تحدّث قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، خلال لقائه القائمين على المؤتمر الوطني لتكريم الشهداء في محافظة لرستان صباح اليوم الأربعاء 25/10/2023، عن الأحداث الجارية في غزة، قائلاً إنها أحداث ترسم المستقبل. ومع الإشارة إلى المظلومية التي يتعرض لها أهالي غزة، ذكر أن «العدو المتوحش والمتعطش للدماء لا يعرف حدّاً في ارتكاب الجرائم وقتل الأطفال والرجال والنساء والشيوخ والشباب، وأهالي غزة مظلومون بالمعنى العميق والحقيقي للكلمة».
ورأى سماحته أن صبر أهالي غزة «مهم للغاية ويدل على هزيمة العدو في إخضاع الفلسطينيين». وقال: «إن صبر أهالي غزة وتوكّلهم سوف يجعلانهم منتصرين في نهاية المطاف».
بعد ثنائه على صبر أهالي غزة المظلومين وتوكّلهم، أشار الإمام الخامنئي إلى بعض نماذج ومشاهد من صبرهم وصمودهم، مضيفاً: «الأب الذي يحمد الله على استشهاد ابنه، والوالدان اللذان يقدّمان ابنهما الشهيد إلى فلسطين، والفتى الجريح الذي يتلو آيات من القرآن ومشاهد مماثلة، كلها تظهر جانباً من عمق صبر أهالي غزة وتوكّلهم».
ووصف سماحته الضربة التي وجّهها المناضلون الفلسطينيون يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى الكيان الغاصب بـ«المصيرية وغير المسبوقة». واستدرك: «مع مرور الوقت يتّضح أكثر فأكثر أن تلك الضربة القاصمة غير قابلة للترميم».
ورأى قائد الثورة الإسلامية أن توافد الرئيس الأمريكي ورؤساء الدول الظالمة والشريرة، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، على نحو متتالٍ إلى فلسطين المحتلة، محاولة للحؤول دون زوال الكيان الغاصب. وقال: «رأى أشرار العالم هؤلاء أنفسهم مضطرّين إلى أن يتوافدوا واحداً تلو آخر إلى هناك ويعربوا عن تضامنهم، وهذا يثبت أنّ الضّربة كانت قاصمة ومصيريّة للغاية... إنّهم في الواقع يُبقون الكيان المصفوع والنازف والمنهك واقفاً على قدميه بالقوّة، عبر مدّه بالأسلحة والقنابل المَهولة».
وأشار سماحته إلى أن الكيان الغاصب لم يقوَ على المجاهدين الفلسطينيين، «ولأنّه لم يقوَ على المجاهدين ولن يقوى عليهم، ينتقم من الناس العُزّل والمظلومين ويُلقي القنابل على رؤوسهم... لا يزال المجاهدون على جاهزية للإقدام، ولقد حافظوا خلال هذه المدّة على روحيّتهم ودافعهم وقدرتهم على المبادرة، وسيكونون بعد الآن كذلك، إن شاء الله».
وواصل الإمام الخامنئي: «ينبغي لكل مَن يتحدث عن غزة أن يتحدّث أيضاً عن صبر أهالي غزة واقتدارهم، وإلّا سوف يُظلم هؤلاء الناس». كما أكد أن أمريكا «شريك حتمي للمجرمين الصهاينة». وقال سماحته: «إنّ يد أمريكا انغمست حتّى المرفق في دماء المظلومين والأطفال والمرضى والنساء ونحوهم في ما يخص هذه الجريمة وهي ملطخة بهذه الدماء... إنّها في الواقع تدير هذه الجريمة التي تُرتكب في غزّة».
في هذا السياق، قال قائد الثورة الإسلامية إن تحرّك الضمير العام للعالم هو رد فعل على حجم جرائم الكيان الصهيوني المتكررة وعمقها. وأضاف: «أدعياء الحرية وحقوق الإنسان في أوروبا منعوا المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، ولكن الناس لا يكترثون لهذا الحظر وينزلون إلى الشوارع، ولن يتمكن أحد من منع رد فعل الشعوب ضد وحشية الصهاينة».
كذلك، دعا سماحته الحكومات المسلمة إلى الحرص والوعي في قضية فلسطين، وقال: «يجب ألّا تيأس الحكومات المسلمة في هذه القضيّة، ولا يكوننّ الأمر على هذا النحو: أن يظنّوا أنّه بسبب ارتكاب الأمريكيّين أو سائر الدول الغربيّة حماقة بوصف المدافعين عن ديارهم ووطنهم بالإرهابيّين فعليهم أيضاً يكرّروا ذاك الوصف نفسه».
وتساءل الإمام الخامنئي: «هل مَن يدافع عن دياره ووطنه أمام العدوّ إرهابيٌّ؟ إنّ تلك الحكومة الظالمة والزّائفة التي غصبت دياره هي الإرهابيّة»، مشدداً في ختام حديثه: «فليعلم الجميع أنّ فلسطين ستكون المنتصرة حتماً في هذه القضيّة والقضايا التي ستليها، والعالم المُقبل هو عالم فلسطين وليس الكيان الصهيوني الغاصب».