يجب عدم التردّد في أنّ ما حدث في سوريا، هو نتيجة خطّة أمريكيّة وصهيونيّة مشتركة. نعم، هناك دورٌ واضحٌ لإحدى الدول الجارة لسورية وهي لعبته وتلعبه الآن أيضًا، وهذا ما يراه الجميع، لكنّ أولئك هم العامل الأساسي. المتآمر الأساسي والمخطّط الأساسي وغرفة التحكّم الأساسيّة تقع في أمريكا والكيان الصهيوني. لدينا قرائن على ذلك، وهذه القرائن لا تُبقي للمرء أيّ مجال للشكّ والتردّد.
لم يكن شكل حضورنا العسكري في سوريا والعراق بمعنى أن نأخذ جيوشنا إلى هناك لتحلّ محلّ جيش ذاك البلد وتقاتل عوضًا عنه... نحن كنّا مستعدّين في هذه الظروف القاسية أيضًا، وقد جاؤوا إليّ كذلك، وقالوا: إنّنا أعددنا كلّ الإمكانات الضروريّة للسوريّين، ونحن مستعدّون للذهاب. لو أنّ الدوافع في ذاك البلد بقيت على ما كانت عليه، واستطاعوا أن تكون لهم كلمتهم في مقابل العدو، لما استطاع العدوّ أن يحظر سماءهم، ويسدّ منافذهم البريّة أيضًا. وكان من الممكن تقديم العون لهم.
هذه هي المقاومة، وهذه هي جبهة المقاومة: تزداد صلابة بقدر فرضكم الضغوط، وتتعزّز دوافعها بقدر ارتكابكم الجرائم، وتتّسع أكثر بقدر قتالكم ضدّها، وأقولها لكم: سوف يشمل نطاق المقاومة المنطقة بأسرها، أكثر من السّابق، بحول الله وقوّته.
جهازنا الاستخباراتي أوصل قبل عدّة أشهر تقارير تحذيريّة إلى المسؤولين في سوريا. منذ متى؟ منذ آب، وأيلول، وتشرين الأوّل. قدّموا التقارير بشكل متتال. يجب اجتناب الغفلة عن العدوّ، وينبغي عدم استصغار العدوّ، وكذلك عدم الوثوق بتبسّم العدوّ. أحيانًا يتحدّث العدوّ مع الإنسان بلحنٍ حسن، وبابتسامة، لكنّه يحمل الخنجر وراء ظهره، ويتربّص الفرصة المناسبة.
ستطرد جبهة المقاومة أمريكا من المنطقة، بتوفيقٍ من الله وحولٍ منه وقوّة.