{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا} (المائدة، 8). ينبغي ألا نمارس الظلم إذا كنا نعارض أحدهم أو نعاديه. أكثر القضايا كارثيّة أن يأتي كافرٌ في يوم القيامة ويمسك بياقتي ويقول: يا هذا، لقد ظلمتني في المكان الفلاني، أو أن يكون لعدوّ الله حقٌّ في رقبتي يوم القيامة فيمسك بياقتي ويقول: لقد ظلمتني! إنّ العدالة في [الإسلام] على هذا النّحو.

الطلاب الجامعيّون والتشكيلات الطالبية بحاجة إلى فكر بنيويّ صلب. إذا كانت الأسس المعرفيّة لأيّ شاب، وخاصّة الطالب الجامعي الشاب، متينة، فإنّ قلبه سيطمئن وستغدو خطواته أكثر رسوخاً وتستمرّ حركته. اطمئنان القلب هذا يؤدي إلى ازدياد إيمانه كذلك؛ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} (الفتح، 4).

يوجد في الإسلام أسسٌ معرفيّة فردية وقلبيّة واجتماعيّة وسياسيّة ودوليّة. لا بدّ أن يفكّر الطالب الجامعي الشاب فيها ويعمل عليها حتى يبلغ عمقها. [لذلك] اقرؤوا الكتب و«نهج البلاغة» وتأمّلوا خلال تلاوة «القرآن».

في رأيي، فلتستفيدوا من شهر رمضان. لم يتبقَّ الآن أكثر من يومين أو ثلاثة. لكن أمامكم في المستقبل أعوام طويلة، إن شاء الله، فلتهيّئوا  أنفسكم لشهر رمضان المقبل من الآن.

لا أعلم هل تقرؤون سيَر شهداء «الدفاع المقدّس» - هذه الكتب - أو لا؟ أنا أقرؤها وأذرف الدموع وأستفيد. فليكن هذا من الأعمال التي تفعلونها حتماً: أن تقرؤوا سير هؤلاء الشهداء الأعزّاء وخاصّة بعضهم ممّن لديهم روحانيّة زاخرة.

شهر رمضان شهر الروحانيّة والعبادة، وأنتم الشبابَ أمامكم العشرات من أشهر رمضان. لا بدّ أن تستفيدوا؛ [إنّه] ربيع الروحانيّة والعبادة. والشباب أيضاً ربيع. إذاً، للشاب في شهر رمضان ربيعٌ مضاعف: لديه ربيعٌ في ربيع. هناك فرقٌ كبير بين الاستفادة التي يمكنكم أن تستفيدوها من ليلة القدر، والاستفادة التي يستفيدها مَن هو في عمري ومَن هم أمثالي.

إنّ مقارعة الاستكبار التي نكرّر الحديث عنها دائماً هي من أهمّ مصاديق العدالة. بعض الأشخاص يسعون وراء العدالة لكنّهم لا يفكّرون في أنّ مقارعة الاستكبار وأمريكا والصهيونيّة هي أيضاً من مصاديق المطالبة بالعدالة.

من الأسس المهمّة ضمن هذه الأسس الفكريّة والدينيّة لدينا هي انتظار الفرج. انتظار الفرج يعني أنّ الصعوبات كلها قابلة للإزالة والمعالجة. لا أن تجلسوا وتنتظروا [بل] أن تكون قلوبكم مترقّبة. انتظار الفرج يعني الاستعداد والتفكير وتجنّب أن نتصوّر انسداد الطرق، فتصوّر انسداد الطرق أمرٌ في منتهى السوء.

بعض الأشخاص جالسون وينتظرون تدفّق التحليلات والأخبار والمواضيع والمبادئ من ناحية الفضاء المجازي. هذا خطأ. فلتركبوا بأنفسكم موجة الساحة المجازية ولتوجّهوها، ولتنطلق الأفكار والأخبار والتحليلات باتجاه الساحة المجازية من عندكم، لا العكس.