زار أبناء قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، اليوم (الجمعة) 25/10/2024، مكتب حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين «حماس»، حيث بلّغوا سلام الإمام الخامنئي إلى هذه الحركة، كما أبلغوا تهانيه وتعازيه باستشهاد القائد المجاهد الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، الشهيد يحيى السنوار، إلى ممثّل الحركة في طهران. وتحدّثوا مع ممثّل حركة «حماس» حول التوصيات الأخيرة للإمام الخامنئي بشأن مساعدة الشعبين الفلسطيني واللبناني، شارحين تفاصيل المساعدات التي يقدّمها الشعب الإيراني. كما لفتوا إلى أن الحملة الوطنية التي انطلقت بعنوان «إيران همدل» (إيران المتضامنة) تُعدّ نموذجًا لهذه المساعدات التي يتبرّع بها الشعب الإيراني للوقوف إلى جانب المجاهدين وأهالي المقاومة الصامدين في فلسطين ولبنان. بدوره، أعربَ ممثّل حركة «حماس»، السيد خالد القدومي، عن شكره للدعم الذي يقدّمه الشعب الإيراني والحكومة الإيرانية للمقاومة، كما لفت إلى الدعم الخاص الذي يقدّمه قائد الثورة الإسلامية؛ معبّرًا عن تقديره لذلك. وطلبَ ممثّل الحركة من أبناء قائد الثورة الإسلامية أن ينقلوا سلام المقاومين في فلسطين وغزة وتحيّاتهم إلى الإمام الخامنئي.
لا يوجد شعور بالفراغ في قيادة المقاومة
ولفتَ ممثّل حركة «حماس» في طهران إلى أنه لا يوجد شعور بالفراغ في قيادة المقاومة، شارحًا وضع قيادة المقاومة الفلسطينية بعد استشهاد الشهيد السنوار، كما أشار إلى أنّ الشهيد كان قد وضع آلية لقيادة المقاومة خلال حياته وقبل استشهاده، تضمّنت عدم تعطل العمل في حال غيابه.
وتابع: «الآن أيضًا، يجري العمل وفق نفس تلك الآلية. هذا الابتكار كان من صنعه هو، والآن بعد شهادته، لا يُشعر بفراغ في قيادة المقاومة».
ثم أضاف السيد القدومي: «الآن، على الرغم من استشهاد قادة المقاومة المعروفين في لبنان وفلسطين، إلا أن العمل مستمر من قبل المسؤولين والقادة الآخرين غير المعروفين للكيان الصهيوني، وهذا الأمر قد تحوّل إلى أزمة للكيان. انظروا الآن كيف تعمل قوات حزب الله في ميدان المعركة، وتزيد الضغط على الكيان؛ حيفا، وهي من المناطق المركزية في الأراضي المحتلة، باتت أيضًا تحت ضربات مجاهدي المقاومة، كما هو الحال في "كريات شمونة" بالقرب من الحدود».
كذلك أشار القدومي إلى أن التنظيم العسكري لـ«حماس» في قطاع غزة لا يزال حيًّا وفعّالًا، وأضاف: «إنّ العمليات الأخيرة التي وقعت في جباليا شمالي قطاع غزة، وأدت إلى مقتل عدد من جنود الكيان الصهيوني، قد نفّذتها مجموعة من قوات المقاومة التي انضمّت إلى تنظيم المقاومة بعد عملية طوفان الأقصى».
لا يراعي العدوّ أيّ جانبٍ إنساني في عدائه
وأشار السيّد القدومي إلى جهود المقاومة من أجل تخفيف آلام الناس وأوجاعهم في قطاع غزّة، قائلًا: «المقاومة، إضافة إلى حضورها في ساحة المعركة، توظّف كلّ طاقاتها الدبلوماسيّة والسياسيّة حتى تتمكّن من حلّ مشكلات النّاس قدر الإمكان».
ولفت ممثّل حركة المقاومة الإسلاميّة «حماس» في طهران إلى الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزّة، موضّحًا: «معبر رفح مغلق تمامًا، والمساعدات الإنسانيّة تدخل إلى غزّة فقط عبر معبرين يخضعان لسيطرة الكيان الصهيوني، وهي غير كافية على الإطلاق. كان يجري تأمين الاحتياجات اليوميّة للناس قبل الحرب بواسطة ألف شاحنة يوميًّا، وهذا العدد بلغ في الوقت الحالي، وفي ظلّ ظروف الحرب القائمة في المنطقة، 40 شاحنة».
وقال السيّد القدومي: «على الرّغم من أنّ النّاس صابرون وثابتون، لكن الظروف المعيشيّة والوضع الإنسانيّ قاسية للغاية. لا يراعي العدوّ في عدائه أيّ جانب إنساني، قانوني وسياسي، وهو دمّر كلّ البنى التحتيّة المدنيّة أيضًا. في الأساس، تمّ تنفيذ عمليّة «طوفان الأقصى» لهذه الأسباب».
وأشار ممثّل حركة المقاومة الإسلاميّة في فلسطين في جانبٍ آخر من هذا اللقاء إلى النظرة المعادية للإنسانيّة التي يحملها مسؤولو الكيان الصهيوني؛ ضمن إطار تجريد سائر النّاس من إنسانيّتهم، وتابع قائلًا: «يعتقد مسؤولو الكيان الصهيوني في أعماقهم أنّ الله حلّ في الإنسان الصهيوني، وعليه، فإنّ الصهاينة هم وحدهم البشر، وأنّ سائر الناس أدنى من الصهيونيّة».
عصر أمريكا انتهى
كما تطرّق السيّد القدومي إلى بعض الأخبار التي تتحدّث عن مفاوضات وقف إطلاق النار، والتي يتحدّث عنها المسؤولون الأمريكيّون، وأضاف قائلًا: «عبّر وزير الخارجيّة الأمريكي عن سعادته لاستشهاد القائد يحيى السنوار، وقال أنّ إمكانيّة التوصّل إلى اتفاق لم تكن متوفّرة طالما كان السنوار موجودًا، وبات بمقدورنا التوصّل إليه الآن. هو لا يعلم أنّ السنوار كان ولا يزال حيًّا. يتصوّر الأمريكيّون أنّ الفرصة الآن مؤاتية لإنهاء المقاومة، وهذا لن يحصل بفضل الله. عصر أمريكا قد انتهى».
وفي نهاية هذا اللقاء، شكر السيّد قدومي زيارة أبناء قائد الثورة الإسلاميّة مكتب ممثليّة «حماس» في طهران، وتابع قائلًا: «لقد قَصُرَ عمر العدوّ، وزواله قريب. هذه الجرائم ناجمة عن الأزمة التي واجهها العدوّ من هذه الناحية. نحن حاضرون في الميدان بعون الله، وسنبقى حاضرين فيه. نسأل الله أن يحفظ آية الله الخامنئي، ونرجو أن تبلّغوا سماحته التحيّات الحارّة لمجاهدي المقاومة في غزّة وفلسطين».
ومع انتهاء الزيارة، وقّع أبناء قائد الثورة الإسلاميّة على سجلّ زوّار حركة المقاومة الإسلاميّة في فلسطين «حماس» في مكتبها الواقع في العاصمة طهران.