشرت في إحدى زياراتي إلى المحافظات أمام جمع من العلماء في تلك المحافظة إلى حضور أفراد مختلفين في مراسم الاستقبال، وقلت إن بين الناس أشخاصاً ربما تضعون في الاحتمال أنهم لا يعتقدون حتى بالدين بسبب مظاهرهم لكنهم جميعاً يعتقدون به». وأكد مجدداً «مواجهة شبهات العدو» و«أخذ واجب جهاد التبيين بجدية». وقال: «بعض الناس صمدوا في الحرب الصلبة ومواجهة ضربات السيف لكنهم سقطوا في ميدان الحرب الناعمة وأمام الشبهات، ومن أسباب هذا طلب الدنيا».
لهذا، رأى سماحته أن التوصيات الموجهة إلى أئمة الجمعة تصدق على الخطب في أيام محرّم أيضاً، مشدداً على «استقطاب الجمهور وبذل الجهود لتعزيز حضور الناس في صلاة الجمعة». واستدرك: «على عكس ادعاءات بعض الأفراد بأن معتقدات الناس تضعف، تُظهر المراسم الكبيرة مثل مهرجان الغدير والعزاء في محرم وصفر وزيارة الأربعين أن الإيمان والتدين العام يتعززان».