كان تشكيل «حرس الثورة الإسلاميّة» منذ بدء تأسيسه تحت إشراف مركزية الثورة الإسلامية. كان حاضراً في كل مكان في البلاد، لكن القيادة كانت عند المركزية بالمعنى الحقيقي للكلمة... على مرّ تاريخ البلاد، وضمن حدود اطلاعي، لا نعرف أيّ مجموعة عسكريّة يتمتّع عناصرها بهذا المستوى من السلامة الروحانيّة والأخلاقيّة والسياسيّة... لقد استمرّ هذا إلى اليوم وها نحن بعد نحو أربعة عقود بات لدينا [في الحرس] مقر دفاعي وعسكري ضخم ومجهز بالكامل. لدينا أكبر منظمة لمكافحة الإرهاب في العالم.
علينا أن نحرص على اجتناب الوقوع في الخطأ بشأن معرفة العدوّ. قال الإمام الخميني بعين البصيرة تلك: صبّوا كلّ صرخاتكم فوق رأس أمريكا.
اليوم، «حرس الثورة الإسلامية» هو أكبر منظمة لمكافحة الإرهاب في العالم. [الحرس] هو منظمة فعالة ومستقلة ويمكنها إنجاز أعمال لا يستطيع إنجازها كثير من الجيوش الكبرى في العالم.
يشكّل تشويه صورة «حرس الثورة الإسلاميّة» أحد الجوانب المهمّة لنشاط العدوّ. تشويه صورة التعبئة [أيضاً]، لماذا؟ لأنّ «حرس الثورة الإسلاميّة» جذّاب، ولأنّ التعبئة جذّابة. هذه الجاذبيّة تُقلقهم وتجعلهم مضطربين. إنهم مضطرون إلى التشويه عبر الأخبار والشائعات الكاذبة وأنواع الحيَل والأساليب. يريدون ألّا يكون هذا الاقتداء وأنواع التعلّم والنّصرة هذه.
المجموعة التي تتمحور حول الرسالة، وتسعى إلى المُثل العليا، وتحضر في الميدان، وتتمسّك بالقيم في العمل، مثل هذه المجموعة تصير جذّابة. ليست المنظّمة وحدها جذّابة، بل الأفراد فيها جذّابون أيضاً. قائدها الشامخ مثل الشهيد سليماني على نحو ما، وشابّها المضحّي مثل الشهيد حججي بطريقة، وعنصرها الحارس الشجاع والمتواضع مثل إبراهيم هادي بأسلوب كذلك... هذه كلّها جذّابة. كلّ واحدٍ من هؤلاء أنموذج، أنموذج لا ينضب.
إلى ما قبل انتصار الثورة الإسلاميّة، كان هذا الكيان الصهيوني الحقير قادراً على إلحاق الهزيمة بدول عدة محيطة به وقويّة نسبياً في غضون أيّامٍ ستّة: مصر وسوريا والأردن. منذ انتصار الثورة الإسلاميّة بات الأمر على نحو أن هذا الكيان نفسه بذل قصارى جهوده في 33 يوماً لكي يُلحق الهزيمة بحزب الله في لبنان، وعجز وأُجبر على الفرار بطريقة مُخزية، ولم يستطع أن يصمد أمام حزب الله.
الإسلام موجود في أماكن كثيرة في العالم، ولا شأن له بأبقار وأغنام المستعمر والمستغل والمستكبر والشركات الفلانية أيضاً، وهؤلاء لا شأن لهم به كذلك. لكن ما يحشد العدو ليقف ضد الإسلام هو السيادة السياسية للدين.
من الأعمال المهمة التي ينبغي أن تكون دائماً موضع اهتمامنا هذه المحافظة على النفس، فنحن لدينا مواطن ضعف. في بعض الأحيان تبقى مواطن الضعف هذه مخفيّة في الطبقات الباطنيّة لذهن الإنسان ووجوده وروحه، وأحياناً تسنح لها الفرصة للظهور وتظهر. بعضنا يعشق المال، وبعضنا المنصب، وتجتذبنا إليها أنواع الشهوات شتّى، وتجعلنا مغلوبين لها، وإذا لم نحارب، فإنّها تجعلنا مغلوبين لها وتطرحنا أرضاً. علينا أن نحرس أنفسنا.