ارتكب الكيان الصهيوني حماقة قبل ليلتين، وهم أنفسهم يضخّمون الأمر أيضًا. طبعًا، إنّ تضخيمهم خطأ، لكن التفتوا، التقليل من شأنه خطأ أيضًا. يجب أن تُحبَط حسابات الكيان الصهيوني الخاطئة. هؤلاء لا يعرفون إيران، إنّهم لا يعرفون الشعب الإيراني، ولم يتمكّنوا، بعدُ، من فهم قوّة الشعب الإيراني وقدراته وابتكاره وإرادته بالنّحو الصحيح. يجب علينا أن نفهمهم هذه الأمور.
تُعدّ أيّ مساعدة بسيطة للكيان الصهيوني من أقبح الذنوب وأعظمها.
هناك تقصيرٍ كبير في العالم في ما يرتبط بالكيان الصهيوني الخبيث والمشؤوم، وما فعله الكيان في غزّة ويفعله، وما فعله في لبنان ويفعله، من أفظع جرائم الحرب. تحكم الحرب قواعد، وحدود وقوانين، وليس الأمر على هذا النحو بأن لو قاتل أحدهم الآخر، يسحق كلّ هذه الحدود ويدوسها بقدميه. يجب أن يتصدّى العالم لهؤلاء، وعلى الحكومات أن تتصدّى لهم، وينبغي للحكومات الإسلاميّة خاصّةً أن تتصدّى لهم.
ينبغي على مسؤولينا أن يحددوا أسلوب إفهام الكيان الصهيوني قوّة الشعب الإيراني، وعليهم أن ينجزوا ما فيه صلاح لهذا البلد وهذا الشعب.
تُعدّ «جرائم الحرب» من العناوين الإجراميّة في عرف العالم اليوم. أي إنّ جرائم الحرب مُدانة اليوم في العالم، ولا يقتصر الأمر على إدانتنا نحن، بل إنّ العالم كلّه، وكلّ المحاكم الدوليّة – تلك التي أُقيمت بحق أو بغير حق – تدين جرائم الحرب. حسنًا، هل هناك جرائم حرب أكبر من هذه؟ يُقتل عشرة آلاف طفل، وتُستشهد عشرة آلاف امرأة أو أكثر. يجب الوقوف بوجههم. ما نطالب به العالم، والعالم الإسلامي بشكل خاص، هو تشكيل تحالف عالمي ضدّ الكيان الصهيوني.
القوّة هي سبيل توفير الأمن، علينا نحن – الشعب الإيراني ومسؤولي البلاد – أن نسلّم بهذا الأمر. يجب امتلاك القوّة... ويجب على الشعب أن يعزّزها يومًا بعد يوم. إيران القويّة هي القادرة على الدفاع عن نفسها، وإرساء الأمن وتحقيق تقدُّمِها، فتمدّ الآخرين بثمار هذا التقدّم.
ثمة نقطة مهمّة في موضوع الأمن، وهي قضيّة الأمن النفسي للمجتمع، إذ قلّما يجري الاهتمام بهذا الأمر: الأمن النفسي للمجتمع، أي تجنيب الناس الإصابةَ بالقلق والخوف والشكّ. هذا هو معناه؛ إنه أمرٌ في منتهى الأهميّة. يثير بعض الأشخاص الشكوك في الناس عبر الأخبار التي ينشرونها، والتحليلات التي يقدّمونها، وكذلك تفسير الأحداث. الله المتعالي يرفض هذا الأمر. القرآن صريحٌ في هذا المعنى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} (الأحزاب، 60)، هؤلاء هم المرجفون. المرجفون هم الذين يبثّون القلق في قلوب الناس، ويلقون الرعب فيها.
هناك تقصيرٌ كبيرٌ في العالم تجاه قضيّة الكيان الصهيوني الخبيث والمشؤوم. فالحكومات، والشعوب – الحكومات بشكل خاص – والمحافل الدوليّة مثل الأمم المتحدة وأمثال هؤلاء يقصّرون حقًّا في قضيّة التصدّي للكيان الصهيوني.
يستغلّ الأعداء مقولة «الأمن النفسي» أيضًا. فاليوم، لا يخوض أعداء الشعوب والدولُ الطامعون في مصالح البلدان التي بمقدورهم الطمع بها، الميدانَ بالأسلحة الناريّة أو الحروب الناريّة والصلبة، بل يخوضونه بالحرب الناعمة. إنّ أحد جوانب الحرب الناعمة عبارة عن هذه الزعزعة للأمن النفسي في المجتمع. هذا أحد الجوانب أيضًا.
ما يضمن الأمن لأيّ بلد هو «القوّة الوطنيّة» التي يملكها، وهو كون ذاك البلد قويًّا، أن يكون قويًّا في الجوانب كلّها: القوّة في العلم، والاقتصاد، والقدرات الدفاعيّة، وعلى مستوى التسليح. هذه الأمور هي التي تضمن الأمن لأيّ بلد، وتوفّره له.