التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، الأربعاء 9/5/2001، برئيس جمهورية كوبا، السيد فيدل كاسترو، والوفد المرافق. وتحدث سماحته خلال اللقاء عن «أساس الفكر الإسلامي للشعب الإيراني في الوقوف في وجه الاستكبار وبخاصة أمريكا»، قائلاً: «بناء على هذا الفكر ترى جمهورية إيران الإسلامية كل نضال ووقوف ضد الاستكبار في العالم أنه على حق».  
مع الإشارة إلى القواسم المشتركة الكثيرة بين إيران وكوبا في مختلف المجالات، بما في ذلك الوقوف في وجه أمريكا، قال الإمام الخامنئي: «السبب في محبة الشعب الإيراني لكوبا هو وقوف هذا البلد في وجه غطرسة أمريكا، ولأن هذا يُعدّ قيمة وفق المفاهيم الدينية للإسلام».  
بجانب تأكيده أن الدين يجب أن يكون في خدمة الإنسان واحتياجاته، رأى سماحته أن النظرة والمنطق الإسلاميين هما الحل لاحتياجات البشرية. وقال: «للأسف، الجهاز المسيحي اليوم لا يبالي بالعدالة بصفتها حاجة الإنسان الأهم، ولا يُقدم على شيء إزاءها».  
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى دور الفكر الإسلامي في حل الفراغ الروحاني في عالم اليوم، وكذلك الأهمية الخاصة التي يوليها الإسلام للعدالة. واستطرد: «الفكر الديني يقوم على فلسفة عميقة ومنطق متين، والسبب في معارضة أمريكا الجمهورية الإسلامية هو الآثار العملية للفكر الإسلامي في العالم».  
كذلك، ذكر سماحته أن سر مقاومة الثورة الإسلامية في إيران أمام الضغوط الأمريكية هو إيمان الناس بالمفاهيم والفكر الإسلامي. وقال: «وفق فكرنا الديني، نرى النظام الأمريكي نظاماً استكبارياً، ونحن ضد العالم الأحادي القطب».  
في الوقت نفسه، أكّد الإمام الخامنئي أن النظام الأمريكي ضعيف وهش جداً، مضيفاً: «الهيمنة الأمريكية قابلة للكسر، وإذا حدث ذلك، فسيكون خدمةً للبشرية وحتى للشعب الأمريكي أيضاً»، ومستدركاً: «يمكن لجمهورية إيران الإسلامية وكوبا أن تفعلا ذلك عبر التعاون بينهما».  
في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً الرئيس الإيراني، السيد محمد خاتمي، أعرب فيدل كاسترو عن سروره الكبير لزيارته الجمهورية الإسلامية وهذا اللقاء، ووصف إيران بأنها بلد روحاني قيّم ومركز الروحانية في العالم. ومع إشارته إلى كلام الإمام الخامنئي، قال: «حديثكم عن الإسلام والمفاهيم الدينية أثار إعجابي جداً». 
وأشار كاسترو إلى معاملة الغرب التمييزية للحضارات والأديان الأخرى، قائلاً: «لا يُسمح بتدريس الإسلام والفلسفة الإسلامية في المدارس والجامعات في الغرب، ويحاولون صرف أذهان الناس عن الحقائق عبر دعايات مكثفة ونفقات ضخمة».  
وحول الغطرسة في سلوك الغرب، وصف الرئيس الكوبي سلوك العالم الغربي، وخاصة أمريكا، بـ«غير الحضاري خلافاً للدعايات الظاهرية». وقال: «الحكومة الأمريكية ضعيفة للغاية ونحن نشهد ضعفها من كثب». وأضاف: «نحن لا نخشى أمريكا، والشعب الكوبي الآن أقوى من أي وقت مضى بعد 40 عاماً من ثورته، ويمكن لشعبَي كوبا وإيران بالتعاون بينهما أن يجعلا أمريكا عاجزة».