كم لدينا من الأشخاص العظماء، الذين هم بمستوى السيد حسن نصر الله (رض) في العالم؟! كان الأعداء والأصدقاء يظنّون أنّ حزب الله انتهى! كلا، بل تعزّزت دوافعه في بعض الجوانب، واستطاع أن يصمد في وجه الكيان الصهيوني.
غزة المنطقة المحدودة والصغيرة، جعلت الكيان الصهيوني المدجّج بالسلاح، وهو الذي يحظى بدعمٍ كامل من أمريكا، يجثو على ركبتيه. تلك هي الرشحة ذاتها من المقاومة، ومن ارتباط القلب بالله، والاعتقاد بـ{وَإنَّ العِزّةَ للهِ جَميعًا} (يونس، 65).
لقد أيقظت المقاومة، التي انطلقت من إيران الإسلاميّة، الشعوبَ المسلمة، وأيقظت أيضًا ضمائر كثيرين من غير المسلمين. إنّ كثيرًا من الشعوب لم يكونوا يعرفون نظام الهيمنة؛ المقاومة جعلتهم يعرفونه.
بعثة نبيّ الإسلام (ص) من أكثر أحداث تاريخ البشريّة بركة وعظمة، وقد أدّت إلى إحداث تحوّل فكري وإدراكي.
البعثة ليست حدثًا آنيًّا، تلمع لفترة ثمّ تنطفئ... هكذا هو الحال بالنسبة للمنافق: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ}. الإنسان الذي لا يؤمن من أعماق القلب، يلمع في قلبه ضوء ثمّ ينطفئ. لكن بالنسبة لغير المنافق، البعثة تيار ضمن إطار التيار الطبيعي للعالم، وهي أمرٌ مستمر ودائم.
المقاومة رشحةٌ من بعثة نبيّ الإسلام (ص).
يمكن الانتفاع من بركات البعثة في العصور كلّها. أي إنّ ذاك التحوّل الذي برز في بداية البعثة، إذ تصدّى نبيّ الإسلام الأكرم (ص) بنفسه ونزل إلى وسط الميدان وأنجز الأعمال بنفسه بتلك الجهود التي لا يمكن أن توصف، هذا [التحوّل] يمكن أن يتحقّق في العصور كلّها، بما يتناسب مع طبيعة البشر، والفارق بيننا وبين تلك القمّة السامية. ولكن الشرط هو توظيف العاملَين اللذين امتلكهما ذلك العظيم ووظّفهما، أي العقل والإيمان.