بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

سعادة السفير العزيز، سعادة المستشار الحبيب المستشار الثقافي في الجمهورية الإسلامية العزيزة، العلماء الأجلاء الأفاضل، السادة الحضور السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

عنوان النداء وتسمية هذا النداء أي نداء الإمام الخامنئي إلى حجاج بيت الله الحرام بنداء الوحدة والروحانية، أي النداء إلى الأمة من خلال توجيه رسالة واضحة إلى حجيج بيت الله الحرام بكونهم يمثلون تنوع الأمة، ومن هنا لابد لنا أن نقف على نقطتين أساسيتين في هذا النداء.

بعد البسملة والحمد، تحدث الإمام القائد في الفقرة السادسة عن مرتكزين أساسيين لانتصار الأمة على أعدائها وذهب في الفقرة الحادية عشرة ليحدد من هم أعداء هذه الأمة، وهم أمريكا وأقطاب الهيمنة الاستكبارية. وفي الفقرة الثانية عشرة، جاء ليوجه ويحمّل المسؤولية للجميع بأن يقفوا من أجل أن يمنعوا هذا المخطط الخبيث الذي تقوده أمريكا والصهيونية.  

الوحدة والروحانية هما مرتكزان رئيسان مهمان من أجل انتصار الأمة على أعدائها. الوحدة بما تمثله من التزام بقول الله سبحانه وتعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا" والروحانية التي يعمل الأعداء على ضربها والتي أشار إليها الإمام الخامنئي في خطابه وهي تديّن جيل الشباب حيث يعمل الأعداء على ضرب هذا التدين. الأعداء يعملون على ضرب الوحدة ويعملون على ضرب التدين أي الروحانية، لأن عنصر الشباب هو العنصر الأهم في مواجهة الأعداء وفي معركتنا مع هؤلاء الأعداء، وجاءت جنين لتلبي هذا النداء، أي نداء الوحدة في مقاومتها موحدة بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني في جنين، وتوجه ضربة قوية وتتصدى لجيش العدو وتتصدى لعدوانه الهمجي والإرهابي والإجرامي بوحدة مواقف فصائلية فلسطينية ميدانية تقاتل فيها هذا العدو، وبوحدة شعبية كانت شريكة حقيقية في تحقيق هذا الإنجاز المهم وكسر إرادة العدو ومنعه من تحقيق أهدافه بضرب وحدة فلسطين، وضرب المقاومة في الضفة في معقل المقاومة في قلعة المقاومة الحصينة والمنيعة جنين، التي تكسرت عليها أحلامه من تحقيق أهدافه.

ولذلك استطاع أبطال جنين ومقاتلو جنين الذين صدّروا هذه المقاومة إلى مختلف أنحاء الضفة أن يثبتوا ويوجهوا رسالة قوية إلى الأعداء، ويوجهوا رسالة مهمة وإيجابية إلى شعوب الأمة العربية والإسلامية بأن لا تقفوا وتتفرجوا، وهنا جوهر نداء الإمام الخامنئي أن لبوا هذا النداء من خلال وحدة شعبية ووحدة جماهيرية لكل مكونات هذه الأمة في كل العالم وتوجهوا نحو فلسطين، لأن ربط الكعبة بالأقصى ومكة بالقدس هو ربط جوهري، هو ربط تاريخي من أجل تحقيق الانتصار الكبير وتحقيق عزة هذه الأمة وكرامتها. وهنا تكمن في جوهر هذا النداء، وفي جوهر هذه الرسالة التاريخية المهمة لكل الأمة، تكمن أهمية أن نعي جميعا دورنا تجاه تعزيز الوحدة فيما بيننا، الوحدة الإسلامية والوحدة في المقاومة والوحدة الميدانية في مواجهة الأعداء.

وهنا نستطيع أن نطمئنكم جميعا بأننا في لقائنا الأخير مع سماحة الإمام القائد الخامنئي، كان لقاءً مهما من أجل مباركة وحدة قوى المقاومة في هذا المحور في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني، وأيضاً وجّه رسالة وكانت توصية مهمة جداً لقادة المقاومة، لنا وللإخوة في قيادة حماس، ولكل قيادة المقاومة كانت توصية مهمة بالوحدة والوحدة والوحدة. وفعلا بوحدتنا نستطيع أن نهزم أعداءنا وننتصر، ونحقق الإنجاز الكبير والنصر الكبير لهذه الأمة والهزيمة الساحقة لأعدائنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.