صحيحٌ أنّ الجهاز الاستخباري للعدوّ قويّ وجهاز إجراء الحسابات لديه قويّ وقوّاته المسلّحة جيّدة ولديه كثير من المال... هذا كلّه محفوظٌ في مكانه، لكن هناك إمكانيّة تامّة للمرء أن يهزم حساباته ويجعلها تواجه الهزيمة. إذا خضنا بعقلانية ولم نترك العمل وتابعنا، فستكون هزيمة الجهود كافة - كما هو مصطلح عليه - التي يبذلها العدوّ متاحة.
افترضوا مثلاً أنّ قوّة صغيرة وعديمة الأهميّة تطلق تصريحاً معيّناً أو تُقدم على خطوة معيّنة فيلتفت ذهن الإنسان إليها. لا ننشغلنّ بهذه العداوات الجزئيّة، ولنرَ من يقف في الكواليس ومن يتولّى أساس التخطيط. هذا هو المهمّ.
تخوض أوكرانيا اليوم حرباً. كذلك الأمر في سوريا أيضاً، وحتى في السودان وسائر الأماكن. هناك مخططات في الكواليس خلف هذه الأمور التي تحدث والحروب القائمة، ولا يمكن للمرء أن يرى أن [العوامل الجزئيّة] هي السّبب. من أولئك المخطّطون؟ هم تلك القوى الدوليّة الشريرة التي نعبّر عنها بـ«الاستكبار». «الاستكبار» أي تلك القوى الدوليّة الشريرة والمعتدية والجشعة عينها التي لا تكتفي بأيّ حدّ.
عندما يكون هناك تهديد، يجب أن يكون هناك استعداد. {أَعِدُّوا} [تعني] جهّزوا. جهّزوا إلى أي مقدار؟ {مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}. الاستعداد في نفسه، رادع. {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}. فعندما تكونون مستعدين ويشعر العدو أنكم جاهزون هذا في نفسه رادع. إنه رادع في [القطاع] الجوي، ورادع في الدفاع الجوي، ورادع في الدوريات البحرية هذه، ورادع في التدريبات والمناورات العسكرية التي تجرونها في البحر والبر.