لا يُمكن وصف عدالة أمير المؤمنين. يقول: وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّدًا أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّدًا، أي لو مارسوا بحقّي أشدّ أنواع التعذيب، وجرّوني على الأشواك بجسدٍ عارٍ وكذا وكذا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِمًا لِبَعْضِ الْعِبَادِ. كلّ هذه الأمور أفضل بالنسبة إلي من أن ألقى الله يوم القيامة وقد ظلمتُ أحدهم.

 أيّ شخصيّة عظيمة تلك التي يؤلّف مَن لا يعتقد بدينها مجلّدات عدة من الكتب عنها؟ يتفرّد عليّ بن أبي طالب (ع) بهذا الأمر. يتحدّث بشأنه المسيحي والهندوسي والبوذي. وكذلك الإخوة من أهل السنّة، الذين هم ليسوا شيعة، لكنّهم يقرّون لفضل أمير المؤمنين تمامًا، ويؤلّفون بشأنه الكتب، ويتحدّثون عنه. تلك هي فضائل هذا العظيم.

يقظة [أمير المؤمنين] مقابل العدوّ في الذّروة أيضًا. يقول «وَاللهِ لَا أَكُونُ كَالضَّبُعِ تَنَامُ عَلَى طُولِ اللَّدْمِ»، أي لستُ شخصًا ينام على تهويدة العدو. كثيرون يطمئنّون لابتسامة العدو، ويشعرون أنه لم يعد هناك أيّ خطر منه. يقول أمير المؤمنين (ع): «مَن نَامَ لَم یُنَم عَنه»، أي أنّ ملاطفة العدوّ وتهويدته لا تجعلني أخلد للنّوم.

أمير المؤمنين الذي هو معدن الحكمة والعلم، وعلمه مُتَّصلٌ بعلم الله، إذ لم يُكتسب بالوسائل العاديّة؛ إنسانٌ بهذه العظمة العلميّة يقول: «فلا تَكُفُّوا عَن مَقالَةٍ بِحَقٍّ». إذا بدا لكم كلام حقّ، وارتأيتم إخباري به، فلتقولوه. لا تلتزموا الصّمت. «أو مَشورَةٍ بِعَدلٍ»، أي قد ترغبون أحيانًا في تقديم مشورة إليّ، أو يخطر في بالكم شيئًا، فلتقدّموا المشورة.

الإمام الهادي (عليه السلام)، الذي هو في نفسه إمامٌ ربّاني عظيم، يقول: «فمَا يُحيطُ المادحُ وَصفَك ولا يُحيطُ الطّاعنُ فضلَكَ». يستحيل أن يتمكّن ذاك الذي يعارضكَ ويعاديك من إخفاء هذه الأوصاف العجيبة. هذا هو وصفُ أمير المؤمنين (ع).

لقد أثبتت الجمهوريّة الإسلاميّة، حتّى الآن، بفضل الله وتوفيق منه، أنّها قادرةٌ على التقدّم والمضيّ قُدمًا من دون الاعتماد على الأجانب، وحتى مع إيذائهم واختلاقهم التحدّيات، وقد تقدّمت بالفعل. هذا ما أثبتته الجمهوريّة الإسلاميّة. وفي المستقبل أيضًا، لن يسمح الشعب الإيراني، بحولٍ من الله وقوّة، أن يكتب الآخرون مصيرَه بأيديهم.

يظن بعض السياسيين في بلادنا أن عليهم التعلّق بهذه القوة أو تلك، ولا يمكن للبلاد المضي قدمًا من دون التعلق بالقوة الفلانية العظمى والشهيرة. أو يتوهمون أن كل سُبل التقدم تمرّ عبر أمريكا. هؤلاء الأفراد الذين يتطلّعون إلى خارج حدود البلاد، ولا يرون هذه الإمكانات لدى البلاد، عندما لا يرونها، ولا يعرفون قدرها، فمن الطبيعي ألا يخططوا لاستخدامها.

الانتخابات من الأمور التي تجعل الجمهوريّة الإسلاميّة تتفوّق على أعدائها. وإذا لوحظت المشاركة الواسعة للناس في هذه الانتخابات، فإن هذا مدعاة لشموخ الجمهورية الإسلامية.