إن حضور الناس عند صناديق الاقتراع دليل على حضور الشعب في الساحات المهمة لإدارة البلاد، ويُعدّ ذلك ثروة عظيمة للبلاد. إذا تمكنا أن نثبت للعالم أن الشعب حاضر في الساحات المهمة، فسنكون قد أنقذنا البلاد.
الانتخابات في الجمهورية الإسلامية لم تأتِ بسهولة، إذ لم يكنّ لمثل هذه الأمور خبرٌ قبل انتصار الثورة الإسلامية. كان هناك مرحلة من الطغيان المطلق، ولاحقاً كانت الانتخابات شكلية فقط، فاللوائح الفائزة كانت تُعدّ أحياناً في السفارات الأجنبية.
في قضية غزة، فضحت الثقافة الغربية نفسها وعرّتها، وكشفت كم هي فاسدة ومنحرفة وظالمة!
إنّ الأداء المُشين للسياسات الأمريكية المناهضة للإنسانية في الإبادة الجماعية في غزة تصلُ إلى حدّ يدفع ضابطاً عسكرياً أمريكياً إلى إضرام النار في نفسه. الإبادة الجماعية في غزة تصعب حتى على ذاك الشاب الذي ترعرع في الثقافة الغربية، فيؤلمه ضميره ويحرق نفسه.
قضية غزة القضيةُ الرئيسية للعالم الإسلامي اليوم. عرّفت قضية غزة العالم إلى الإسلام، وتبيّنَ أن الإيمان الإسلامي هو ذاك العامل الذي يصنع الاقتدار والمقاومة على هذا النحو، كما أنها فضحت الثقافة والحضارة الغربية، إذْ هما ما يجعلان السياسات المنبثقة عن هذه الثقافة ترى هذه الجرائم لكنها غير مستعدة للإقرار بأنها إبادة جماعية، وغير مستعدة لإيقافها، بالمعنى الحقيقي للكلمة.
الانتخابات مؤشّرٌ على القوة الوطنية والشعبية. أمريكا والسياسات السائدة في أوروبا وسياسات الصهاينة والرأسماليين وأصحاب الشركات الكبرى في العالم... هي الأكثر خشيةً من حضور الناس. لماذا؟ لأنهم شاهدوا أنه إذا حضر هذا الشعب في الميدان، فسوف يتغلّب حتماً على أيّ مشكلة.