بعض الحكومات المتغطرسة - لا أجد حقًا أنسب من تعبير "المتغطرس" لبعض الشخصيات والرؤساء الأجانب - تصر على التفاوض. لكن تفاوضهم لا يهدف إلى حل القضايا، بل من أجل السيطرة.
ازدواجية المعايير في الغرب تفضح الحضارة الغربية حقًا؛ يدّعون حرية التعبير. هل يمكنكم أن تجدوا اسم الحاج قاسم سليماني أو السيد حسن نصر الله أو اسماعيل هنية في الفضاء الافتراضي التابع للغرب؟! هل يمكنكم الاعتراض على الجرائم التي تُرتكب في فلسطين ولبنان وغيرهما؟! هل يمكنكم أن تنكروا ما زعموا من أحداث في ألمانيا زمنَ هتلر ضد اليهود؟
تلك الدول الأوروبية الثلاث تصدر بيانات وتعلن أن إيران لم تفِ بالتزاماتها النووية في الاتفاق النووي! فليسألهم أحد من هذا الطرف: هل التزمتم أنتم؟! أنتم لم تفوا منذ اليوم الأول! على أيّ حال، للوقاحة حدود أيضًا!
تكرّر الحكومات المتغطرسة كلمة "التفاوض" للضغط على الرأي العام، والإيحاء بأنهم مستعدون للتفاوض، فلماذا أنتم غير مستعدين؟ هذا ليس تفاوضًا! إنه تحكم وإملاء.
الحضارة الغربية تتجه يومًا بعد يوم نحو مزيد من الأفول.
التفاوض بالنسبة إلى الحكومات المتغطرسة مسار وطريق لطرح مطالب جديدة، ولن تُلبّيها إيران قطعًا.