كانت حكومة المرحوم السيد رئيسي، رضوان الله عليه، حكومة العمل والأمل، وحكومة التحرّك في القطاعات المحليّة والخارجيّة. لقد كان سماحته مفعمًا بالأمل حقًّا، ومتفائلًا بالمستقبل.
من أهمّ مميزات السيّد رئيسي أنّه كان شعبيًّا. كان يهتمّ للناس، ويكنّ الاحترام لهم. إذ يحضر بين الناس، ويلمس الحقائق عبر الحضور بينهم، وينصت إلى كلامهم، ويجعل احتياجاتهم محورًا لمخططاته، وهذا تمامًا ما يرمي إليه الإسلام.
كان سماحته [السيد رئيسي] يعتقد حقًّا بالقدرات المحليّة. نحن نتحدّث مع كثير من المسؤولين خلال الجلسات واللقاءات في مسائل عدّة عن قضيّة القدرات والقابليات المحليّة، ولا أحد منهم يعارض أيضًا، لكن المرء يدرك مَن الذي يؤمن بنحوٍ عميق، ومن أعماق القلب، بهذه القدرات، ومن لا يؤمن. لقد كان سماحته يؤمن بذلك حقًّا، أي كان يعتقد أنّنا قادرون على حلّ كثير من مشكلات البلاد، أو أغلبها، أو كلّها بنحوٍ ما، من خلال الاعتماد على القدرات المحليّة.
النقطة البارزة الأخرى التي كانت لدى سماحته [السيد رئيسي]، الصراحة في إعلان المواقف الثورية والدينية. المواربة في الكلام، ومراعاة أننا لو عبّرنا عن مواقفنا الثوريّة بصراحة، فإنّ الشخص الفلاني، والفئة الفلانيّة، والشخصية الفلانية قد ينزعجون، لم يكن لدى سماحته مثل هذه الاعتبارات.
في السياسة الخارجيّة، كان سماحته يراعي خصوصيّتين معًا: الأولى هي إقامة العلاقات، والأخرى هي محوريّة العزّة والكرامة. فكان يتحدّث أحيانًا مع رئيس الجمهوريّة الأوروبي لساعة أو ساعة ونصف عبر الهاتف. كان من أهل إقامة العلاقات، ولكن من منطلق العزّة، فلم يكن حادًّا وجافًّا بحيث تنقطع [العلاقات]، ولا يُقدّم الامتيازات عبثًا، ويتهاون.