تحدّث قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، عن الإنجازات التي حققتها الحكومة الإيرانية خلال عام واحد، وقدّم توصيات مهمة من بينها أولوية مسألة الاقتصاد، قائلاً: «كان الناس "البطل الأساسي لمسيرة الثورة" في الأحداث والمستجدات جميعاً، وهذه الحقيقة درس وعبرة، وتوضّح للمسؤولين كلهم كيف يجب أن يتعاملوا مع هذا الشعب».
وعدّد الإمام الخامنئي، في لقاء مع رئيس الجمهورية، السيد إبراهيم رئيسي، وأعضاء الحكومة، صباح اليوم (الثلاثاء 30/8/2022)، القضايا التي يجب أن يبقى ذكرها حياً في أذهان المجتمع دائماً، وهي: «حيرة الاستكبار أمام عظمة الثورة»، و«العداوات المتواصلة للمتغطرسين في العالم»، و«عزلة البلاد والعاصمة أمام غارات صدام الجوية»، و«جَوْلات الإرهابيين في أنحاء البلاد كافة وانعدام الأمن في السنوات الأولى للثورة»، و«الحضور الحاسم للشعب في ملحمة "الدفاع المقدس" وسائر الجبهات لمواجهة الأعداء»، و«حضور الناس الثابت والجدير بالثناء في مختلف المسيرات والمراسم».
في جزء آخر من كلمته، رأى سماحته أن «إحياء الأمل والثقة لدى الناس أهم نجاح للحكومة»، معللاً: «الناس يرون الحكومة وسط الميدان تعمل وتسعى لحل المشكلات وتقدم الخدمات إليهم، فهذه الحقيقة أحيت الأمل والثقة العامة إلى حد كبير». كما رأى أن زيارات مسؤولي الحكومة إلى المحافظات «مسألة متألقة ومهمة». وأضاف: «31 زيارة في السنة الأولى للحكومة إلى أنحاء البلاد كافة، بما في ذلك المناطق المحرومة والنائية، والمراقبة الميدانية للأعمال والتعاطف العميق مع الناس، كانت هي النجاحات الأخرى للحكومة».
في الوقت نفسه، قال قائد الثورة الإسلامية إن «الحضور المباشر والمتكرر لرئيس الجمهورية وسائر مسؤولي الحكومة بين الناس له كثير من البركات والآثار». واستدرك: «الحكومة الشعبية لا تعني الحضور بين الناس فحسب بل يجب أيضاً توفير الأرضية لجذب مشاركة الناس في مختلف المجالات بما في ذلك الاقتصادية والسياسية، عبر التخطيط الدقيق والاستفادة من وجهات النظر والآراء المختلفة».
كذلك، لفت سماحته إلى أنّ «إخراج المجتمع من حالة الانتظار لما سيقرّره ويُقْدم عليه الآخرون بشأننا في الخارج»، و«اجتناب جعل شؤون البلاد مشروطة»، و«إيلاء الأهميّة للقدرات الداخلية»، هي من النجاحات الأخرى للسلطة التنفيذية. في السياق، قال الإمام الخامنئي: «قولُ بعضهم: لا بدّ لنا من التواصل مع البلد الفلاني لكي تُحلّ مشكلاتنا هو أمرٌ مضرّ جدّاً بالبلاد. إنّ جعل شؤون البلاد مشروطة وإبقاءها في حالة انتظار الآخرين شيءٌ سيّئ».
في شأن متصل، قال الإمام الخامنئي: «في الظروف الحالية، تُعدّ قضيّة الاقتصاد الأولوية الرئيسية»، مشيراً إلى أنّ الإنتاج هو «العنوان الاقتصادي الأبرز» في البلاد. وفي ما يخص الإنتاج الزراعي، لفت إلى أزمة الغذاء التي أعقبت اندلاع الحرب في أوكرانيا، مبيناً أن «قضية الأمن الغذائي مهمة للغاية». وفي حين ذكّر بالتوصيات السابقة والمستمرة بشأن ضرورة الاكتفاء الذاتي في أصناف أساسية كالقمح، قال: «قضية الأمن الغذائي قضية من الدرجة الأولى ولا تنبغي الغفلة عنها».
يُذكر أنّ في بداية هذا اللقاء قدّم رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد إبراهيم رئيسي، والنائب الأول لرئيس الجمهورية، محمد مخبر، وبعض أعضاء الحكومة، تقارير عن أداء الحكومة الثالثة عشرة.