كل من يمتلك في وجوده رشحة مما كان لدى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، يستطيع أن يتغلب على بحرٍ من الجَمحَات والأهواء الداخلية والخارجية.
لو أن النّاس حول العالم أحبّوا ورغبوا في عدالة أمير المؤمنين وإنصافه وشجاعته، ونصرته للمظلوم والحق ومناهضته الظّلم، وقرّبوا أنفسهم في مقام العمل من هذه الخصائص - ولو خطوة واحدة - لغدت الدنيا جنّة.
ما هو مهم، ويعدّ اليوم أكثر أهمية بالنسبة لنا من المعرفة بأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام والاطلاع على سيرته، هو الاقتراب العملي منه؛ لأنه أسوة. إنّ معرفة عليّ وحدها ليست كافية؛ بل يجب أن تكون المعرفة مقدمة للاقتداء بمقام أمير المؤمنين.
كان أمير المؤمنين يتمتع بأعلى درجات العدالة الشخصية؛ تلك العدالة التي يُعبّر عنها بالتقوى. وهذه التقوى تظهر بوضوح في سلوكه السياسي، وفي أفعاله العسكرية، وفي طريقة تقسيمه لبيت المال، وفي استفادته من متاع الحياة، وفي إنفاقه من بيت مال المسلمين، وفي قضائه، وفي جميع جوانب حياته. في الحقيقة، تُعدُّ العدالة الشخصية والنفسية للإنسان الركيزة لتحقيق العدالة الجماعية، ومصدر التأثير في الحياة الاجتماعية.